أبطال أفريقيا: كلاسيكو تونسي يشد الأنظار بين النجم الساحلي والترجي

تعود منافسات دور المجموعات في دوري أبطال أفريقيا من جديد بعد توقف طويل بسبب إقامة بطولة أمم أفريقيا. ولا يزال الموقف متشابكا ما بين 15 فريقا آخر للظفر بسبع بطاقات نحو حلم الفوز بالبطولة. وتستقطب المواجهة التونسية بين النجم الساحلي وضيفه الترجي أنظار محبي كرة القدم في القارة السمراء بوجه عام والجماهير العربية على وجه الخصوص.
القاهرة- تتطلع الأندية العربية إلى رفع حظوظها لبلوغ الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، الذي تستأنف منافساته بعد توقف طويل، بسبب إقامة نهائيات كأس الأمم التي توّجت كوت ديفوار المضيفة بلقبها.
وتتّجه الأنظار إلى الأهلي المصري حامل اللقب ووصيفه الوداد الرياضي المغربي اللذين يمران بمرحلة دقيقة في المسابقة، بينما يبرز في الجولة الخامسة قبل الأخيرة من دور المجموعات “كلاسيكو” تونسي بين النجم الساحلي وضيفه الترجي. وباستثناء آسيك ميموزا العاجي الذي ضمن تأهله لدور الستة عشر، فإن كل الفرق تملك حظوظ التأهل بنسب متفاوتة.
قمة تونسية
بيراميدز المصري يتمسك بالأمل برغم صعوبة مهمته عندما يحل ضيفا على مازيمبي الكونغولي السبت في لوبومباشي
يحتضن ملعب “حمادي العقربي” في رادس قمة تونسية خالصة بين النجم الساحلي وضيفه الترجي في المجموعة الثالثة. ولا مجال أمام الفريقين لأيّ خطأ، إذ أن الخاسر فيها سيعني تقلص آماله على نحو كبير، إذ يتصدر المجموعة بيترو دي لواندا الأنغولي (8 نقاط) أمام الترجي (5 نقاط) والنجم (4 نقاط) والهلال السوداني (4 نقاط).
وسيكون الترجي بهوية فنية مختلفة أفريقياً، بعدما تولى البرتغالي ميغيل كاردوزو الإشراف على الفريق بدلاً من طارق ثابت، كما دعّم فريق “باب سويقة” صفوفه بالثنائي لاعب الوسط التوغولي روجيه أهولو والجناح الكونغولي أندريه بوكيا. ويعول كاردوزو أيضا على البرازيليين المهاجم رودريغو رودريغيز وصانع الألعاب يان ساس. ويغيب عن فريق “جوهرة الساحل” المتوج باللقب عام 2007، محمد أمين بن عمر بداعي الإصابة، ما يربك حسابات المدرب أحمد العجلاني حيث سيعتمد على عناصره الاعتيادية لاسيما أسامة عبيد وياسين الشيخاوي والكاميروني جاك مبي.
وهذه هي المباراة العاشرة بين النجم الساحلي والترجي في دوري الأبطال، وخلال اللقاءات التسعة الماضية، حقق الترجي 6 انتصارات، كان آخرها فوزه 2 – 0 على الفريق الملقب بجوهرة الساحل خلال مواجهة الفريقين الماضية بتلك النسخة التي جرت في نوفمبر الماضي، مقابل 3 تعادلات، بينما عجز النجم الساحلي عن تحقيق أيّ فوز. وكانت مباراتا الفريقين بدور المجموعات للبطولة عام 2012، اللتان فاز بهما فريق باب سويقة تم إلغاؤهما بعد شطب نتائج النجم واستبعاده من البطولة آنذاك بقرار من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، عقوبة للفريق بسبب اقتحام جماهيره للملعب في إحدى المباريات.
ويسعى الهلال السوداني لتعزيز حظوظه وخلط الأوراق، عندما يستضيف بيترو دي لواندا على ملعب شهداء بنينا في ليبيا. ويتمسك بيراميدز المصري بالأمل برغم صعوبة مهمته عندما يحل ضيفا على مازيمبي الكونغولي الديموقراطي السبت في لوبومباشي. ويستضيف في المجموعة ذاتها نواذيبو الموريتاني ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي القوي على ملعب شيخ بيديا في نواكشوط. ويتصدر مازيمبي المجموعة بسبع نقاط وبفارق المواجهات أمام صن داونز، ويأتي الفريقان العربيان في المركزين الأخيرين بأربع نقاط.
