الصحافة الأفريقية تراهن على مستقبلها باستثمار فرص الثورة الرقمية

يهدف المنتدى الإعلامي حول القارة الأفريقية إلى صناعة مستقبل واعد للقارة السوداء، مبني على الثقة وحرية الإعلام ومحو كل الصور النمطية في وسائل الإعلام الدولية، وإبراز مكانة أفريقيا في منظومة العالم الإسلامي.
الثلاثاء 2015/12/22
الخروج من الصورة النمطية

مراكش (المغرب) – خلصت الصيغة النهائية لإعلان مراكش تحت شعار “نحو إعلام حر ومتعدد ومستقل لأفريقيا المستقبل” إلى أن مستقبل القارة الأفريقية بشكل عام ومستقبل أمنها ونمائها وتقدمها يظلاّن مرتبطين بانبثاق مؤسسات إعلامية قوية حرة ومستقلة.

وجاء إعلان مراكش ضمن أعمال المنتدى الإعلامي حول القارة الأفريقية الذي اختتمت فعالياته بداية الأسبوع، مؤكدا على أن استعادة أفريقيا لثقتها بنفسها رهين باستثمار الفرص التي تتيحها الثورة الرقمية والتكنولوجيا الحديثة، مع حقها في الولوج إلى الإنترنت وهو ما يقتضي توسيع نطاق التعاون المشترك بين الدول الأفريقية في مجالات الإعلام والصحافة.

ودعت توصيات “إعلان مراكش” إلى إنصاف المرأة في المشهد الإعلامي بأفريقيا وتقوية حضورها، خاصة على مستوى صنع القرار، إلى جانب دعم جهود النهوض بحرية الصحافة بالقارة من خلال دعم حرية الصحافة والإعلام وتعزيز قدرات المؤسسات الإعلامية.

كما أن حق شعوب أفريقيا في الخبر يتطلب ضمان حق الصحفيين الأفارقة في الوصول إلى مصادر الخبر وتقنين الحصول على المعلومة، بالإضافة إلى كون مواجهة الصور النمطية السلبية، التي يستمر تداولها عن أفريقيا في الصحافة الأفريقية والدولية بعيدا عن حقيقة الوضع، يبقى رهينا بتوحيد جهود نساء ورجال الإعلام في القارة. وفي هذا الصدد، قال وزير الاتصال المغربي مصطفى الخلفي إن “المنتدى الإعلامي الذي احتضنته مدينة مراكش، كان الهدف منه التطلع إلى المستقبل الواعد للقارة الأفريقية، المبني على الثقة وحرية الإعلام ومحو كل الصور النمطية المأخوذة عن قارتنا في وسائل الإعلام الدولية، وكل ما سعينا إليه هو إبراز مكانتها في منظومة العالم الإسلامي، من خلال العمل على محو الصور النمطية المروجة حولها، وإبراز الصورة الإيجابية لها في العالم”.

وأضاف الخلفي، إن “هذا المنتدى الإعلامي جاء كفرصة أردنا من خلالها عرض حصيلة العشر سنوات الأخيرة من عمل منظمة التعاون الإسلامي بأفريقيا، و فرصة من أجل تسليط الضوء على فرص الاستثمار وترسيخ مبدأ التعاون الثنائي بين الدول سواء على المستوى الدولي أو على المستوى الأفريقي”.

المنتدى فرصة من أجل تسليط الضوء على فرص الاستثمار وترسيخ مبدأ التعاون الثنائي بين الدول سواء على المستوى الدولي أو على المستوى الأفريقي

وأشار الوزير المغربي، إلى أن المغرب من خلال هذا المنتدى الإعلامي، يريد أن يعزز من دوره الإعلامي والسياسي والاقتصادي والديني في العمق الأفريقي.

من جهته قال عبدالله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة بالمغرب في تصريح لـ”العرب”، “إن المنتدى هدف إلى لفت الأنظار لجهود منظمة التعاون الإسلامي ومؤسساتها المتنوعة الرامية للنهوض بمختلف القطاعات في الدول الأعضاء في المنظمة من القارة الأفريقية، كما هدف أيضا إلى تكوين إطار مدني يجمع رجال الصحافة والإعلام في القارة، حيث تجتمع النقابات الصحافية ووكالات الأنباء ونقابة السينما والإذاعات الناشئة، فضلا عن أنه سيكون حافزا من أجل الثقة في الذات ومحاربة الصورة السلبية في الإعلام”.

وأكد البقالي، على أن المغرب يولي اهتماما كبيرا وخاصا لتنمية أفريقيا من جميع الجوانب، واليوم يولي اهتماما من الناحية الإعلامية.

وأشار رئيس النقابة الوطنية للصحافة، إلى أن المنتدى يعتبر مبادرة مهمة بالنسبة للمغرب من أجل تكريس موقعه كنقطة انطلاق نحو أفريقيا بخصوص الاستثمارات والمبادلات التجارية للعديد من الدول الأوروبية والأميركية والأفريقية.

وخلال أيام المنتدى، تم تقديم الإستراتيجية الإعلامية لمنظمة التعاون الإسلامي لتشجيع الاستثمارات الهادفة إلى تلبية احتياجات التنمية في الدول الأعضاء، ومناقشة إمكانية إنشاء نظام إعلامي خاص بالمنظمة ليكون بمثابة أداة لتعزيز فرص الاستثمار في القارة الأفريقية على المستوى الدولي.

عبدالله البقالي: هدفنا تكوين إطار مدني يجمع رجال الصحافة والإعلام في القارة الأفريقية

ومن بين المحاور الرئيسة التي تمت مناقشتها، أهمية الإعلام والاتصال في جذب أنظار المقاولين لفرص الاستثمار في القارة الأفريقية، وذلك بمشاركة رجال الاقتصاد ومستثمرين وصحفيين متخصصين في القضايا الاقتصادية، بهدف تمكين الصحفيين من الاطلاع على فرص الاستثمار المتاحة في القارة بالإضافة إلى الشروط القانونية المعتمدة والتسهيلات الممنوحة بغرض جذب المستثمرين.

كما خيمت قضايا التطرّف والإرهاب بدول أفريقيا، على أشغال المنتدى وشدد المشاركون على ضرورة “اتخاذ موقف حاسم لمواجهة الإرهاب”.

ودعا المشاركون إلى الوقوف إلى جانب دول جنوب أفريقيا التي تعاني من جماعات متطرفة وغياب الأمن، ومحاولة زعزعة الاستقرار.

وأعلن الصحفيون الأفارقة عن رفضهم تحويل القارة السمراء إلى ساحة لتلقي الدروس، مبرزين أنها “جزء من هذا العالم دون عقد أو نقص أو ارتهان إلى ماض استعماري”.

وشهد المنتدى تقديم بعض الصحفيين الأفارقة نماذج ناجحة في مختلف الميادين، ومناقشة حول تسهيل مهمة الصحفيين للوصول إلى المعلومة.

يشار إلى أن تنظيم المنتدى الإعلامي الخاص بالقارة الأفريقية، جاء ضمن مخرجات المؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام المنعقد في دورته التاسعة في مدينة ليبروفيل في جمهورية الغابون، في أبريل 2012، والذي أصدر قرارا يدعو فيه إلى عقد منتدى

إعلامي يستهدف وسائل الإعلام لبحث الفرص الاستثمارية في القارة الأفريقية وتسليط الضوء على إمكاناتها الضخمة والكامنة.

18