أبطال أوروبا: خبرة هوملز وريوس وطموح فولكروغ مفتاح دورتموند

برلين- سيكون بوروسيا دورتموند على بعد 90 دقيقة فقط من التأهل للمباراة النهائية عندما يحل ضيفا على باريس سان جرمان الفرنسي في مباراة الإياب اليوم الثلاثاء. ويملك بوروسيا دورتموند أفضلية نسبية كونه حقق الفوز في مباراة الذهاب بهدف نظيف، حيث يكفيه الفوز أو التعادل بأيّ نتيجة للتأهل، فيما يتعين على سان جرمان الفوز بفارق هدفين للتأهل مباشرة، وفي حال فوزه بفارق هدف سيضطر الفريق لخوض شوطين إضافيين وربما ركلات ترجيح.

وبعد أن فشل باريس سان جرمان في استغلال الفرص العديدة في مباراة الذهاب، حيث قدم المهاجم السابق لدورتموند عثمان ديمبلي أداء كارثيا أمام فريقه السابق، قدم نجم دورتموند نيكلاس فولكروغ درسا لرجال لويس إنريكي في قسوة الهجوم، بعد أن سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 36. ولكن سان جرمان يهدف إلى أن يكون أول فريق في تاريخ البطولة يصل إلى المباراة النهائية بعد الخسارة في مباراتي الذهاب في دور الثمانية والدور نصف النهائي، علما بأنه كان قد قلب تأخره في مباراة دور الثمانية أمام برشلونة.

وفشل سان جرمان في الحفاظ على نظافة شباكه في سبع مباريات متتالية في كافة المسابقات، كما أنه حقق ثلاث انتصارات فقط في آخر ثماني مواجهات أقيمت على ملعب “حديقة الأمراء”، ولكن الأمر الإيجابي هو أن سان جرمان منذ بداية الدوري تمكن من تسجيل الأهداف في المباريات التي أقيمت على أرضه. وتعهد لويس إنريكي، مدرب سان جرمان، عقب مباراة الذهاب، بأن يتأهل فريقه إلى النهائي في مباراة الإياب، حيث قال “كنا نعرف صعوبة المباراة. لقد كانت مباراة متوازنة ومتكافئة للغاية، حصل الفريقان على فرص، لقد تفوق الهجوم على الدفاع في الكثير من الأحيان، لقد سجلوا هدفا، أتيحت لنا بعض الفرص الواضحة للغاية، لكننا لم نتمكن من استغلالها، لا يوجد شيء لا نعرف كيفية القيام به، الآن علينا العودة إلى المنزل للاسترجاع والتفكير في مباراة الإياب”.

صعوبة المواجهة

في المقابل، يعلم إدين ترزيتش، مدرب دورتموند، صعوبة المواجهة التي تنتظر فريقه، خاصة وأن التأهل لم يحسم بعد، وقال عقب مباراة الذهاب إن “المهمة لم تحسم بعد”. وأضاف “قدمنا مباراة جيدة للغاية، فوز بفارق ضئيل، كان الأداء الجماعي رائعا، أردنا هذه الأفضلية البسيطة، ندرك أن الأسبوع المقبل ستكون المواجهة أكثر صعوبة”.

ورغم الأموال الطائلة التي أنفقتها الإدارة القطرية على النادي منذ شرائه عام 2011، وصل سان جرمان إلى نهائي دوري الأبطال مرة واحدة عام 2020 حين خسر أمام بايرن ميونخ الألماني 0 – 1 في لشبونة خلف أبواب موصدة بسبب تداعيات جائحة كورونا. لكن الوضع مختلف الآن لأن النهائي سيقام على الملعب الأيقونة “ويمبلي” في الأول من يونيو أمام 90 ألف متفرج، حيث سيحصل مبابي على فرصة الثأر من بايرن في حال تأهل الأخير وسان جرمان الى المباراة النهائية على حساب ريال مدريد الإسباني (2 – 2 ذهابا في مدريد) ودورتموند تواليا.

والوصول إلى “ويمبلي” سيمنح مبابي فرصة توديع سان جرمان بأفضل طريقة بعدما قرر عدم مواصلة المشوار مع النادي الذي وصل إليه قبل سبعة أعوام من موناكو، وجعله ثاني فريق فرنسي فقط يحرز اللقب الأهم على صعيد الأندية بعد مرسيليا المتوج عام 1993 على حساب ميلان الإيطالي. وأبلغ مبابي النادي في فبراير الماضي بنيته الرحيل عن “بارك دي برانس” عندما ينتهي عقده في نهاية الموسم، مختتما مشوارا غزيرا مع فريق مسقط رأسه والذي بدأ عندما وقع من موناكو في عام 2017. وأصبح مبابي، قائد المنتخب الفرنسي البالغ من العمر 25 عاما، أفضل هداف في تاريخ سان جرمان بعدما وصل رصيده إلى 255 هدفا في 305 مباراة حتى الآن، بينها 43 هذا الموسم فقط. أما مشواره في دوري الأبطال فقاده إلى تسجيل 48 هدفا حتى الآن، بينها ستة مع موناكو خلال موسم 2016 – 2017، وستكون مباراة الإياب الثلاثاء ضد دورتموند الفرصة المثالية بالنسبة إليه للوصول إلى نصف المئوية من الأهداف في المسابقة القارية الأم.

ولم يقدم فريق المدرب الإسباني لويس إنريكي أفضل أداء له عندما خسر 0 – 1 في ألمانيا الأسبوع الماضي، وأصبح الضغط عليه كمرشح أوفر حظا في هذه المواجهة مع بطل عام 1997 ووصيف عام 2013 لقلب النتيجة على أرضه. وتكرار ما حدث عندما استضافوا دورتموند في دور المجموعات في سبتمبر الماضي سيكون كافيا لبلوغ النهائي، إذ فاز رجال إنريكي في حينها 2 – 0 حيث سجل مبابي الهدف الأول من ركلة جزاء.

ضغط كبير

وقال مبابي لوسائل إعلام عديدة “نحن متأكدون من أننا سنقلب الأمور ونتأهل إلى النهائي”، مضيفا “هناك ضغط كبير علينا، وهو أمر طبيعي لأن هناك بطاقة التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا على المحك، لاسيما عندما تعرف ماضي هذا النادي في المسابقة”. ولم يكن سان جرمان حقيقة من بين المرشحين لبلوغ نصف النهائي هذا الموسم، لاسيما أن الفريق في مرحلة تجديدية بعد رحيل النجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار في نهاية الموسم الماضي. وخرج سان جرمان من ثمن النهائي في خمسة من المواسم السبعة الماضية، وكثيرا ما كان خروجه بطريقة صادمة.

وكان المهاجم نيكلاس فولكروغ يلعب في الدرجة الثانية قبل عامين، وبات اليوم على مشارف بلوغ المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم على ملعب ويمبلي. وأحرز اللاعب البالغ من العمر 31 عاما الهدف الوحيد في مباراة الذهاب الأسبوع الماضي، ما أعطى دورتموند الأمل في الوصول إلى النهائي الأول في المسابقة منذ خسارته أمام غريمه بايرن ميونخ في عام 2013، على ملعب ويمبلي أيضا.