أبل تدخل ماراثون منافسات الذكاء الاصطناعي

منتجة أيفون تطلق روبوت دردشة باستخدام تقنية "أجاكس".
الأحد 2023/07/23
أبل جي بي تي قادم على مهل

التطور السريع للذكاء الاصطناعي جعله يتقدم بخطوات عن بقية التكنولوجيات الأخرى على أهميتها، لذلك تتشارك الشركات العملاقة في هذا المجال على خوض غمار الخوارزميات التوليدية للحاق بالركب، ومؤخرا قررت أبل اللحاق بهدوء بركب الذكاء الاصطناعي من خلال  صناعة روبوت دردشة يطلق عليه بعض المهندسين “أبل جي بي تي”.

كاليفورنيا (الولايات المتحدة) ـ تعمل شركة أبل بهدوء على أدوات ذكاء اصطناعي من شأنها تحدي تلك الخاصة بـ”أوبن إيه آي” وغوغل، وغيرهما، لكن لم تضع حتى الآن إستراتيجية واضحة لطرح التكنولوجيا للمستهلكين.

وقال أشخاص مطلعون على الجهود لوكالة بلومبرغ، إن صانعة هواتف أيفون بنت إطارا خاصا بها لخلق نماذج لغة ضخمة، وهي الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي، التي تأتي في قلب تصميم المنتجات الجديدة مثل “تشات جي بي تي” و”بارد”.

وباستخدام تقنية “أجاكس”، صنعت أبل أيضاً خدمة روبوت دردشة يطلق عليه بعض المهندسين “أبل جي بي تي”.

وأصبح مشروع الذكاء الاصطناعي هو الجهد الأهم داخل أبل خلال الأشهر القليلة الماضية،  حيث تعاونت فرق عديدة للعمل على المشروع، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لسرية الأمر،  كما تحاول الشركة معالجة مخاوف الخصوصية المحتملة المرتبطة بتلك التكنولوجيا.

ورغم أن أبل تمزج خاصيات الذكاء الاصطناعي في منتجاتها منذ سنوات، فهي الآن تحال اللحاق  بـ”تشات جي بي تي” و”بارد” و”بينغ أيه آي” التابع لمايكروسوفت، في سوق الأدوات التوليدية المثيرة للاهتمام، والتي يمكنها كتابة مقالات، وتصميم صور، وحتى مقاطع فيديو استناداً على أوامر نصية.

المساعد الصوتي "سيري" سيكون المكان المثالي لبدء أبل في دمج تقنية النماذج اللغوية الكبيرة الخاصة في منتجات الشركة

وغابت أبل بوضوح عن هوس الذكاء الاصطناعي، وركد استخدام منتجها الرئيسي للذكاء الاصطناعي، وهو المساعد الصوتي “سيري”، في السنوات الماضية.

ومع ذلك، فقد أحرزت الشركة تقدماً في مجال الذكاء الاصطناعي في مجالات أخرى مثل تحسين الصور والبحث على أيفون، كما يوجد إصدار أكثر ذكاءً من التصحيح التلقائي سيُضاف على أجهزتها المحمولة العام الجاري.

وكان الرئيس التنفيذي تيم كوك حذراً في تعليقاته العامة حول خدمات الذكاء الاصطناعي الجديدة المتدفقة التي تضرب السوق، وفي مؤتمر عبر الهاتف في مايو قال إنه رغم الإمكانيات التي تتمتع بها التكنولوجيا فما يزال هناك “عدد من المشكلات في حاجة إلى حل”، مضيفاً أن أبل ستضيف الذكاء الاصطناعي إلى المزيد من منتجاتها لكن “على أساس مدروس بعناية”.

كذلك قال كوك إن الشركة “تبحث بشكل دقيق” في إمكانية إصدار روبوت دردشة. أما خلف الكواليس، فازداد قلق أبل من تفويتها لتحول كبير محتمل في كيفية عمل الأجهزة، حيث يعِد الذكاء الاصطناعي التوليدي بتغيير طريقة تفاعل الناس مع الهواتف والحواسيب وغيرهما من التكنولوجيات.

وقد تعاني أجهزة أبل إذا لم تواكب الشركة التقدم المحرز على صعيد الذكاء الاصطناعي، لهذا السبب؛ تضع أبل أساس خدمات الذكاء الاصطناعي عبر تقنية “أجاكس”، علاوة على أداة شبيهة بـ”تشات جي بي تي” للاستخدام داخلياً. وجدير بالذكر أن تقنية “أجاكس” طُرحت لأول مرة العام الماضي لتوحيد تطوير تعلم الآلات داخل أبل.

