الرهان المغربي على الشباب لقيادة إعلام يدافع عن قضيته الوطنية

الرباط- يشكل الإعلام أحد الرهانات الأساسية للمغرب في قضيته الوطنية الأولى الصحراء المغربية، في ظل ما شهدته الفترة الماضية من محاولات للتأثير على استقلالية البلاد ووحدتها الترابية، وتوظيف الإعلام لهذه الغاية.
وانطلاقا من هذه الأهمية برزت ضرورة تأهيل وتدريب إعلاميين من أبناء الصحراء المغربية أنفسهم، وتمكينهم من أدوات العمل حتى ينخرطوا في المجال الإعلامي، للدفاع عن قضيتهم الأساسية المؤمنين بها، والاضطلاع بدور في الدفاع عن الوحدة الوطنية والترابية لبلادهم.
وهو ما جاء في توصيات الملتقى الوطني لقضايا الإعلام وسبل تطوير المهارات الإعلامية، الذي نظم مؤخرا بمدينة العيون، إحدى كبريات مدن الجنوب المغربي، وشارك فيه أساتذة جامعيون وباحثون في الإعلام والسياسة والثقافة.
وأكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد مصطفى الخلفي، أن الملتقى يشكل مناسبة للاستثمار في الشباب وللثقة فيه، ولبناء المستقبل، ومحطة ضمن محطات أخرى تم تفعيلها.
وتشمل مبادرة التأهيل، المجال الرقمي، وهي مبادرة انطلقت من أجل تمكين شباب المنظمات الحزبية والمدنية من الدفاع عن قضية الصحراء المغربية، داخل المغرب وخارجه، بشراكة مع وزارة الاتصال، بحسب الخلفي.
واهتمت المبادرة الثانية بإطلاق برنامج للتكوين والإعداد المستمر حول قضية الصحراء، والذي تشتغل عليه رئاسة جامعة محمد بن عبدالله بفاس، موجه إلى الصحافيين والصحافيات، ويعكس الحاجة إلى رفع وتعزيز القدرات المعرفية والمهارات المرتبطة بالدفاع عن القضايا الوطنية لدى العاملين في قطاع الإعلام.
وأشاد الخلفي بالمشاركة المكثفة للشباب من أبناء الأقاليم الجنوبية وإقبالهم على التسجيل في مبادرة التأهيل من أجل الدفاع الرقمي حول قضية الصحراء المغربية، مذكرا بأنه تم إطلاق هذه المبادرة بداية بهدف تدريب 1000 مشارك كل سنة، للوصول إلى الهدف النهائي وهو 5000 مشارك على مدى خمس سنوات، إلا أن حجم الطلب خلال السنة الأولى، قارب الخمسة آلاف، لذا تقرر أن يتم إطلاق المبادرة بـ5000 مستفيد من التدريب كدفعة أولى لهذا البرنامج التكويني.
وشدد على أن الوضعية الراهنة تشهد تحولات متعددة ذات طبيعة دولية مرتبطة بتغيرات ميزان القوى الدولي، وذات طبيعة اقتصادية مرتبطة بإشكالية الطاقة في العالم وما يرتبط بها، وتحولات مرتبطة بتطور تكنولوجيا المعلومات، وذات طبيعة ديموغرافية مرتبطة ببروز أجيال شابة جديدة مؤمنة بالحرية والكرامة، ومؤمنة بالوحدة، وواعية بمخاطر مخططات التجزئة والتقسيم الموجودة في المنطقة.
وأضاف “هي إذن تحولات متعددة، لكن في مقابلها يظل الجوهر يتمثل في ثوابت جعلت بلدنا يحفظ وحدته واستمراريته، ومن هذه الثوابت ما يتعلق بتعميق المسار الديمقراطي”، مؤكدا على أن “هذا الثابت يرسخ إرادة الشعب المغربي في تعميق مسار الحريات وفي التقدم به إلى الأمام”.
وقال إن “المغرب يعي التحديات المطروحة عليه، ولهذا فالمطلوب هو تقوية جبهتنا الداخلية عبر تعميق المسار الديمقراطي بأبعاده الاقتصادية والحقوقية والمؤسساتية والثقافية والإعلامية”.