الرياضة مفيدة للمصابين بعدم انتظام دقات القلب

لا يزال الأطباء وخبراء اللياقة البدنية يوصون مرضى القلب، وخاصة المصابين بالرجفان الأذيني، بممارسة التمارين الرياضية؛ إذ تساعد هذه التمارين على تخفيف المتاعب الصحية مثل الخفقان وضيق التنفس والتعب والدوار. وتوصي الجمعية الأوروبية لمرضى القلب بالالتزام بممارسة الرياضة بانتظام كجزء أساسي في علاج أمراض القلب.
برلين - توصلت مراجعة كوكرين الجديدة لـ20 دراسة مختلفة إلى أن التمارين الرياضية تساعد على تخفيف المتاعب الصحية مثل الخفقان وضيق التنفس والتعب والدوار، وتعمل على تحسين الأداء البدني، وهو ما يؤدي إلى تحسين جودة الحياة بشكل عام.
ومراجعة كوكرين هي مراجعة منهجية يقوم بها باحثون من مؤسسة كوكرين من أجل تنظيم معلومات الأبحاث العلمية الطبية بشكل منهجي، ما يسهّل عملية اتخاذ القرارات من قبل الأخصائيين في مجال الطب.
وتعد الرياضة عموما مفيدة للمصابين بالرجفان الأذيني، وهو شكل شائع من عدم انتظام دقات القلب. ويحدث بشكل خاص لدى كبار السن؛ حيث تصبح النبضات الكهربائية في أذيني القلب غير منتظمة، ما يؤدي إلى عدم انتظام معدل دقات القلب.
وتشمل الأعراض النموذجية الخفقان والدوار وضيق التنفس والتعب والشعور العام بالضعف. وإذا لم يتم علاج الرجفان الأذيني، فإنه يرفع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وقصور القلب.
ويستفيد الأشخاص المُصابون بارتفاع ضغط الدم أو مرض الشريان التاجي وضعف تدفق الدم إلى عضلة القلب بشكل خاص من التمارين الرياضية. وفي هذه الحالات يبدو أن للنشاط البدني آثارا إيجابية متعددة، سواء على عدم انتظام دقات القلب أو على الأمراض المصاحبة له.
وبالإضافة إلى التحسن البدني أفاد الكثير من المشاركين أيضا بفوائد نفسية؛ حيث شعروا بقلق أقل بشأن صحتهم. وبشكل عام تحسنت جودة حياتهم، وهو ما يمثل حافزا قويا لزيادة نشاطهم البدني في الحياة اليومية.
المصابون بارتفاع ضغط الدم وضعف تدفق الدم إلى عضلة القلب يستفيدون بشكل خاص من التمارين الرياضية
ومن المهم مواءمة التمارين الرياضية مع الأداء الفردي، على أن تتم ممارستها تحت إشراف طبيب.
وتوصي الجمعية الأوروبية لمرضى القلب بالالتزام بممارسة الرياضة بانتظام كجزء أساسي في علاج أمراض القلب.
وبسبب ميل الناس إلى الحياة المريحة وقلة الحركة تزداد نسبة أمراض القلب المؤدية إلى الموت يوميا، ومن ثَم تظهر أهمية هذه التوصيات في الوقاية والعلاج من أمراض القلب.
وهناك ثلاثة أنواع من التمارين يُمكن لمريض القلب ممارستها بأمان والحصول على فوائدها.
ومنها التمارين الهوائية، وهي مجموعة من التمارين تهدف إلى تحريك أكبر عدد من عضلات الجسم، مثل رياضة المشي والسباحة، وتمارين المقاومة التي تتميز بأنها تجعل العضلات تعمل بجهد أكبر، مثل رياضة رفع الأثقال، وأيضا تمارين التوازن والمرونة، وهي التمارين التي تركز على تحسين مرونة الجسم وتوازنه، ومن أمثلتها تمارين اليوغا.
وخلال ممارسة الرياضة يعمل القلب بقوة أكبر، ومن ثَم تزداد كمية الدم التي يحتاج إليها القلب، والتي يحصل عليها من الشرايين التاجية.
وتؤثر الرياضة بعدة طرق في جسم الإنسان، منها تقليل ضغط الدم على المدى البعيد؛ إذ من المعروف أن ضغط الإنسان الطبيعي يجب أن يكون أقل من 120 – 80 مم زئبق، ولكن يقل دائمًا ضغط الدم لدى الرياضيين والحريصين على ممارسة الرياضة، وربما يصل إلى 90 – 60 مم زئبق.
من المهم مواءمة التمارين الرياضية مع الأداء الفردي، على أن تتم ممارستها تحت إشراف طبيب
كما تقلل الرياضة ترسب الكولسترول على الطبقات الداخلية للشرايين؛ ومن ثَم يتم الحفاظ على معدل طبيعي لسريان الدم وتقليل الجلطات.
