فقدان الوزن في منتصف العمر يساعد على التمتع بشيخوخة سليمة

خسارة الوزن دون تدخلات جراحية تعني فوائد صحية طويلة الأمد.
الأربعاء 2025/06/11
شيخوخة مريحة

يساعد فقدان الوزن في منتصف العمر على خفض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل داء السكري من النوع الثاني، ما يمكّن من التمتع بشيخوخة سليمة. وينصح خبراء التغذية بفقدان الوزن دون تدخلات جراحية أو دوائية؛ وذلك باعتماد نمط حياة صحي، أساسه التمارين الرياضية والغذاء الصحي والمنوع. ويرى الخبراء أن النظام الغذائي المتوسطي من أفضل الأنظمة الغذائية لصحة الجسم والوقاية من الأمراض.

واشنطن - كشفت نتائج دراسة حديثة أجراها فريق من الأطباء والعلماء في جامعة هلسنكي وجامعة توركو وكلية لندن الجامعية، وشملت حوالي 23100 شخص، أن فقدان الوزن في منتصف العمر يساعد على التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة؛ حيث أنه يعمل على خفض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل داء السكري من النوع الثاني.

وأوضحت الجمعية الطبية الأميركية التي أوردت الدراسة أن فقدان الوزن في منتصف العمر دون تدخلات جراحية أو دوائية يعني فوائد صحية طويلة الأمد تتجاوز ارتباطه بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري. ونشرت الجمعية مؤخرا دراسة أجراها فريق من جامعتي تافتس وهارفارد وشملت حوالي 47 ألف امرأة، وأظهرت أن الألياف والكربوهيدرات ترتبطان ارتباطا وثيقا بالشيخوخة السليمة وغيرها من النتائج الصحية الإيجابية لدى النساء الأكبر سنا.

وأفاد الباحثون بأن تناول الكربوهيدرات الكلية والكربوهيدرات عالية الجودة من الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والبقوليات، بالإضافة إلى الألياف الغذائية في منتصف العمر، ارتبط بزيادة احتمالات الشيخوخة السليمة بنسبة تتراوح بين 6 و37 في المئة، فضلا عن العديد من جوانب الصحة العقلية والجسدية الإيجابية.

وفي الوقت نفسه ارتبط تناول الكربوهيدرات المكررة من السكريات المضافة والحبوب المكررة والخضروات النشوية بانخفاض احتمالات الشيخوخة السليمة بنسبة 13 في المئة. وقال الدكتور تيمو ستراندبرغ، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ طب الشيخوخة في جامعة هلسنكي بفنلندا، إن فقدان نسبة 6.5 في المئة من وزن الجسم على نحو مستمر، من دون اللجوء إلى الأدوية أو الجراحة، مرتبط بفوائد صحية كبيرة وطويلة الأمد لدى الأشخاص في منتصف العمر.

وشملت الفوائد التي رصدتها الدراسة انخفاضا في مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة وتراجعا في معدلات الوفاة. في بداية الدراسة صنّف الباحثون المشاركين وفقا لمؤشر كتلة الجسم، وما إذا كانوا قد فقدوا نسبا معينة من أوزانهم أو اكتسبوا أوزانا إضافية أو حافظوا على أوزانهم، ثم قاموا بمقارنة هذه الأنماط مع سجلات دخول المستشفيات والوفيات.

وأظهرت الدراسة أنّ الأشخاص الذين فقدوا نسبا معينة من أوزانهم في منتصف العمر كانوا أقل عرضة للإصابة بالأمراض في مرحلة الشيخوخة، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية والسرطان والربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، كما كان هؤلاء الأشخاص أقل عرضة للوفاة من أي سبب خلال الـ35 سنة التالية.

تناول الكربوهيدرات المكررة من السكريات المضافة والحبوب المكررة والخضروات النشوية ارتبط بانخفاض احتمالات الشيخوخة السليمة بـ13 في المئة
◙ تناول الكربوهيدرات المكررة من السكريات المضافة والحبوب المكررة والخضروات النشوية ارتبط بانخفاض احتمالات الشيخوخة السليمة بـ13 في المئة

وأشار الدكتور ستراندبرغ إلى أن جزءا كبيرا من البيانات جُمِع قبل انتشار أدوية أو جراحات خفض الوزن، ما يعني أن الفوائد الصحية تعود في الغالب إلى تغيرات ناتجة عن تحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني. وأوضح ستراندبرغ أن السمنة ليست مجرد مشكلة فردية يجب على الأشخاص التعامل معها فقط، بل هي مسألة هيكلية واجتماعية أيضا.

