كم من القتلى سيسقط في تركيا من أجل النظام الرئاسي

أنقرة- تؤكد عديد المصادر السياسية في تركيا أن الموجة الأخيرة من الأعمال الإرهابية التي تستهدف القوات المسلحة التركية من شرطة وقوات الجيش “ليست سوى تصعيد للفزاعة التي يستغلها حزب العدالة والتنمية من أجل تحقيق طموح رجب طيب أردوغان في أن يحول النظام في تركيا إلى نظام رئاسي يكون على مقاسه”.
فقد ذكرت الرئاسة العامة لهيئة أركان الجيش التركي في بيان لها أن مجموعات إرهابية تمكنت من نصب كمين لقوات الأمن في منطقة “داغليجا” التابعة لمدينة هكاري جنوب شرق تركيا، أسفر عن مقتل 16 جنديا وإصابة آخرين، وبذلك تستيقظ تركيا مجددا على حادث إرهابي جديد يضاف إلى سجل العمليات الإرهابية التي تشهدها البلاد منذ انتخابات 7 يونيو الماضي التي فشل فيها حزب العدالة والتنمية في الحصول على الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة الجديدة بمفرده ومن ثم فتح الطريق أمام النظام الرئاسي الذي يريده الرئيس رجب طيب أردوغان.
ويقول مراقبون إن كثرة الهجمات الأخيرة التي توضع بعنوان حزب العمال الكردستاني “الهدف منها تنفير الجمهور الانتخابي من الأحزاب القريبة من الأكراد لربح الانتخابات التي من خلالها يمكن لأردوغان تحقيق مآربه السياسية”.
|
ومن جانبها حملت أحزاب المعارضة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المسؤولية الكاملة عن الهجوم الإرهابي الأخير الذي جاء في آخر سلسلة من الهجومات التي استهدفت القوات المسلحة، منددة بالحادث الإرهابي. وعلق المتحدث الرسمي باسم حزب الشعب الجمهوري، خلوق كوتش، على التصريحات الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول استغلال منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابي لفترة مفاوضات السلام الداخلي لتخزين السلاح، قائلا “بالله عليك! من كان يدير البلاد أثناء زرع تلك الألغام”؟
وبدأ خلوق كوتش، كلمته بالدعوة إلى الوحدة والتعاون من أجل حماية الوطن، قائلا “هناك من يريد استغلال الإرهاب لمصالحه. وهناك أيضا من يحاول تحقيق مكاسب من الدمار ودموع الثكالى واستمرار الفوضى. كما أن البعض يعتقد أن أسهمهم في سوق السياسة ترتفع كلما زاد عدد الشهداء في هذا البلد. لذلك فنحن نخاطبهم: لن نسمح لكم أبدًا بالوصول إلى مرادكم”.
وأكد كوتش أن الجميع على دراية بهوية المسؤول عن كل ما تشهده البلاد من أحداث، قائلا “بالله عليكم! من الذي كان يدير البلاد، في الوقت الذي تحولت فيه بعض المدن التركية إلى مخازن للسلاح والذخيرة، وزرعت الألغام في الطرقات؟
وتحمل المعارضة وبعض القوى المدنية والسياسية الأخرى في تركيا المسؤولية للحكومة التركية في انتشار الخلايا التابعة لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا بمعية الغرب كتنظيم إرهابي، وتقول المعارضة إن نظام أردوغان “يستعمل أوراق داعش والعمال الكردستاني كلما أراد أن يحقق هدفا سياسيا” وقد علق نشطاء في حزب العدالة والتنمية على هذه التصريحات بالنفي والاستنكار.
ووجه النائب البرلماني عن حزب الحركة القومية أوكطاي فورال، انتقاداته لأردوغان، قائلا “كم سنفقد من الشهداء من أجل ولعك بتأسيس النظام الرئاسي”؟ وأضاف أوكطاي فورال أن أهداف أردوغان لا تتماشى مع مصلحة الشعب التركي في الأمن والاستقرار والثبات، موجها انتقادات شديدة اللهجة لأردوغان وحزب العدالة والتنمية، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بمقر البرلمان، قائلا “سقط الكثير من الشهداء، ولازالوا يتحدثون عن أغلبية برلمانية، بل ويهددوننا قائلين إما التصويت لصالحنا وإما الموت، كم من الشهداء سنفقد من أجل هذا الولع؟ وماذا إذا لم يمنحك المواطنون الأغلبية التي تنشدها؟ هل سيستمر سقوط الشهداء”؟
وتشير تقارير أن سياسة أردوغان في الحدود المفتوحة أمام تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية تبدأ الآن منعرجا في مهمتها، حيث تنتهج الأجهزة التركية الآن سياسة الحرب المفتوحة بين الأكراد وداعش من إضعافهما، ولعل هذه الإشارة هي النقطة التي يحاول أردوغان اليوم صرف النظر عنها، والتركيز على فزاعة الأكراد التي لا تعتبر قضية جديدة بالنسبة لتركيا.