شروط قبول الطلبة العرب في الجامعات المغربية تضعف إقبالهم عليها

خلال الشهور الأربعة السابقة لإعلان النتائج النهائية لشهادة الثانوية العامة تعددت الأنشطة الطلابية في إطار البحث عن فرع من الفروع الجامعية والمعاهد المهنية، لاختيار التخصص والمؤسسة التعليمية لإتمام التعليم العالي وذلك من خلال برنامج أعدته وزارة التربية الوطنية المغربية سمي “أيام التوجيه المدرسي والجامعي والمقاولاتي” وكانت في هذا العام دورته الـ19، قد افتتحت منذ شهر مارس الماضي.
وتختلف شروط القبول للطلبة العرب والأجانب الذين يرغبون في إكمال دراساتهم العليا في المغرب عن نظرائهم من الطلبة المغاربة، ولإلقاء الضوء على هذا الجانب التقينا عددا من الطلبة العرب المقيمين في المغرب.
كلية الهندسة والطب
بسط خيري كفه لنا متعجبا، بعد أن دقق بشروط القبول، التي يجب أن تتوفر في الطالب ليتمكن من الدراسة في كلية الطب العام الدراسي المقبل في إحدى الجامعات المغربية، التقينا به في مركز محمد الخامس وسط الدار البيضاء أثناء زيارته مركز الاختيارات للطلبة الجدد، في دورته الجديدة وهو مركز إعلامي يهدف إلى التعريف بالمعاهد والكليات المغربية المتوفرة لتسهيل الاختيار على الطلبة.
والملاحظ أن أغلب الطلبة الذين وفدوا لزيارة المركز ما زالوا يدرسون في السنة النهائية من المرحلة الإعدادية بقسميها الأدبي والعلمي بتفرعاتهما المتنوعة. وعبر خيري عن حيرته إزاء هذا العدد الكبير من المعاهد، والكليات ولكنه قال “سأدون اختياراتي في كلية الهندسة وكلية الطب والصيدلة والطب البيطري، وكلية علوم الأحياء لكن يبقى شرط اللغة الفرنسية من أصعب شروط القبول علينا كعراقيين فنحن لم ندرس اللغة الفرنسية بل درسنا الإنكليزية كلغة ثانية”.
أما في المعاهد الخاصة والجامعات غير الحكومية فإن الطالب يجد نفسه مضطرا لدفع تكاليف الدراسة من خلال أقساط شهرية أو سنوية، تبلغ تكاليف الدراسة في المعاهد الأهلية حوالي 2500 إلى 3000 دولار للسنة الواحدة. وترتفع في بعض المعاهد لتصل إلى 3500-4000 دولار سنويا، ولا تشمل هذه المصاريف اللوازم الجامعية أو السكن أو الطعام، فالطالب يكون ملزما بتوفير ما يحتاجه لإكمال تعليمه بالاعتماد على إمكانياته المادية.
في المعاهد الخاصة والجامعات غير الحكومية فإن الطالب يجد نفسه مضطرا لدفع تكاليف الدراسة من خلال أقساط شهرية أو سنوية
اللغة الفرنسية
تتعدد الأسباب لدى الطلبة العرب خارج أوطانهم الأصلية، وتؤثر ظروف الحروب والنزاعات الداخلية في إكمال دراساتهم العليا في أوطانهم. ووجدنا عثمان محمد وهو شاب سوداني في الـ25 من عمره عاش في مدينة الخرطوم في التسعينات من القرن الماضي قبل أن يهاجر والده بسبب عمله في التجارة إلى المغرب.
وكان عثمان يبحث بين المكاتب عن من يدله على مكتب “المدارس العليا للتكنولوجيا”، وعن شروط التقديم للمعهد الذي اختاره، قال عثمان “إن اختيارات الطلبة السودانيين في المغرب محدودة للغاية.. وذلك بسبب اللغة الفرنسية، التي تعتبر لغة الدراسة في المعاهد والجامعات المغربية، إلا عددا محدودا منها، اللغة الفرنسية لغة ثانية، والعربية هي اللغة الأولى، ككلية الآداب في مدينة الرباط، ومدرسة علوم الإعلام – القسم العربي”.
ثلاثة اختيارات
في مراكز الاستقبال للطلبة الجدد التقينا المنسق العام للمركز، ليجيبنا عن شروط القبول للطلبة العرب، الذين ينوون الدراسة أو إكمال دراستهم العليا في المغرب، فقال “إن القبول يتم عن طريق مكتب التعاون الدولي بالنسبة للطلبة العرب، إذ يتم تقديم مطالب التسجيل عبر القنوات الدبلوماسية أو من خلال سفارات بلدانهم في الرباط”، موضحا أن الطالب يقدم شهادة الثانوية العامة أو شهادات الدبلوم المعترف بها من قبل المغرب إلى سفارة بلاده، فيتم معادلتها بالشهائد المغربية، وبعد ذلك تقديمها إلى مركز التعاون الدولي المغربي.
وتكون له ثلاثة اختيارات لثلاثة أنواع من الدراسات في مختلف أنواع الاختصاصات العلمية والإنسانية يكتبها في الطلب وتقدم الأوراق والوثائق من خلال ملف ترسله السفارات إلى المكتب المغربي للتعاون الدولي، ليبت فيها، ويوزع الطلبة حسب رغباتهم ودرجاتهم.
لكل دولة عربية مقعد واحد في الاختصاص الواحد في الجامعات والمعاهد المغربية، وتعلن نتائج القبول في نهاية شهر أكتوبر من كل عام دراسي جديد
ولكل دولة عربية مقعد واحد في الاختصاص الواحد في الجامعات والمعاهد المغربية، وتعلن نتائج القبول في نهاية شهر أكتوبر من كل عام دراسي جديد في مركز التعاون الدولي المغربي بمدينة الرباط.
فرص التعليم
يزور الطلبة سنويا مركز استقبال الطلبة، الذي ينظم أياما مفتوحة ولقاءات استشارية في نهاية العام الدراسي لغرض اطلاع الطلبة الجدد وتلاميذ السنوات النهائية في التعليم الثانوي على مزايا التعليم في كل معهد، وما يوفره للطلبة من فرص تشغيل بعد التخرج.