اختبار دم يمكنه التنبؤ بسرعة تطور الزهايمر

روما - كشفت دراسة جديدة أن فحصا بسيطا للدم قد يساهم في التنبؤ بسرعة تطور مرض الزهايمر لدى المرضى الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف.
تمثل نتائج الدراسة خطوة واعدة نحو الكشف المبكر عن الحالات الأكثر عرضة للتدهور السريع، ما قد يساهم في تحسين فرص العلاج وتوجيه المرضى للمشاركة في التجارب السريرية والحصول على دعم طبي متخصص.
وفي الدراسة، أجرى فريق من أطباء الأعصاب اختبارات على 315 مريضا غير مصابين بالسكري ويعانون من ضعف إدراكي، من بينهم 200 حالة مشخصة بمرض الزهايمر، وذلك لفحص مستوى مقاومة الأنسولين باستخدام مؤشر الدهون الثلاثية – الغلوكوز، (تيغ) وهو مقياس بسيط ومتاح في معظم المختبرات الطبية.
وأظهرت النتائج أن المرضى الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف مرتبط بالزهايمر وسجلوا أعلى معدلات في مؤشر “تيج”، شهدوا انخفاضا في مستوى الغلوكوز بمعدل أسرع بأربع مرات خلال 3 سنوات مقارنة بمن كانت مستوياتهم أقل في المؤشر ذاته.
ويشير فريق البحث، من جامعة بريشيا الإيطالية، إلى أن مقاومة الأنسولين، التي سبق ربطها بظهور مرض الزهايمر، قد تعجّل بتطور المرض من خلال تعطيل امتصاص الغلوكوز في الدماغ وزيادة الالتهاب والإضرار بالحاجز الدموي الدماغي، كما قد تساهم في تراكم بروتين الأميلويد السام في خلايا الدماغ.
وتوصل الفريق أيضا إلى وجود علاقة بين ارتفاع مؤشر “تيغ” واختلال الحاجز الدموي الدماغي، بالإضافة إلى عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، في حين لم يُلاحظ ارتباط واضح بين المؤشر وأمراض عصبية تنكسية أخرى.
مؤشر أيضي بسيط يمكن أن يساعد الأطباء في تحديد المرضى الأكثر عرضة للتدهور السريع، ما يجعلهم مرشحين مثاليين للعلاجات الموجهة
وفي تعليقها على نتائج الدراسة، قالت الباحثة الرئيسية الدكتورة بيانكا غومينا “غالبا ما تتساءل العائلات بعد تشخيص حالات ضعف الإدراك الخفيف عن سرعة تقدم المرض. وتشير نتائجنا إلى أن مؤشرا أيضيا بسيطا يمكن أن يساعد الأطباء في تحديد المرضى الأكثر عرضة للتدهور السريع، ما يجعلهم مرشحين مثاليين للعلاجات الموجهة والتدخلات المبكرة.”
والزهايمر هو السبب الأكثر شيوعا للإصابة بالخَرَف. وداء الزهايمر عملية حيوية تبدأ بتراكم البروتينات على هيئة لويحات أميلويد وحُبَيْكات عصبية ليفية في الدماغ. يؤدي ذلك إلى موت خلايا الدماغ مع مرور الوقت وانكماش الدماغ.
وتشمل المؤشرات المبكرة لداء الزهايمر نسيان الأحداث أو المحادثات الأخيرة. مع مرور الوقت، يؤدي داء الزهايمر إلى فقدان الذاكرة بشكل خطير ويؤثر في قدرة الشخص على أداء المهام اليومية.
ولا يوجد علاج لداء الزهايمر. وفي المراحل المتقدمة، يؤدي فشل وظائف الدماغ إلى الإصابة بالجفاف أو سوء التغذية أو العَدوى. ويمكن أن تؤدي هذه المضاعفات إلى الوفاة.
ولكن قد تعمل الأدوية على تحسين علاج الأعراض أو إبطاء تدهور القدرة على التفكير. كما يمكن أن تساعد البرامج والخدمات على دعم الأشخاص المصابين بالمرض ومقدّمي الرعاية إليهم.
وفي أبريل 2025، تحصل “لوكمبي” لعلاج مرض الزهايمر على رخصة الترويج في السوق الأوروبية.
واعتبر خبراء الصحة أن موافقة المفوضية الأوروبية على ترويج لوكمبي لعلاج مرض الزهايمر في السوق الأوروبية تعد ثورة في مجال الطب لأنها تسهّل حصوله على رخصة ترويج في الأسواق المغاربية مثل سوق تونس. ويمكن لعقار لوكمبي أن يمنع تطور المرض بنسبة 27 في المئة. وكان الدواء الجديد قد تحصل منذ سنتين على الموافقة من قبل منظمة الغذاء والدواء الأميركية.
ولوكمبي، المعروف أيضا باسم ليكانيماب، هو عبارة عن جسم مضاد تم تصنيعه معمليا.