ويتم استخدام إطار عمل “أجاكس” حالياً أيضاً لإنشاء نماذج لغوية كبيرة، والعمل كأساس لأداة جديدة وفق النمط الداخلي لتطبيق “تشات جي بي تي”.

وأُنشأ تطبيق روبوت الدردشة الجديد من أبل على سبيل التجربة في نهاية العام الماضي بواسطة فريق يضم عدداً قليلاً من المهندسين. لكن توقّف طرح التطبيق داخل الشركة في البداية بسبب مخاوف أمنية بشأن الذكاء الاصطناعي التوليدي.

Thumbnail

وتغيرت وجهات النظر منذ ذلك الحين مع توسيع فريق العمل ليشمل المزيد من الموظفين. مع ذلك، فإن النظام يتطلب موافقة خاصة للدخول إليه.

ويوجد أيضاً تحذير مهم، فلا يمكن استخدام أيّ نتيجة أو مخرجات منه لتطوير ميزات مرتبطة بالعملاء، رغم أن موظفي أبل يستخدمونه في إعداد النماذج الأولية للمنتج، كما أنه يلخص النص ويجيب على الأسئلة بناءً على البيانات التي يجري تدريبه عليها.

ويقول الموظفون في أبل إن أداة الشركة تستنسخ أساساً نظام عمل “بارد” و”تشات جي بي تي” وتطبيق “بينغ” القائم على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ولا تتضمن أيّ ميزات أو تقنية جديدة.

وقد لا يكون لدى أبل خطط حالية لإصداره للمستهلكين، رغم أنها تعمل بنشاط على تحسين نماذجها الأساسية. وإلى جانب تطبيق حالة التكنولوجيا، فلا تزال أبل تحاول تحديد وجهة نظر المستهلك إزاء الذكاء الاصطناعي التوليدي.

كما تعمل أبل حاليا على صعيد العديد من المبادرات ذات الصلة، عبر دمج الجهود المشتركة بين مجموعات الذكاء الاصطناعي وهندسة البرمجيات، بالإضافة إلى فريق هندسة الخدمات السحابية الذي سيوفر البنية التحتية لأيّ ميزات جديدة مهمة.

ورغم أن الشركة ليست لديها خطة محددة حتى الآن، يعتقد الأشخاص المطلعون على العمل أن أبل تهدف إلى إصدار إعلان مهم متعلق بالذكاء الاصطناعي العام المقبل.

ويقود هذه الجهود جون جياناندريا رئيس التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في شركة أبل وكريغ فيديريغي كبير مسؤولي هندسة البرمجيات في الشركة.

Thumbnail

وأشار جياناندريا إلى أنه يريد اتباع نهج أكثر تحفظاً، مع الرغبة في رؤية كيف تتطور المستجدات الحديثة لدى الآخرين.

على الصعيد التقني، وبالتزامن مع تطوير أبل أدواتها الخاصة، أجرت الشركة أيضاً تجربة مؤسسية لتقنية شركة “أوبن إيه آي”، كما درست توقيع عقد أكبر مع شركة “أوبن إيه آي”، التي تمنح تصاريح خدماتها لشركة “مايكروسوفت” و”شاترستوك” و”سيلز فورس”.

أما نظام “أجاكس”، الذي تطوره أبل، فهو إطار عمل للتعلم الآلي مخصص لعملاقة البحث. ويعمل نظام أبل على منصة “غوغل كلاود”، والتي تستخدمها الشركة لتشغيل الخدمات السحابية، جنباً إلى جنب مع الاعتماد على بنيتها التحتية الخاصة و”أمازون ويب سيرفيسز” التابعة لشركة أمازون.

وفي إطار عملها الأخير تسعى أبل لتوظيف المزيد من الخبراء في الذكاء الاصطناعي التوليدي. وتعلن عن طلب المهندسين ذوي “الفهم القوي للنماذج اللغوية الضخمة والذكاء الاصطناعي التوليدي” وتعد بالعمل على تطبيق هذه التكنولوجيا عبر الطريقة التي “يتواصل بها الأشخاص وينشئون بها الوسائط ويتصلون بها ويستهلكونها” على هواتف أيفون وأجهزتها الأخرى.

وسيكون المساعد الصوتي “سيري” المكان المثالي لبدء شركة أبل في دمج تقنية النماذج اللغوية الكبيرة الخاصة في منتجات الشركة، حيث ستسمح لهذه الأداة بإجراء المزيد من المهام نيابة عن المستخدمين.

وعلى الرغم من إطلاق أبل لـ”سيري” في عام 2011 قبل الأنظمة المنافسة، تأخر التطبيق عن ركب المنافسة حيث ركزت أبل على مجالات أخرى، واعتمدت ميزات أقل لصالح الخصوصية.

13