لعنة الإصابات
ويحل الأهلي المصري الساعي للاحتفاظ باللقب وتعزيز رقمه القياسي الحالي (11 لقبا)، ضيفا ثقيلا اليوم الجمعة على ميدياما الغاني ملعب “بابا يارا” في كوماسي ضمن المجموعة الرابعة. ويتصدر الأهلي الترتيب بست نقاط بفارق نقطة أمام شباب بلوزداد الجزائري ويونغ أفريكانز التنزاني، وميدياما رابعا بأربع نقاط. وتقلّصت خيارات المدرب السويسري للأهلي مارسيل كولر بعد غياب ثلة من اللاعبين في مقدمهم محمود عبدالمنعم “كهربا” لظروف خاصة، كما ستبعد الإصابة الحارس محمد الشناوي وأحمد عبدالقادر ومروان عطية والمالي أليو ديانغ. وسيعوّل كولر على أسماء مخضرمة على غرار التونسي علي معلول والجنوب أفريقي بيرسي تاو.
وكان الأهلي قد تعادل مع شباب بلوزداد سلبا الأسبوع الماضي في مباراة مؤجلة من الجولة الرابعة، وأشار كولر إلى أن النتيجة مرضية و”تتبقى مباراتان في المجموعة وهدفنا تحقيق الفوز لحسم الصدارة”. وتوعد رئيس نادي ميدياما موزيس أرماه الفريق المصري “سنصدم الغانيين بفوزنا على الأهلي وسنضمن التأهل إلى الدور التالي من الجزائر”. وفي المجموعة عينها، يأمل شباب بلوزداد في قطع خطوة كبيرة نحو الأدوار الاقصائية، بعدما خاض رحلة صعبة إلى العاصمة التنزانية دار السلام لمواجهة يونغ أفريكانز السبت. وقال لاعبه عبدالرؤوف بن غيث “سنرمي بكل ثقلنا في تنزانيا، فنحن نملك كل الحظوظ في التأهل، لدينا النية بالعودة بنتيجة إيجابية من ملعب صعب”.
في عنق الزجاجة
يعي الوداد المغربي، الذي يمر بفترة حرجة لم يشهدها في السنوات الأخيرة، أنه لا مجال للخطأ عندما يشد الرحال إلى بوتسوانا لمواجهة جوانينغ غالاكسي السبت في فرانسيس تاون ضمن المجموعة الثانية. وخلافا لعادته، يتذيل الوداد الترتيب بثلاث نقاط. ويتعين عليه الفوز في مباراتيه الأخيرتين وانتظار باقي النتائج ليحدد مصيره بنيل المركز الثاني خلف أسيك ميموزا العاجي المتصدر بـ10 نقاط، ويأتي سيمبا التنزاني ثانياً بخمس نقاط وجوانينغ ثالثا بأربع نقاط.
وأحدث اعتقال رئيس النادي البيضاوي سعيد الناصيري للاشتباه في تورطه في قضية ضخمة لتهريب مخدرات، خضّة على مستوى الفريق، إذ لم ترتق النتائج في الأشهر الأخيرة إلى مستوى تطلعات جماهيره، حيث تراجع إلى المركز الرابع في ترتيب الدوري المحلي، بالإضافة إلى إعلان مدربه المخضرم فوزي البنزرتي الاستقالة عقب الخسارة أمام شباب السوالم، قبل أن يتراجع عنها، ثم تغلب الفريق على ضيفه نهضة بركان السبت بهدف نظيف أعاد إليه بعض التوازن.
وينشد الفريق المغربي الذي بلغ ربع النهائي على الأقل في المواسم الثمانية السابقة وتوج باللقب مرتين، الثأر من الفريق الذي صعقه في انطلاق المنافسات في الدار البيضاء. ويفتقد البنزرتي الظهير الجزائري إلياس الشتي ولاعب الوسط جمال الدين حركاس بسبب الإصابة، فيما ستعرف التشكيلة القارية وجود أسماء جديدة أبرزها العائد إسماعيل الحداد والهداف النيجيري أدي أغونيس، بينما رحل عن الفريق ظهيره الدولي يحيى عطية الله إلى سوتشي الروسي.
وأبدى قائد الفريق يحيى جبران جاهزيته لمساعدة الفريق نافيا شائعات رحيله “تنتظرنا مباراة مصيرية يوم السبت، نصب لها كامل التركيز في سبيل كسب التأهل وإسعاد الأمة الودادية”. وطالب النادي المغربي بتأجيل المباراة ليوم إضافي، بحسب تقارير مغربية، بسبب تأجيل رحلة الفريق الماراثونية إلى فرانسيس تاون مرورا بجوهانسبرغ، بداعي عدم حصول طائرة الفريق على ترخيص دخول الأجواء البوتسوانية.