هل يكتفي الأحوازيون بمجرد التعاطف مع "عاصفة الحزم"

الأربعاء 2015/04/01
قد تكون الفرصة سانحة لعمل نوعي يساهم في تراجع إيران إلى داخل حدودها

طهران - طالب السكان العرب الأحوازيون بدعم عربي واسع لمقاومتهم النظام الإيراني، من خلال تظاهرات وتحركات سياسية نظمها قادة عرب أحوازيون لجس النبض العربي والإقليمي حول إمكانية نقل مقاومة الدول العربية للتمدد الإيراني في منطقة الشرق الأوسط للأراضي الاحوازية.

تستغل جماعات عربية مناوئة للنظام الإيراني في منطقة الأحواز جنوب غربي البلاد التأييد العربي الواسع للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن، للتنديد بقمع النظام في طهران ودعم التحركات العسكرية العربية.

ولم يقتصر هذا التأييد على الحركات المعارضة فقط، وإنما امتد إلى القواعد الشعبية التي عبرت عنها أعداد كبيرة من المتظاهرين في شوارع وميادين المدن الأحوازية المؤيدة لعملية “عاصفة الحزم”.

وعادة ما يعبر الأحوازيون عن فرحتهم تجاه القضايا المصيرية للعالم العربي، خلافا مع مواقف الحكومة المركزية في طهران التي يتهمونها بممارسة القمع الممنهج ضدهم.

وفي المنفى، أصدر عدد من التنظيمات الأحوازية بيانات تأييد لعملية “عاصفة الحزم” وقرار السعودية ودول خليجية وإقليمية أخرى الحرب ضد الحوثيين ودعما للشرعية في اليمن.

وقال حزب التضامن الديمقراطي أحد أهم الأحزاب العربية في إيران في بيان “مما لا شك فيه أن السعودية وشقيقاتها حاولوا بشتى الطرق والوسائل دعم الحوار السياسي بغية التوصل إلى مخرج سلمي للأزمة الناتجة عن الانقلاب الحوثي، إلا أن الدعم الإيراني لهذه الجماعة أوهمها بأن العرب سيقفون مكتوفي الأيدي تجاه ما تقوم به الجماعة الحوثية من عبث بمستقبل دولة عربية تحتل موقعا استراتيجيا على خارطة الأمن القومي العربي المشترك”.

الحرب في سوريا لا تبدو قابلة للنقاش داخل أوساط المحافظين والإصلاحيين على السواء

وأكد الحزب أن الحوثيين ليسوا إلا أداة لخدمة مآرب النظام الإيراني الذي حاول منذ مصادرته لثورة الشعوب في عام 1979 التوسع في العالم العربي تحت شعارات مزيفة، ومنها شعار تحرير القدس الذي بات في عقلية النظام يمر عبر بغداد وبيروت وصنعاء ودمشق. كما طالب الحزب بمواقف مشابهة تجاه الأزمة السورية.

لكن الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من أربع سنوات لا تبدو قابلة للنقاش داخل أوساط المحافظين والإصلاحيين على السواء في طهران.

واللافت أن النظام لم يتخد أي ردود أفعال على التحركات الأحوازية غير المسبوقة التي طالما لم يتم التصريح بها على هذا المستوى من قبل.

وعادة ما يتعرض سكان المدن العربية في إقليم الأحواز إلى حملات قمع واعتقالات متتالية، حينما يدعون إلى الاحتجاج على السياسات الإيرانية.

غير أن مراقبين يقولون إن النظام الإيراني يبدو في حالة انشغال دائم بالتزامن مع المفاوضات الجارية حول الملف النووي الإيراني، والتصعيد الذي تشهده الجبهتين اليمنية والسورية.

ودفع هذا الانشغال إلى توسع دائرة الاحتجاج وتبني المواقف المعادية لسياسات النظام في اليمن والانحياز إلى التحركات العسكرية العربية ضد ميليشيات الحوثيين.

