مستقبل التعليم في الوطن العربي: رهان الرقمنة ومعضلة التخطيط

التحديات الراهنة في الوطن العربي، سياسيا واقتصاديا وثقافيا ودينيا، أجبرت الفاعل السياسي العربي على الإقرار والانتباه بأن الرهان يجب أن يوكل، من ضمن رهانات أخرى متضافرة، إلى التعليم. الرهان على التعليم والقضايا المتصلة به تنطلق أولا من تشخيص واقعه، ثم استقراء السيناريوهات الممكنة للنهوض به، للتوصل إلى تعليم عصري مواكب للمعايير العالمية، يكمن بدوره من النهوض بالمجتمع والإسهام في مواجهة التحديات التي أشرنا إليها.
قضية تزداد صعوبة مع ما يشهده العالم من طفرات تكنولوجية وعلمية، أثرت في التعليم وتأثرت به، ونفذت الاستعمالات التكنولوجية الجديدة إلى الفضاء التعليمي التربوي، وأجبرت الفاعلين في القطاع على وجوب الاستفادة منها وتوظيفها خدمة لتعليم مواكب للعصر.
في هذه الزاوية من التقاء التحديات العربية المتداخلة، مع مراوحة التعليم العربي مكانه من السكونية وعدم النجاعة، مضافا إليها ما أحدثته الطفرة التكنولوجية من تغييرات عارمة في المناهج والأدوات والأساليب العربية، يجوز طرح السؤال عن مستقبل التعليم العربي؟ وهل من سبل ممكنة لتطويره وتعصيره بما يسمح له أن يساهم في النهوض بالمجتمع؟ وهل نحن إزاء وجوب الاختيار بين لحظة الآيباد (وسيلة وإشارة مستقبلية) وبين زمن الكتاب (بما يرمز إليه من قيم تعليمية)؟ أم أن التعليم العربي مطالب بمراجعة مناهجه وأهدافه قبل حسم مسألة الأساليب والأدوات؟ ألا يجوز القول أن الإقلاع الحقيقي يبدأ من حسن رسم الاستراتيجيات تبعا لأن الفشل في التخطيط هو تخطيط للفشل؟
اقرأ أيضا:
المغرب.. سير حثيث نحو رقمنة الجامعات
نحو تعليم ذكي في الإمارات
التعليم في السعودية: المآلات الممكنة