صيدا تحتفل بالحياة في مهرجانات صيف 2025

هذه الدورة بمثابة نافذة فرح تنفتح وسط جدار طويل من الحزن، أو شعاع أمل يتسلل إلى القلوب المتعبة من ثقل الأزمات.
الخميس 2025/06/19
القلعة تنبض بالموسيقى

أطلقت لجنة مهرجانات صيدا الدولية الدورة السادسة لصيف 2025 من خان الإفرنج، وتتضمن ثلاث أمسيات فنية يحييها مارسيل خليفة، نانسي عجرم، وغسان صليبا، في موقع ساحلي مميز يعكس صمود المدينة ورسالة الفن والأمل.

بيروت – من قلب مدينة صيدا العريقة، وتحديدًا من خان الإفرنج المطلّ على البحر، أطلقت لجنة مهرجانات صيدا الدولية فعاليات الدورة السادسة من مهرجاناتها، وذلك عبر ثلاث أمسيات فنية ثقافية تُقام في السادس والسابع والتاسع من أغسطس القادم، يُحييها الفنانون، مارسيل خليفة، نانسي عجرم، وغسان صليبا، بمشاركة الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق – عربية وكورال القسم الشرقي في الكونسرفتوار الوطني.

تأتي هذه الاحتفالية في توقيت استثنائي تشهده المنطقة، وسط توتر متصاعد يخيّم على الأجواء، في مشهد بات مألوفًا لأهالي لبنان والشرق الذين اعتادوا العيش في قلب الأزمات والحروب، مؤمنين دومًا بأن في كل محنة منحة.

وصيدا، عاصمة الجنوب، مدينة صغيرة جغرافيًا، الكبيرة بتاريخها، ما زالت رغم كل ما مرّت به من حروب وأزمات، متشبثة بالحياة وبمبادئ العيش الكريم وبقيت شامخة كقلعتها البحرية، شاهدةً على الغزوات، لكنها ثابتة كإحدى أبرز المعالم القديمة.

واليوم، تتحضّر تلك القلعة لاحتضان أمسيات المهرجان، في فضاء قريب من ميناء المدينة القديم، حيث يتحوّل الموقع إلى مسرح عائم، تتقاسم فيه الأمواج نغمات الموسيقى، وترسل مع كل لحن رسالة حب وسلام إلى الأرواح المتعطشة للأمل.

pp

تُعد هذه الدورة من مهرجانات صيدا لعام 2025 دورة استثنائية، تتألق رغم الظرف الصعب الذي يعيشه لبنان والمنطقة. كأنها نافذة فرح تنفتح وسط جدار طويل من الحزن، أو شعاع أمل يتسلل إلى القلوب المتعبة من ثقل الأزمات.

تحت رعاية وزارتي السياحة والثقافة، وبحضور وزيرة السياحة لورا لحود، أعلنت رئيسة اللجنة الوطنية لمهرجانات صيدا الدولية، نادين كاعين، إلى جانب عضوات اللجنة، انطلاق الدورة السادسة في خان الإفرنج، حيث كشفت عن موعد المهرجان ومكانه وفعالياته المتميزة لهذا العام.

وقالت كاعين “من قلب هذا المعلم التاريخي، خان الإفرنج، الذي طالما شكّل منصة للإبداع، تعود المهرجانات هذا العام إلى البحر، إلى فضاء نابض يُطل على الواجهة البحرية في موقع كان يومًا مرفأ صيدا القديم. وهنا لا بد من توجيه الشكر إلى وزارة الأشغال وإدارة مرفأ صيدا.”

وأضافت “برعاية كل من وزارتي السياحة والثقافة، نتابع ما بدأناه منذ سنوات لتحويل صيدا إلى وجهة سياحية وثقافية نابضة بالحياة. هذه السنة، يجمع المهرجان بين الأصالة والتجدد، حيث نفتتح البرنامج مساء الأربعاء، 6 أغسطس، بأمسية موسيقية بعنوان “راجعين بلحن كبير”، بالتعاون مع المعهد الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفتوار) برئاسة الدكتورة هبة القواص، ويشارك فيها الفنان المميز غسان صليبا.”

وتابعت، “أما مساء الخميس، 7 أغسطس، فموعدنا مع الفنانة المحبوبة نانسي عجرم، في أمسية فرح وحيوية، على أن نختتم البرنامج مساء السبت، 9 أغسطس، مع الموسيقار الكبير مارسيل خليفة، الذي يُعد ذاكرة وطنية. وبالتوازي مع الحفلات، سنقيم سوقًا للمأكولات يضم مؤسسات محلية ومبادرات شبابية.”

pp

من جهتها، ألقت  وزيرة السياحة لورا لحود كلمة جاء فيها، “حين نطلق مهرجانات صيدا الدولية من هذه المدينة، التي كانت عبر التاريخ بوابة الجنوب، نشعر أن الكلمات لا تكفي. فصيدا، مدخل الجنوب، شهدت الألم وتحمّلت القصف، وواجهت الخوف، وعلّمتنا معنى الصبر. وعلى الرغم من التحديات السياسية والاقتصادية، لا يزال أهل الجنوب يصنعون الحياة من رحم الخطر، ويزينون الصمود بمهرجان فني راقٍ.”

وأضافت “صيف صيدا هذا العام ليس مجرد مهرجان، بل مساحة لترميم النسيج الاجتماعي الذي تصدّع تحت وطأة الأزمات. فإعادة البناء لا تقتصر على إزالة الحطام وصبّ الإسمنت، بل تشمل الأغنية التي تُغنّى بحرية في الهواء الطلق، ونبض الأسواق والخانات التي تعبق برائحة الصابون والياسمين والزيتون، وكرسي نُضيفه لاستقبال زائر يشعر بالأمان والجمال.”

وتابعت “صيدا، بقلاعها وخاناتها وحلوياتها الفريدة، تستحق أن تُروى قصتها. وحين نفتتح فيها مهرجانًا دوليًا، نعيد الاعتراف بمكانتها ونُكرّس دورها كقلب جنوبي نابض بالحياة.”

وأضافت “من صيدا نطل على قرى لا تزال في مرمى النيران، تحت سماء مثقلة بالرسائل المقلقة. لكننا هنا، نختار أن نرفع رؤوسنا نحو النجوم، لا لنحلم فقط، بل لنبحث عن ضوء يدلّنا نحو تضامن حقيقي ومصالحة مع الذات والآخر، نحو وطنٍ يوحد أبناءه. فالفن والثقافة هما أدوات بناء ورسائل أمل مشرقة تنفتح على العالم.”

كما كانت هناك كلمة وجدانية للموسيقار مارسيل خليفة، أكد فيها أن “الموسيقى رسالة في حد ذاتها”.

uu

18