عهود الرومي ترفع تحدي الإمارات بوجه أسعد دول العالم

دبي – بعدما أصبحت الإمارات أول دولة على مستوى العالم تقوم باستحداث وزارة يكون من أهم مهامها إسعاد المواطنين، دشنت الوزيرة الشابة عهود الرومي عملها على رأس الوزارة بقرار غير مسبوق أدخل البهجة إلى قلوب الآلاف من الموظفين في الدولة.
ولم تنتظر أول وزيرة للسعادة في الإمارات طويلا لتحقيق رؤية حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التي أعلنها لرفع ترتيب البلاد عالميا في مؤشر السعادة.
وكشفت الرومي مؤخرا عن أول قراراتها والمتمثل في منح الآلاف من الموظفين الإماراتيين علاوة بنسبة تصل إلى 100 بالمئة من رواتبهم الأساسية، الأمر الذي وصفه المتابعون بأنه أفضل حدث في المنطقة العربية رغم ما تمر به عدة دول من اضطرابات.
وتعد هذه الخطوة الفريدة من نوعها، أول قرار للوزيرة الشابة بعد توليها هذا المنصب، الذي تم استحداثه قبل أسبوعين حينما أعلن عنه الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي تزامنا مع انعقاد القمة العالمية الرابعة للحكومات في الإمارة.
ورغم صغر سن عهود الرومي، التي أسندت إليها مهمة هذه الوزارة، إذ لم يتجاوز عمرها الثالثة والثلاثين ربيعا، لكن على ما يبدو أنها ستكون أعلى علما ومعرفة ممن هم أكبر سنا منها باعتبار وأن تحقيق مفهوم السعادة لأي شعب عملية صعبة.
وتهدف الإمارات من وراء إحداث هذه الوزارة إلى إطلاق خطط وبرامج ومشاريع عبر كافة المؤسسات الحكومية بهدف توفير بيئة جيدة لتحقيق السعادة لدى كافة شرائح المجتمع وخاصة في أماكن العمل.
وكانت الرومي قد لفتت الأنظار إليها أثناء تأديتها القسم الوظيفي وهي ترتدي قلادة كتبت عليها بالإنكليزية كلمة “happy”وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه الصورة على نطاق واسع.
وتحمل هذه السياسية العربية الشابة شهادة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة الشارقة، ودرجة بكالوريوس في الاقتصاد من كلية الإدارة والاقتصاد من جامعة الإمارات ، كما أنها خريجة برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة.
وتتمتع الرومي بخبرة واسعة في مجالات الاقتصاد والتطوير الحكومي والإدارة، كما أنها ملمة بمجالات السياسات والاستراتيجيات والابتكار الحكومي، وقيادة المبادرات والمشاريع الحكومية الاستراتيجية.
الإمارات تطمح إلى احتلال مراكز الطليعة خلال سنوات على مؤشر "غالوب هيلث واي" الدولي للسعادة
واختيرت وزيرة السعادة لعضوية مجلس ريادة الأعمال العالمي التابع للأمم المتحدة لتكون أول شخصية عربية تحصل على هذه العضوية، كما أنها عضو في مجموعة القيادات الشابة العالمية التابعة لمنتدى دافوس الاقتصادي منذ أربع سنوات.
وكان الشيخ محمد بن راشد قد أعلن عن تشكيل حكومة “المستقبل” الإماراتية التي ضمت 8 نساء، واصفا إياها بأكبر تغيير وزاري في تاريخ البلاد.
ويأتي تأسيس وزارة للسعادة في الإمارات استكمالا لمبادرة مؤشر السعادة التي أطلقها حاكم دبي في أكتوبر 2014، وتم البدء بتنفيذها في أكتوبر الماضي، إذ أمر بسرعة تنفيذها في الجهات الحكومية لقياس سعادة سكان دبي وزوار الإمارة وسياحها بشكل تفاعلي. ويقيس المؤشر أيضا الرضى عن الخدمات الحكومية المقدمة لهم.
وتحتل الإمارات المركز الأول عربيا على مؤشر “غالوب هيلث واي” الدولي للسعادة الذي صدر العام الماضي، من بين 15 دولة عربية تم رصد مؤشر السعادة فيها.
لكن الحكومة تتطلع إلى تحقيق مراكز متقدمة على مستوى العالم، حيث يطمح المسؤولون الإماراتيون حاليا إلى أن تغادر بلادهم المركز الـ21 الذي تقبع فيه حاليا ولم لا المركز الأول في غضون السنوات القليلة المقبلة ويعتمد المؤشر في قياس السعادة على عدة عوامل من بينها شعور الإنسان بوجود هدف له في الحياة ومستوى الرفاهية المالية والحالة الصحية الجيدة والمشاركة المجتمعية ومدى الثقة في الانتخابات والمؤسسات والأمن الغذائي ووجود مأوى ومدى الاستعداد للعمل التطوعي ومساعدة الآخرين.