وأشار إلى ضرورة أن تكون الأطعمة الصحية وفرص ممارسة النشاط البدني أكثر توافرًا ويسهل الوصول إليها في المجتمعات الحديثة، للمساعدة في الحد من الآثار الصحية المرتبطة بالسمنة. وأظهرت الدراسة أيضا أن تغييرات نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي صحي وزيادة النشاط البدني، كانت عوامل مهمة في تقليل المخاطر الصحية، وليس فقدان الوزن وحده.

ولا يقتصر نمط الحياة الصحي على تناول الطعام الصحي، بل يشمل أيضا ممارسة الرياضة والحفاظ على الصحة النفسية والنوم الجيد. وتتعدد فوائد نمط الحياة الصحي، حيث يمكن أن يؤدي إلى تحسين الصحة العامة وزيادة الطاقة وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يحسن اتباع نمط حياة صحي الحالة النفسية ويقلل من مستويات التوتر والقلق.

وينصح الخبراء باستهداف فقدان الوزن بمقدار يتراوح بين رطل ورطلين أسبوعيا على المدى الطويل. وللقيام بذلك سيحتاج الشخص إلى حرق حوالي 500 إلى 750 سعرة حرارية أكثر من السعرات التي يتناولها كل يوم. وقد يكون فقدان 5 في المئة من وزن الشخص الحالي هدفا جيدا للبدء به. إذا كان وزنه 180 رطلا (82 كيلوغراما) فهذا يعني 9 أرطال (4 كيلوغرامات). حتى هذا القدر من فقدان الوزن يمكن أن يقلل من خطر إصابته ببعض الأمراض طويلة الأمد. وتشمل هذه الحالات أمراض القلب ومرض السكري من النوع الثاني.

ويمكن أن يساعده ذلك على تحديد نوعين من الأهداف. يسمى النوع الأول الأهداف الإجرائية. يمكن للشخص إدراج إجراء صحي سيتبعه لفقدان الوزن. على سبيل المثال “المشي لـ30 دقيقة يوميا”، هذا هدف إجرائي. يسمى النوع الثاني النتائج المستهدَفة. يمكنه وضع نتيجة صحية يهدف إلى تحقيقها مثل “خسارة 10 أرطال (4.5 كيلوغرامات)”، وهو مثال على تحديد نتيجة مستهدَفة. وللوصول إلى نتيجة ملموسة يحتاج الشخص إلى تقليل إجمالي السعرات الحرارية التي يتناولها من الطعام والمشروبات لإنقاص الوزن. لكن يمكن أن تظل وجباته لذيذة وسهلة التحضير.

وإحدى الطرق التي يمكنه من خلالها تناول سعرات حرارية أقل هي تناول فواكه وخضروات وحبوب كاملة أكثر. وتُعرف هذه الأطعمة باسم “الأطعمة النباتية”. فهي منخفضة السعرات الحرارية وغنية بالألياف. وتساعد الألياف على الشعور بالشبع. ولطالما اعتبر النظام الغذائي المتوسطي الذي يركز على تناول الفاكهة والخضروات من أفضل الأنظمة الغذائية لصحة الجسم والوقاية من الأمراض، حيث أُدرج باستمرار في صدارة التصنيفات العالمية. وقد يحسن هذا النمط الغذائي كثافة العظام في مراحل العمر المتقدمة، ويُقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما يخفّض من مخاطر أمراض القلب. وبالنسبة إلى النشاط البدني توصي منظمة الصحة العالمية بممارسة البالغين لما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا من التمارين الهوائية معتدلة الشدة، أو 75 دقيقة من التمارين الهوائية عالية الشدة، مع القيام بتمارين تقوية العضلات مرتين أسبوعيًا بالحد الأدنى.

16