الغانم يستعين للمرة الأولى بحواء لحراسة برلمان الكويت

الكويت - حظيت مبادرة الحكومة الكويتية بالاعتماد على شرطيات لحراسة مبنى مجلس الأمة (البرلمان) مؤخرا بكثير من الترحيب من الكويتيين خصوصا وأنها جديدة في المجتمع، باعتبار أن المهمة كانت توكل لعقود فقط إلى الرجال.
واجتاحت تعليقات الناشطين الكويتيين والخليجيين على حد سواء الشبكات الاجتماعية بعد أن تداولوا على نطاق واسع صورا ومقطع فيديو يظهر الشرطيات مع رئيس مجلس الأمة والقيادات الأمنية المسؤولة على حراسة المبنى.
وتأتي خطوة الكويت الرمزية لتشير إلى التغير التدريجي الحاصل في المنظومة الاجتماعية والسياسية في بلدان الخليج العربي عموما والذي سبقتهم إليه الإمارات.
وأكد الأمين العام المساعد لشؤون حرس مجلس الأمة اللواء خالد الوقيت لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن تواجد العنصر النسائي في حرس المجلس بات ضرورة وحاجة ملحة استجابة للمتطلبات الأمنية ولا سيما في ظل الأوضاع الأمنية التي شهدتها البلاد.
وقد باشرت أول دفعة من خمس نساء، الثلاثاء، عملهن الجديد كحارسات لمبنى المجلس، الذي قرر الاستعانة بالشرطة النسائية لتولي مهام حراسة المقر والسهر على حمايته وذلك لأول مرة في تاريخ البلاد.
وتتضمن الدفعة الأولى من الشرطيات، ضابطتين وثلاث ضابطات صف، على أن يلتحق بهن المزيد من الشرطيات في الفترة المقبلة، وفق ما ذكرته الوكالة.
ورحب رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، بالدفعة الأولى من الحرس النسائي، وطلب منهن المثابرة والجدية في العمل والتحلي بروح المسؤولية والانضباط والتعاون مع زملائهن من قوة حرس المجلس.
وقال الغانم خلال لقائه معهن إن “تواجد الحرس النسائي في المجلس أصبح ضرورة واستحقاقا نظرا إلى الحاجة لوجود عناصر نسائية محترفة يمكنها التعامل مع أي إجراء أمني أو عمليات التفتيش الخاصة بالنساء”.
|
وتشمل مهام الحرس النسائي في مجلس الأمة عمليات الكشف والتفتيش عمّا يتعلق بالنساء من الموظفات وزوار مجلس الأمة، مراعاة واحتراما للقيم والعادات والتقاليد والخصوصية.
وتنص المادة 118 من الدستور الكويتي على أن حفظ النظام داخل المجلس من اختصاص رئيسه، ويكون للمجلس حرس خاص يأتمر بأمر رئيس المجلس، ولا يجوز لأي قوة مسلحة أخرى دخول المجلس أو الاستقرار على مقربة من أبوابه إلا بطلب رئيسه.
وتضم وزارة الداخلية الكويتية في صفوفها كادرا نسائيا منذ سبع سنوات، وتعمل الشرطيات الكويتيات في كثير من قطاعات الأمن التابعة للوزارة، لكن لم يسبق لهن العمل كحارسات لمبنى مجلس الأمة المشكّل من النواب الرجال فقط.
وتقول رئيسة لجنة شؤون المرأة التابعة لمجلس الوزراء الشيخة لطيفة الفهد السالم الصباح إن الكويت رائدة بين دول المنطقة في الاهتمام بتمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع، وهذا ما أهلها لأن تحتل المركز الأول عربيا في مجال المساواة بين الجنسين.
والشهر الماضي، شغلت العنود العبدلي الضابطة الكويتية برتبة ملازم أول في الجيش الأميري رواد الشبكات الاجتماعية حينما ظهرت على ساحة مناورات “رعد الشمال”، التي شاركت فيها جيوش 40 بلدا في حفر الباطن شمال شرق السعودية.
العنود “حسناء الكويت العسكرية” كما يصفها البعض من الكويتيين، ففي تعليق على مهنتها قالت “رغم دلال بنات الكويت، إلا أنني قررت وصديقتي لجين الرشيد، وهي بالمناسبة ضابط برتبة رائد في الشرطة الكويتية، قررنا خوض هذا المجال”.
ويبدو أن الكويت تريد منافسة الإمارات في هذا المجال، ولا سيما بعد تباهي الإماراتيين بتنشئة بنت استطاعت قيادة الطائرة الحربية، وشاركت في مكافحة تنظيم داعش، وأغارت على مواقعه منتقمة للطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي قضى حرقا على أيدي الإرهابيين.