وعند ممارسة الرياضة وزيادة حرق الدهون تنتج مواد من عمليات التمثيل الغذائى والحرق، مثل أكسيد النيتريك الذي يعمل على فتح الشرايين وسريان الدم بصورة طبيعية داخلها.
وتحفز الرياضة مستقبلات الأنسولين على العمل وتزيد من حساسية الأنسجة تجاهه؛ وهو ما يؤدي إلى زيادة معدل الحرق وقلة التعرض للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وتقوم الرياضة بمهمة تمرين عضلة القلب وبالتالي زيادة قدرتها على أداء وظيفة ضخ الدم.
وتعتبر عضلة القلب أهم عضلة في الجسم وأكثر الأجزاء التي تقع عليها مسؤولية استمرارية حياة الإنسان، فهي تقوم بضخّ الدم إلى جميع أجزاء الجسم لتزويدها بالغذاء والأوكسجين الذي تحتاجه لتأدية وظائفها وأي نقص في هذه التروية يسبب الكثير من المشاكل، كما أنها تقوم بسحب الفضلات والسموم من الجسم والتخلّص منها لزيادة كفاءة عمل الأعضاء المختلفة، وتحتاج هذه العضلة إلى التمرين والرياضة.
وما زالت الأبحاث العلمية والدراسات الطبية تؤكد على فواد الرياضة المهمة لصحة الجسم، ودورها في الوقاية من عدد كبير من الأمراض وعلاج معظمها والوقاية من الفشل القلبي.
الرجال الذين بدأوا ممارسة التمارين الرياضية بعد سن الأربعين ما زالوا يستفيدون من التحسينات الصحية
وتوصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وخفض الوزن يقللان احتمالات الإصابة بأحد أشكال الفشل القلبي، ويسمى فشل القلب مع سلامة الضخ. وفي حالة فشل القلب مع سلامة الضخ تصبح عضلة القلب متصلبة وغير قادرة على تخزين كمية كافية من الدم، وهو ما يؤدي إلى تراكم السوائل في الرئتين والجسم.
ويقول المعد الرئيسي للدراسة الدكتور جاريت بيري، الأستاذ في قسم الطب الباطني والعلوم السريرية بكلية الطب في جامعة تكساس الأمريكية، “لقد وجدنا ارتباطا قويا بين ممارسة النشاط الجسدي وقيمة مؤشر كتلة الجسم والخطر الإجمالي للإصابة بفشل القلب، وهو أمر ليس مستغربا، ولكن الجديد هو مدى تأثير أنماط الحياة على هذا النوع من الفشل القلبي.”
بدورهم كشف باحثون أن ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تقلل بشكل كبير احتمالات الإصابة بأمراض القلب لدى الرجال، حتى لدى الذين يعانون من عوامل خطر مثل ارتفاع ضغط الدم أو مستويات الكولسترول المرتفعة، وهو ما أثبتته دراسة نشرت في مجلة “القلب” الأوروبية.
وأظهرت الدراسة التي أُجريت على أكثر من 40 ألف رجل تتراوح أعمارهم بين 40 و75 عامًا، أن ممارسة التمارين المعتدلة إلى المكثفة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا يمكن أن تقلل احتمالات الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 30 في المئة.
وتُشير الدراسة إلى أن النشاط البدني يُعزز تدفق الدم ويحافظ على مرونة الأوعية الدموية، ما يقلل من تراكم الدهون في الشرايين، وهي أحد الأسباب الرئيسية لأمراض القلب.
بالإضافة إلى ذلك تحسن ممارسة الرياضة مستويات الكولسترول في الجسم وتسهم في خفض ضغط الدم، وهما عاملان رئيسيان في الوقاية من أمراض القلب.
وأكد الباحثون أن الفوائد لا تقتصر على الذين بدأوا ممارسة الرياضة في سن مبكرة، بل إن الرجال الذين بدأوا ممارسة التمارين الرياضية بعد سن الأربعين ما زالوا يستفيدون من التحسينات الصحية، حيث أن حتى التمارين البسيطة، مثل المشي السريع أو ركوب الدراجات الهوائية، تُظهر فوائد صحية كبيرة، وتعتبر خطوة فعّالة في تحسين صحة القلب.
وقال جون سميث، أخصائي القلب والأوعية الدموية والمؤلف الرئيسي للدراسة، “النتائج التي توصلنا إليها تؤكد أهمية النشاط البدني في الوقاية من أمراض القلب، حتى مع وجود عوامل خطر معينة، يمكن أن تكون ممارسة التمارين الرياضية عاملًا مهمًا في الحفاظ على صحة القلب لدى الرجال.”