مواقع إيران النووية ركائز مشروعها التوسعي في المنطقة

طهران- “التحقيق في ما إذا كانت إيران تمتلك مشروعات لتطوير أسلحة نووية قد أنهى عقبة كبرى بإجراء التفتيش الذي يطالب به المجتمع الدولي منذ فترة طويلة لموقع بارشين العسكري”، هكذا بدأ الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيو آمانو تصريحه معلقا على تمكن المفتشين من الدخول أخيرا إلى مناطق عسكرية إيرانية يشتبه في أنها تحوي مفاعلات نووية لتصنيع القنبلة الذرية. وقد واصل الأمين العام تصريحاته مستبطنا فكرة أن موقع بارشين ليس الموقع الوحيد فقط الذي تسعى الوكالة لتفتيشه، بل إن العديد من المواقع الأخرى تعد نقاطا هامة لأجندتها.
وتقول تقارير خبراء إن العديد من المفاعلات النووية الإيرانية قد تم بناؤها وفق الصيغ السرية ويدور حولها تكتم شديد. ونشرت تسريبات عن تركيبات تلك المفاعلات وأشكالها، بطريقة توحي بأنها مفاعلات لتخصيب اليورانيوم الذي يمكن من صنع قنبلة نووية.
ومن أبرز تلك المفاعلات نجد مفاعل نطنز، وهو موقع لتخصيب اليورانيوم وتبلغ مساحته 100 ألف كم مربع أنشئ تحت الأرض بـ8 أمتار ومحمي بجدار سمكه 2.5 أمتار يحميه جدار آخر خرساني. وفي سنة 2004 تم تدعيم سقفه بالإسمنت المسلح وتمت تغطيته بـ22 مترا بمواد إسمنتية مسلحة تحت الأرض.
كما تم الكشف عن وجود موقع آخر في منطقة أراك من قبل المعارض علي رضا جعفر زاده سنة 2002. والمركز خاضع الآن لرقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ أن قام المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بزيارة تفتيشية للموقع في فبراير 2003 وذلك في أول زيارة تمثل الأمم المتحدة للموقع.
المفاعلات النووية تم بناؤها بشكل سري ويدور حولها تكتم شديد لتوظيفها في المجال العسكري
وذكرت تقارير استخباراتية أميركية في وقت سابق أن موقع أراك يضم 160 جهاز طرد مركزي اكتملت صناعتها، وأن ألفا قيد التنفيذ في الموقع، وبموجب اتفاق الحماية الإيراني لسنة 1974 فإن إيران غير ملزمة بالإبلاغ عن وجود الموقع إذا كان قيد التنفيذ، وهناك الآن حوالي 7000 جهاز طرد مركزي منصّبة في نطنز منها 500 جهاز ينتج اليورانيوم منخفض التخصيب.
كما أكدت تقارير صحفية أن مفاعل أبو شهر الذي خصص لاستخلاص مادة الماء الخفيف قد دخل جزئيا في طور العمل، ويمكن أن ينتج مادة البلوتونيوم المنضب الذي يستخدم لأغراض نووية. ويعد هذا المفاعل من أهم ما قدمته روسيا لإيران في المجال النووي، إذ تم بناء المفاعل بخبرات وتمويل روسي بالأساس، لأهداف إستراتيجية تريد من خلالها روسيا رسم توازنات في الشرق الأوسط لصالح امتداداتها القريبة من البحر الأبيض المتوسط.
|
أما مفاعل أًصفهان، فتتم فيه تنقية اليورانيوم من الشوائب من أجل تحويله كيميائيا إلى غاز “هكسا فلورايد اليورانيوم” ومن ثمة يتم تبريده وتنظيفه كي يصير صلبا، وبذلك أًصبحت إيران قادرة على إنتاج دورة كاملة من الوقود النووي وبخبرات إيرانية، وقد جعل موقع أصفهان لتأمين الوقود اللازم لعمل أجهزة الطرد المركزي ومحطات توليد الكهرباء النووية في البلاد، بعد أن تحصلت إيران على نحو سبعة آلاف من أجهزة الطرد المركزي التي تعمل حاليا.
ويعتبر المصنع آخر وأكثر المراحل حساسية في دورة إنتاج الوقود النووي لمختلف أنواع مفاعلات الأبحاث وتوليد الكهرباء. ويبقى لإيران العديد من المواقع النووية الأخرى ذات الاختصاصات المختلفة وفق المقاربة الشاملة للوصول إلى قوة نووية تنزح نحو العسكرة والتوظيف الحربي، إذ يوجد مفاعل أراك وجيهان ومصنع أردكان وغيرها.