الرياضة صباحا تعزز صحة القلب والرئتين

توقيت ممارسة الرياضة يلعب دورا مهما في تأثيرها على الجسم، إذ يتأثر الأداء اليومي بالساعة البيولوجية التي تنظم وظائف الجسم.
الأحد 2025/06/22
طاقة ونشاط

واشنطن - تسعى الأبحاث الحديثة إلى فهم كيف يمكن لتوقيت ممارسة الرياضة أن يؤثر على فاعلية النشاط البدني وصحة القلب والرئتين، خاصة لدى كبار السن.

ويلعب توقيت ممارسة الرياضة دورا مهما في تأثيرها على الجسم، إذ يتأثر أداء الرياضيين والأفراد اليومي بالساعة البيولوجية التي تنظم وظائف الجسم المختلفة على مدار 24 ساعة.

وتوصل فريق من الباحثين إلى أن ممارسة الرياضة في الصباح قد تعزز صحة القلب والرئتين بشكل أفضل مقارنة بأوقات أخرى من اليوم. ويرتبط ذلك بإيقاعات الساعة البيولوجية للجسم، التي تنظم وظائف حيوية مثل إفراز الهرمونات ودرجة حرارة الجسم على مدار 24 ساعة.

وتعتبر عضلة القلب أهم عضلة في الجسم وأكثر الأجزاء التي تقع عليها مسؤولية استمرارية حياة الإنسان، فهي تقوم بضخّ الدم إلى جميع أجزاء الجسم لتزويدها بالغذاء والأوكسجين الذي تحتاجه لتأدية وظائفها، وأي نقص في هذه التروية يسبب الكثير من المشاكل، كما أنها تقوم بسحب الفضلات والسموم من الجسم والتخلّص منها لزيادة كفاءة عمل الأعضاء المختلفة، وتحتاج هذه العضلة إلى التمرين والرياضة.

وفي الدراسة أجرى فريق البحث بقيادة الدكتورة كارين إيسر من جامعة فلوريدا تحليلا لبيانات 799 بالغا، بمتوسط عمر 76 عاما، ارتدوا أجهزة قياس التسارع على المعصم لمدة أسبوع لقياس نشاطهم البدني، بالإضافة إلى خضوعهم لاختبارات اللياقة القلبية التنفسية.

كلما تقدمنا في العمر احتجنا إلى إستراتيجيات تحافظ على صحتنا وتحسنها، ما يعزز جودة حياتنا ويحد من تأثير الأمراض المزمنة المرتبطة بالشيخوخة

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام في الوقت نفسه يوميا، وخاصة في ساعات الصباح، يتمتعون بلياقة قلبية تنفسية أفضل وكفاءة أعلى في استخدام الطاقة أثناء المشي، خاصة بين كبار السن.

وتوضح الدراسة أن لكل شخص نمطا زمنيا فسيولوجيا طبيعيا يؤثر على توقيت اليقظة والنوم، لذا فإن ضبط توقيت التمارين وفقا لنمط كل فرد قد يعزز الفوائد الصحية ويزيد من كفاءة الأداء البدني.

وتمتاز ممارسة الرياضة في الصباح بتوفير العديد من الفوائد الصحية، منها تعزيز الطاقة والنشاط، حيث تزود الجسم والعقل بقيمة عالية من الطاقة، ما يجعل الإنسان أكثر فاعليةً وإنتاجا وتفتحا لممارسة أنشطة الحياة اليومية.

وقد تحسّن الرياضة الصباحية القدرات الذهنية والفكرية عند الإنسان، فتعزز التركيز والإدراك، وتحسّن المزاج بسبب الإحساس بالإنجاز منذ الصباح الباكر.

كما قد تؤثر على الشهية للطعام من خلال تنظيمها والسيطرة عليها، إلى جانب تثبيط هرمون الجوع.

وتساعد ممارسة الرياضة صباحا على التخلّص من الوزن الزائد ودعم عملية فقدان الوزن، والتحكّم في مستويات السكر في الدم والتحكّم في ضغط الدم، حيث تعدّ فترة الصباح أفضل فترة للتأثير على ضغط الدم والتحكّم فيه.

وبما أنّ الاستيقاظ صباحا لممارسة الرياضة قد يكون صعبا في البداية، يوصى خبراء اللياقة البدنية بالحصول على قسط كافٍ من النوم، حيث يُنصح بالنوم في وقتٍ باكر، والحصول على ساعات نوم كافية بما يقارب 7 إلى 9 ساعات يوميًا، والتدرج في الاستيقاظ مبكرا. فيمكن الاستيقاظ في اليوم الأول على الساعة السابعة، ومن ثم قبل ذلك بـ15 دقيقة في اليوم الّذي يليه، وهكذا حتّى الوصول إلى وقت الاستيقاظ المناسب والتعوّد عليه.

وبالرغم من أن دراسات سابقة أكدت فوائد التمارين الصباحية في تقليل مخاطر أمراض القلب، إلا أن جمعية القلب الأميركية تؤكد أن نوع التمارين واستمراريتها أهم من توقيتها.

وقالت الدكتورة إيسر “كلما تقدمنا في العمر احتجنا إلى إستراتيجيات تحافظ على صحتنا وتحسنها، ما يعزز جودة حياتنا ويحد من تأثير الأمراض المزمنة المرتبطة بالشيخوخة.”

14