الدعم المالي يحسم اختيار الطالب بين الجامعات الدولية

الثلاثاء 2015/06/23
الجامعات تنفق مبالغ مالية ضخمة على المنح الدراسية

لندن – بعد انتهاء العام الدراسي يختار الطلبة خاصة منهم المتفوقون في امتحانات الثانوية العامة متابعة تعليمهم العالي في الجامعات الدولية أو جامعات النخبة العالمية وتبدأ مرحلة البحث عن الدول والجامعات التي تتوفر فيها احتمالات قبولهم وعن الامتيازات التي يمكن أن تتيحها لهم، وتعد مسألة المنح الدراسية من أهم النقاط التي يراعيها الطالب في اختيار الجامعة التي سيرتادها.

غير أن دراسة بريطانية حديثة أجرتها جيل وينيس، وهي باحثة في سياسة التعليم في مركز الأداء الاقتصادي في كلية لندن للاقتصاد ومحاضرة في كلية لندن للتعليم الجامعي، كشفت أنه لا توجد أدلة على أن مستوى الدعم المالي المقدم للطلبة من قبل المؤسسات الجامعية له تأثير على اختيارهم لمكان الدراسة.

ووفقا للبحث فإن الجامعات تنفق مبالغ مالية ضخمة على المنح الدراسية بلغت أكثر من 400 مليون جنيه إسترليني عام 2014، غير أن قيمة التمويل لا تبدو عاملا حاسما في اختيار الطلبة من الدول الآسيوية أو الدول العربية لمكان الدراسة، وتؤكد الباحثة أن أحد أهم أسباب ذلك يتمثل في أن الطلبة لا يملكون ما يكفي من المعلومات حول المنح الدراسية.

وتقول جيل إنه “ليس هناك وسيلة تمكن الطلبة من معرفة ومقارنة ما يحق لهم من دعم مالي تقدمه الجامعات غير عملية الرصد والبحث الفردي لمواقع الجامعات حيث تتوفر المعلومات”.

وتشير وينيس إلى أن الطلبة الذين يواجهون ارتفاع تكاليف المعيشة يحتاجون إلى معلومات وتفاصيل أكثر حول المنح الدراسية ليحددوا الاختيار المناسب لمستواهم المادي، موضحة “أن مبالغ المنح هامة ويمكن أن تشكل عونا كبيرا لهم في تغطية تكاليف المعيشة”.

وعندما ارتفعت الرسوم الدراسية إلى ثلاثة آلاف جنيه إسترليني في السنة عام 2006، صدرت تعليمات إلى الجامعات البريطانية بتخفيض نسبة 10 بالمئة من الرسوم التي وردت في المنح الدراسية للطلبة الفقراء. في عام 2012، تم إلغاء حكم الإنفاق الأدنى ولكن لا يزال الكثير من المال ينفق في توسيع مشاركة الجامعات في المنح.

وتضيف وينيس أنه عندما يتعلق الأمر بأكبر المنح الدراسية، فإن “الطلبة الفقراء الذين يذهبون إلى جامعات النخبة يفوزون بالجائزة الكبرى”، ذلك لأن جامعات النخبة تضم عددا أقل من الطلبة الفقراء مقارنة بالجامعات الجديدة، وغالبا ما ترفع نسب مساهمتها المالية لدعم الطلبة، لذلك يحصل طلبتها على الحصة الأكبر من الأموال المتوفرة لديها للتمويل الدراسي.

وتقدم بعض الجامعات إعفاء من الرسوم كحافز للطلبة مما يعني أنهم يحصلون على خصم على تكلفة دراستهم. وهذا الإعفاء يخفض من إجمالي المبلغ الذي من المفترض أن يتم تسديده، ولا يؤثر على تمويل الطالب على المدى القصير.

17