فقد عبرت حركة النضال لتحرير الأحواز عن موقفها المطابق لباقي الحركات والأحزاب العربية المعارضة للنظام الإيراني. وقالت في بيان “نحن في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز نرى في الخطوة السعودية لتصحيح الأوضاع في اليمن الشقيق، لإعادة هيبة الدولة فيه بأنها خطوة حكيمة بعد صبر طويل على عبث العابثين، ولقطع دابر قوى الشر الفارسية من الخاصرة الجنوبية لبلاد الحرمين الشريفين”.

أما المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) فكتبت على موقعها “لا ريب أن ‘عاصفة الحزم’ الباسلة قد جاءت بعد أن أغلق إرهابيو الحوثيين وبأوامر من الدولة الفارسية، جميع أبواب الحوار والحلول السلمية، خاصة أنهم قد أكدوا ارتزاقهم وخيانتهم وعمالتهم التامة للعدو الأجنبي المتمثل في إيران التي تستهدف وطننا العربي وأمنه واستقراره في الأحواز وجميع الدول العربية”.

صلاح أبوشريف الأحوازي: على العرب نقل الصراع إلى الأحواز من أجل التخلص من الاحتلال الإيراني

وشجعت بيانات الاحتجاج للحركات السياسية والمعارضة قطاعات سنية كبيرة للتعبير عن تضامنها أيضا مع هذه البيانات.

وأفادت تقارير إخبارية من الداخل الإيراني بخروج الجماهير البلوشية السنية في مدينتي “ايرانشهر” و”سرباز” تأييدا لعملية “عاصفة الحزم” التي يقودها التحالف العربي ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

وبعيدا عن التحركات والبيانات المحرضة على البدء في أعمال وأنشطة عسكرية على الأراضي الإيرانية، كانت هناك أنشطة سياسية تجري في شرم الشيخ بالتزامن مع انعقاد القمة العربية.

وتوجه وفد ضم 3 شخصيات من قيادات الأحواز إلى شرم الشيخ، في محاولة للقاء مسؤولين عرب من أجل عرض قضيتهم.

ووجد الوفد في الأوضاع الإقليمية فرصة للتصعيد ضد الحكومة الإيرانية، خصوصا في ظل تفجر الأوضاع في اليمن، بعد الدعم الإيراني للحوثيين.

وكانت الأقاليم الأحوازية قد شهدت انتفاضة واسعة في إبريل 2005، حيث تظاهرت أعداد كبيرة من الأحوازيين ضد ما يعتبرونه احتلالا إيرانيا لأراضيهم العربية وسقط خلال تلك التظاهرات العشرات من القتلى والمصابين، بعد مواجهات عنيفة مع قوات الأمن الإيرانية.

ويقول محللون إن ورقة الأحواز مازالت لم تستخدم بعد من قبل السعودية وحلفائها في المنطقة، وإنه من الممكن أن تشهد هذه المناطق تحركات ضد النظام الإيراني في الفترة المقبلة.

ودعا رئيس المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز صلاح أبوشريف الأحوازي، الدول العربية إلى فتح الجبهة الأحوازية ودعم شرعية نضال شعبها العربي ضد إيران، التي تسيطر على نحو 10 ملايين عربي في المنطقة.

وطالب أبوشريف “بنقل الصراع إلى الأحواز المحتلة من أجل التخلص من الاحتلال والتوسع الإيراني الذي بات مؤكدا للجميع. الأمن القومي العربي لا يتجزأ”.

ومن الممكن أن تنقل الدول العربية الصراع الإقليمي الواسع إلى داخل الأراضي الإيرانية بهدف تحجيم التمدد الواسع في منطقة الشرق الأوسط.

ويتوقف هذا طبقا للمحللين على بنود الاتفاق النووي مع الغرب، الذي لا يبدو أن العرب يشعرون بارتياح تجاهه، لكنهم يدركون مدى تأثير بنود هذا الاتفاق على شكل المنطقة في المرحلة التي تلي التوقيع عليه.

12