جامعة زيورخ تتقدّم في التصنيفات العالمية

جامعة زيورخ أكبر الجامعات السويسرية خاصة من حيث عدد الطلبة المسجلين فيها، تأسست في 29 إبريل 1833 في مدينة زيورخ، حيث يعتبر مبناها الرئيسي معلما تاريخيا لجمال وتميز النمط المعماري المعتمد فيه، ومن ميزاتها أنها اعتمدت في نجاحها أساسا على اللغة الألمانية إلى جانب الإنكليزية (في مرحلة الدراسات العليا كالدكتوراه). وحظيت الجامعة بتاريخ حافل بالإنجازات العلمية والبحثية ما خولها لإحراز مكانة عالمية مرموقة مدعومة بجودة التعليم فيها وبالنجاحات التي حققها خرّيجوها في مختلف المجالات.

تأسست جامعة زيوريخ بعد أن تم ضم كلية علم اللاهوت التي تأسست عام 1525 إلى كلية الحقوق والطب لتضاف إليهما كلية الفلسفة حديثة العهد حينها، وهو ما جعلها أول جامعة أوروبية تبعثها حكومة ديمقراطية خلافا لبقية مؤسسات التعليم العالي في أوروبا التي غالبا ما تؤسس عن طريق الكنائس أو رجال الأعمال.. وفي عام 1847 قُبلت أول امرأة تنضم إلى الجامعة في كلية الفلسفة، وتخرجت أول امرأة تحمل شهادة دكتوراه منها عام 1866، في نفس السنة تم إدراج كلية الطب البيطري التي تعد أقدم كلية من نوعها في العالم.

راكمت الجامعة التجارب نظرا لقدم تأسيسها ما مكنها من الظفر بمكانة مرموقة عالميا وما فتئت تتقدم في التصنيفات الجامعية المعترف بمصداقيتها في مجال التعليم العالي سنويا؛ ففي تصنيف شنغهاي لأفضل 500 جامعة في العالم لعام 2014، تمكنت جامعة زيورخ من تحقيق التقدم بأربعة مراكز، حيث احتلت المرتبة 56. وإذ زادت محصلتها في عدد النقاط المحتسبة في مؤشرات مثل عدد المنشورات البحثية المنتجة من باحثي الجامعة وحجم تداولها، ومؤشر الطبيعة والعلوم الذي يعتمد قياس المقالات المنشورة من الجامعة في المجلات العلمية الطبية والاجتماعية والعلوم الطبيعية.

كما تمكنت جامعة زيورخ من تحسين مكانتها العالمية في بعض الاختصاصات الحياتية مثل العلوم الفلاحية والعلوم الإكلينيكية والصيدلة، وفي الأخير تقدمت الجامعة بخمس رتب لتحتل المرتبة 33 عالميا، وفي العلوم الفلاحية احتلت المرتبة 25 عالميا.. كما تقدم ترتيب الجامعة في تصنيف التايمز للتعليم العالي لهذا العام، حيث احتلت المرتبة 103. وكان تصنيف “كيو أس” الدولي من أبرز التصنيفات التي سجلت تطور وتقدم الجامعة، حيث تقدمت بـ12 مركزا عن العام 2013 وقد احتلت المرتبة 57 في أفضل الجامعات في العالم، وفق معايير هذا التصنيف.

وتفخر الجامعة بما حققته من نتائج في التصنيفات العالمية خلال العام الدراسي الجاري 103 عالميا والأولى بين الجامعات السويسرية في مجال الفنون والعلوم الإنسانية والمركز 43 عالميا والثانية وطنيا في مجال علوم الحياة والطب. وبالتوازي مع هذه النتائج يعمل القائمون على إدارة جامعة زيورخ بالاشتراك مع هيئة التدريس والطلبة وشركائهم من المؤسسات البحثية والجامعية على تحقيق تقدم أكبر والرقي بمستوى وجودة التعليم والبحث فيها وفي أوروبا أيضا.

وتضم جامعة زيورخ سبع كليات تغطي أكثر من مئة اختصاص علمي، كما تقدم شهادات في مستويات مختلفة من الباكالوريا إلى شهادة الأستاذية وبرامج الدكتوراه. ويمكن القول إن برامج التكوين المستمر في جامعة زيورخ تتيح فرصا مميزة للتعلم، وتتيح استراتيجية الجامعة المعتمدة في مادة البحث العلمي النجاح والتميز لطلبتها وباحثيها وهي عضو في رابطة الجامعات البحثية الأوروبية وتنتمي أيضا إلى أكبر المؤسسات البحثية الأوروبية. وحققت الجامعة نجاحات وإنجازات بحثية كثيرة أنتجت شهرتها العالمية، وتحصل 12 من باحثيها على جائزة نوبل، وهو ما يؤكد تميّزها في هذا المجال.

التميز الأكاديمي والبحثي لهذه المؤسسة التعليمية يخدم ويفيد القطاعين العام والخاص ليس فقط في مدينة زيورخ بل في جل مناطق سويسرا ويتم تقاسم المعارف والمكتشفات مع الجميع وبالاشتراك مع المجتمع المحلي والدولي إلى جانب الطلبة والأساتذة والباحثين، ولتحقيق ذلك تفتح هذه المؤسسة التعليمية أبواب متاحفها الاثني عشرة ومكتباتها -خاصة منها المكتبة المركزية في زيورخ التي تضم أكثر من خمسة ملايين مرجعا وكتابا- لعموم الناس. وبواسطة الندوات والموائد المستديرة التي تنظمها إدارة الجامعة، توضع نتائج بحوثها العلمية المتقدمة واكتشافاتها على ذمة الباحثين والطلبة وكل المهتمين بهذا الجانب.

وتتوزع فروع الجامعة وبناياتها من مركبات جامعية ومراكز بحث ومستشفيات جامعية في جميع أنحاء مدينة زيورخ لتجعل منها مدينة تمثل أحد أهم أقطاب البحث في سويسرا وفي أوروبا وهي تضم 160 معهدا وقسما ومصحة.

هذه الكليات تهتم بالبحوث كما بالتعليم وبتقديم الخدمات للجميع، كل حسب مجال تخصصها، فهناك كلية علم اللاهوت، وكلية الحقوق، وكلية العلوم الاقتصادية وإدارة المشاريع وتقنيات المعلومة، وكلية الطب، وكلية الطب البيطري، وكلية الفنون، وكلية العلوم، وتعتبر أبرزها من حيث التميز في البحث العلمي: كلية الطب وكلية العلوم.

وخلال العام الدراسي الحالي سجل في جامعة زيورخ حوالي 25 ألف طالب في مختلف الاختصاصات وهي تضم عددا هاما من الإداريين والعملة يصل إلى 8.421 عونا وموظفا، كما تضم هيئة التدريس ثلة من نخبة الأساتذة في العالم عددهم 5.860 أستاذا وباحثا.

وتسعى الجامعة إلى توطيد علاقاتها مع شركائها إقليميا ودوليا وذلك من خلال فتح أبوابها للراغبين من الطلبة والباحثين الأجانب في الاستفادة من برامجها ومن مستوى شهاداتها العلمية المشهود بها في مختلف مستوياتها، وقد أبرمت لذلك عقود تبادل وتعاون مع عديد الجامعات حول العالم بلغ عددها عام 2014 أكثر من 330 اتفاقية تعاون في مجال التعليم والبحث مع شركاء من أكثر من 60 دولة.