"شارلي مغربي" على مسرح مفتوح بالرباط

“لقد جئت من بلدتي الأمازيغية إلى الرباط ليضحك الناس عليّ، أو قل لأضحكهم”، جواب فلسفي أجابني به عبدالسلام -شارلي المغربي- الذي يضحك الناس ولا يضحك هو، لأن المسافة بين الفعلين جدّ شاسعة، فهناك من يضحك الجمهور لسخريته المضحكة، وهناك من يضحك الناس لسخريته الصامتة الحبلى بإيماءات وإيحاءات معبرة، وهو الأسلوب الذي يعتمده “شارلي المغربي” في إرسال رسائله الهزلية إلى من ينظر إليه.
يتوفر شارلي المغربي على بعض أدوات وأكسيسوارات شارلي شابلن الحقيقي، الذي رأى نور الحياة منتصف أبريل سنة 1889، له طربوش أسود ومعطف أسود أيضا وقصبة جعل منها عكازا ومشية متميزة تحاكي تلك التي كانت تميز الفنان الحقيقي، حتى يخيل إليك حين تراه أنه هو، شارلي شابلن الحقيقي، العبقري الذي أبدع في التعبير الإنساني الصامت، الذي لا يزال إلى اليوم يشد أنظار المهتمين والمتتبعين لفن التمثيل والمحاكاة الساخرة عبر العالم.
يصرح شارلي المغربي لـ”العرب”، أن حبه لشابلن بلغ درجة إعجاب عميقة في قلبه “فنان الفقراء شارلي شابلن، الذي عبر بصدق عن همومهم بفن متميز بلغة الإيماء الصامت”.
لقد كان عبدالسلام صادقا في تعبيره عن مدى حبه للفنان العالمي الذي استطاع أن يضحك جمهور مشاهدي أفلامه، التي بلغت حوالي الثمانين فيلما، بشكله ومشيته تلك، إلى درجة جعل معها المشاهد يقف فجأة، وفي لحظة تأمل، لينتبه أن جوهر المشهد، حتى وإن بدا مضحكا في ظاهره، فإنه حافل بأبعاد إنسانية مليئة بالحزن، والعبوس أقرب إليها من الضحك.