دور رائد لحمض الفيروليك في تهدئة القولون العصبي

طوكيو ـ كشفت دراسة يابانية عن دور واعد لمركب طبيعي يعرف باسم حمض الفيروليك، والموجود بوفرة في نخالة الأرز، في تهدئة تقلصات الأمعاء المصاحبة لمتلازمة القولون العصبي.

وأوضح الباحثون من جامعة “توهو”، أن نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة العلوم الدوائية، تفتح آفاقا جديدة لإستراتيجيات غذائية محتملة لإدارة اضطرابات الأمعاء، مثل متلازمة القولون العصبي.

ويعرف حمض الفيروليك على نطاق واسع بخصائصه المضادة للأكسدة والحامية للأعصاب، ويتوافر بشكل شائع في الحبوب الكاملة، وخصوصا نخالة الأرز، وبينما ركزت دراسات سابقة على فوائده العامة، لم يكن تأثيره على حركة الجهاز الهضمي واضحا حتى الآن.

وأضاف الباحثون أن النتائج تشير إلى أن حمض الفيروليك قد يعمل منظما طبيعيا لحركة الأمعاء، وقد يكون مفيدا في تهدئة التقلصات المفرطة لدى مرضى القولون العصبي المصحوب بالإسهال أو في حالات الإسهال المزمن المصاحب للالتهابات المعوية.

ومع ذلك، يحذر الباحثون من أن حمض الفيروليك قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى مرضى الإمساك أو الأشخاص الأصحاء، نظرا لتأثيره المثبط لحركة الأمعاء.

وأشار الفريق إلى أن هذه الدراسة تعد من أولى الأدلة التي توضح أن “حمض الفيروليك” يمكنه التأثير مباشرة على حركة الأمعاء من خلال آلية بيولوجية واضحة، هي تثبيط قنوات الكالسيوم، مما يفتح المجال لاستخدامه في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي.

ويأمل الفريق البحثي أن تمهد هذه النتائج الطريق لتطوير مكملات غذائية أو تدخلات علاجية طبيعية تستهدف اضطرابات حركة الأمعاء باستخدام حمض الفيروليك، مؤكدين ضرورة إجراء تجارب سريرية مستقبلية لتحديد فعاليته لدى البشر والجرعة المناسبة للاستخدام العلاجي.

وحمض الفيروليك هو أحد مضادات الأكسدة القوية الموجودة في جدران خلايا النباتات، حيث يساعد في حمايتها من العوامل البيئية المؤثرة. وبالنسبة للبشر، يوفر حمض الفيروليك مجموعة من الفوائد الصحية، بما في ذلك الحماية من الأمراض، وتقليل الالتهابات، وحتى التأثيرات المضادة للشيخوخة على الجلد.

وحمض الفيروليك هو حمض الهيدروكسيسيناميك، وهو نوع من المركبات العضوية المتوافرة بكثرة في النباتات. بالإضافة إلى دوره الهيكلي، يُظهر حمض الفيروليك خصائص قوية مضادة للأكسدة، والتي يمكنها تحييد الجذور الحرة الضارة والمساهمة في الصحة العامة عند تناوله في النظام الغذائي.

ويعد القمح والشوفان والأرز البني مصادر ممتازة لحمض الفيروليك، خاصة في نخالتها. يكون تركيز حمض الفيروليك أعلى بكثير في الطبقات الخارجية للحبوب، والتي غالبًا ما تتم إزالتها أثناء عملية التكرير.

وتحتوي الحمضيات والتفاح والتوت على حمض الفيروليك، ويتميز البرتقال والتفاح بشكل خاص بمحتواهما.

كما أن الطماطم والذرة الحلوة والجزر هي خضروات تحتوي على كمية جيدة من حمض الفيروليك. غالبا ما يرتبط الحمض بمكونات جدار الخلية، مما يجعله أقل توفرا بيولوجيا ما لم تتم معالجة الطعام أو طهيه.

وتعتبر بذور الكتان وبذور السمسم من أغنى المصادر النباتية بحمض الفيروليك. يمكن دمج هذه البذور بسهولة في النظام الغذائي بطرق مختلفة.

ويحتوي اللوز والفول السوداني أيضا على حمض الفيروليك، مما يزيد من قائمة الفوائد الصحية التي يقدمونها.

وبالنسبة إلى العديد من الناس، تعد القهوة مصدرا مدهشا لمضادات الأكسدة، بما في ذلك حمض الفيروليك. يمكن لعملية تحميص حبوب القهوة أن تزيد من توفر حمض الفيروليك.