كنوز توت عنخ آمون تستقر في المتحف المصري الكبير

كنوز الملك توت عنخ آمون من بين القطع الأكثر جذبا للزوار، وسيحتل قناعه الذهبي مكانة مرموقة في صالة عرض مخصصة له.
السبت 2025/06/14
التاريخ من جديد

يُنقل القناع الذهبي لتوت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير استعدادا لافتتاحه في الثالث من يوليو. المتحف يعرض 100 ألف قطعة أثرية، ويعد الأكبر عالميا في الحضارة المصرية، ويأمل جذب خمسة ملايين زائر سنويا.

القاهرة – سيُنقل القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير قرب أهرامات الجيزة، بعدما عُرض لمدة تقارب قرنا من الزمن في المتحف المصري بالقاهرة.

لم يتبقَّ أمام الزوار سوى بضعة أيام لمشاهدة القناع في المتحف القديم، قبل نقله إلى المتحف الجديد، الذي بلغت تكلفته مليار دولار، والمقرر افتتاحه رسميا في الثالث من يوليو.

وقال مدير المتحف المصري بالتحرير علي عبدالحليم “لا توجد سوى 26 قطعة من مجموعة توت عنخ آمون هنا في (متحف ميدان) التحرير، من بينها القناع الذهبي والتابوتان.”

وأضاف “سيتم نقل جميع القطع قريبا”، من دون تحديد موعد دقيق، مشيرا إلى “عدم نقل المومياء من وادي الملوك، باعتبارها جزءا مهما من الموقع الأثري.”

تُعد كنوز الملك توت عنخ آمون من بين القطع الأكثر جذبا للزوار، وسيحتل قناعه الذهبي مكانة مرموقة في صالة عرض مخصصة له.

وقد نُقل بالفعل أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية خاصة بهذا الفرعون إلى المتحف.

oo

وكشف الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير أحمد غنيم مؤخرا أن حفلا مبهرا سيقام بمناسبة افتتاح المتحف، “باستخدام إمكانيات مصر التاريخية والسياحية”، لتسليط الضوء على “المتحف والأهرامات والعلاقة بينهما”.

يقع المتحف قرب أهرامات الجيزة، ويضم تماثيل ضخمة للفراعنة، وقطعا كانت تُستخدم يوميا في مصر القديمة، ضمن عرض ضخم يضم نحو مئة ألف قطعة أثرية، من أبرزها كنوز توت عنخ آمون الشهيرة.

وقد تأجل تنفيذ المشروع، الذي بدأ منذ أكثر من عقدين، عدة مرات بسبب عراقيل متنوعة، منها الاضطرابات السياسية، والأزمات الاقتصادية، وجائحة كورونا.

ومن المقرر افتتاح المتحف رسميا في الثالث من يوليو، في حدث يُتوقع أن يكون بالغ الأهمية، على غرار الكنوز التي يضمها المتحف.

وبحسب غنيم، ستستمر فعاليات الافتتاح عدة أيام، مع أنشطة تقام في مختلف أنحاء البلاد.

وتؤكد المهندسة الأيرلندية روزين هينيغان، المشاركة في تأسيس شركة “هينيغان بينغ أركيتيكتس” التي صممت المتحف، أن “المناظر الطبيعية لمصر ساهمت في تشكيل هذه الحضارة الغنية، وقد سعينا إلى عكس ذلك في تصميم المتحف.”

وتضيف “تطل أقسام مختلفة من المتحف على منظر بانورامي للأهرامات، وهو ما يذكّرنا بجذور هذه الحضارة.”

من التماثيل الضخمة للفراعنة، إلى الأغراض اليومية من مصر القديمة، يوفر المتحف المصري الكبير رحلة عبر 7000 عام من التاريخ.

ويؤكد غنيم أن المتحف، الذي يمتد على مساحة 500 ألف متر مربع، هو “أكبر متحف في العالم متخصص في الحضارة المصرية”، وتوازي مساحته ضعفي مساحة متحف اللوفر في باريس، وضعفي ونصف مساحة المتحف البريطاني.

يستقبل الزوار عند مدخل المتحف تمثال مهيب لرمسيس الثاني، يبلغ ارتفاعه أحد عشر مترا، وُضع في ساحة فسيحة تضم درجا من ست طبقات.

وعند صعود الدرج، يمكن للزوار مشاهدة تماثيل لفراعنة وآلهة، بالإضافة إلى توابيت، قبل الوصول إلى واجهة زجاجية ضخمة توفر إطلالة خلابة على الأهرامات.

pp

تتاح للزوار اثنتا عشرة صالة عرض، تضم 15 ألف قطعة أثرية، مرتبة ترتيبا زمنيا من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر اليوناني الروماني، تبرز مراحل تطور الحضارة المصرية.

من أبرز المعروضات كنوز الملكة حتب حرس، والدة خوفو، باني الهرم الأكبر، ومنها كرسيها المنحوت بدقة، والذي كان محفوظا في المتحف المصري القديم داخل صالة ذات إضاءة خافتة.

ومن بين أكثر القطع المنتظرة: كنوز توت عنخ آمون، بما في ذلك قناعه الذهبي الشهير، الذي سيُعرض في صالة مخصصة.

وقد تم نقل أكثر من خمسة آلاف قطعة خاصة به إلى المتحف، إلا أن تفاصيل المجموعة الكاملة، بما فيها ناووسه وبقايا بناته المحنطة، ستبقى طي الكتمان حتى الافتتاح الرسمي.

كما يُنتظر عرض مركب شمسي مصنوع من خشب الأرز، يبلغ طوله 44 مترا، وقد دُفن بجوار الهرم الأكبر حوالي عام 2500 قبل الميلاد، ولم يُكشَف عنه حتى الآن.

وسيوفر قارب ثان، لا يزال قيد الترميم، تجربة غامرة، حيث سيتمكن الزوار من مشاهدة خبراء الترميم وهم يعملون عليه على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

وباستخدام تقنيات متقدمة، مثل الواقع الافتراضي والمعارض التفاعلية، سيقدّم المتحف قصصا جديدة تنبض بالحياة، وتثري تجربة الزوار، خصوصا الأجيال الشابة.

وتعتبر الحكومة المصرية المتحف المصري الكبير عنصرا محوريا في خطة إنعاش الاقتصاد، الذي تأثر سلبا بالتضخم والديون، وتأمل في أن يستقطب المتحف نحو خمسة ملايين زائر سنويا.

oo

18