جري وسط إحدى عجائب الدنيا في "نصف ماراثون الأهرام"

أعلنت مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" تصدّر نصف ماراثون الأهرامات المركز الأول في قائمتها لأروع مسارات الجري حول العالم، وذلك لما يتمتع به من طابع فريد يجمع بين الرياضة والحضارة والتاريخ.
القاهرة – خاض آلاف العدائين من مختلف أنحاء العالم تجربة شيقة بين جنبات التاريخ المصري القديم، مع انطلاق ماراثون جديد داخل الأهرامات المصرية، غربي العاصمة القاهرة.
السباق أتاح للعدائين فرصة الاختيار بين أربع مسافات: 1 كيلومتر، 5 كيلومترات، 10 كيلومترات، 21 كيلومترا، بحسب الجهات المنظمة للسباق الذي يعد أحد السباقات المتكررة بمنطقة الأهرامات من وقت إلى آخر على مدار العام.
وفي حدث رياضي عالمي فريد استضافت منطقة الأهرامات فعاليات النسخة الثانية من ماراثون “One Run” الروسي، الذي أُقيم بشكل متزامن في أكثر من 110 مدن حول العالم، في 30 دولة، بمشاركة تجاوزت 200 ألف عدّاء عالميًا.
وشهدت مصر مشاركة أكثر من 1000 عدّاء من 40 دولة، في أجواء مفعمة بالحماس والطاقة، وفق ما ذكرته وزارة الشباب والرياضة المصرية. وللولوج إلى رحاب السباق الذي أقيم السبت توجب على المشاركين الدخول من “البوابة العظيمة” للأهرامات.
وتمثل البوابة شكلا فريدا للبوابات الضخمة التاريخية، حيث توجد أعمدة ضخمة ومداخل عدة وعبارات بلغات عديدة تزين واجهة البوابة، في أحدث تطور شهدته المنطقة الأثرية التاريخية بجانب استحداث حافلات لنقل الزوار.
والنسخة الأكبر من هذه السباقات التي تحظى برعاية وزارة الشباب والرياضة المصرية تعرف باسم “نصف ماراثون الأهرام”، ومنحتها مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” الشهيرة المركز الأول في قائمتها لـ”أروع مسارات الجري حول العالم”، بحسب ما ذكرته الوزارة في 7 مايو الجاري.
وبحسب تقييم “ناشيونال جيوغرافيك” الذي أوردت الوزارة مقتطفات منه آنذاك “لا يقدم سباق نصف ماراثون الأهرامات مساراً رياضياً مميزاً فقط، بل يتيح للمشاركين فرصة نادرة للجري وسط واحدة من عجائب الدنيا القديمة، ما يمنح الحدث طابعاً أسطورياً يتجاوز الرياضة إلى تجربة ثقافية وروحية مبهرة.”
وصف متحدث وزارة الشباب والرياضة المصرية محمد الشاذلي فعاليات الماراثون قائلا “هنا يجمع المشارك بين التاريخ والحضارة والرياضة، ويجري في ماراثون كبير ومن خلفه الأهرامات، أحد أعظم الأشياء بالتاريخ.” وأضاف “هذا شيء مبهر وعامل جذب سياحي رائع.”
وتابع الشاذلي “يمكن إقامة أي ماراثون في أي مكان بالعالم، لكن ماراثون الأهرامات سباق لن ينسى ويحمل ذكريات تاريخية للمشاركين الذين يلتقطون صورهم في قلب مكان تاريخي.”
وأشار إلى أن السياحة الرياضية باتت عملا لجذب السياح، وأصبحت الأهرامات عامل جذب كبير ومهم في مصر لهذا النوع من الفعاليات الرياضية.
وقال إن الفعاليات الرياضية، بما في ذلك الماراثون، “تصب في صالح السياحة الرياضية التي أصبحت واحدة من أهم آليات الدولة المصرية للجذب السياحي والترويج للمنشآت السياحية.”
وأشار الشاذلي إلى إبرام وزارة الشباب والرياضة مجموعة من مذكرات التفاهم والبروتوكولات مع عدد من المؤسسات الدولية المعنية بتنظيم المسابقات والأحداث السياحية والفعاليات الرياضية في عدة مناطق تشمل شرم الشيخ والغردقة (شرق) والساحل الشمالي ومنطقتي الأهرامات (غرب العاصمة القاهرة) وأبوسمبل بمحافظة الأقصر (جنوب).
وتستضيف مصر بين 100 و150 ألف سائح سنويا من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في الفعاليات الرياضية السياحية، كما تشهد فعالية “نصف ماراثون الأهرامات” مشاركة نحو 5 آلاف شخص، وفق متحدث وزارة الشباب والرياضة.
وقال خبير الآثار المصري مجدي شاكر “عظمة التاريخ المصري تضيف الكثير من المعاني لهذه المسابقات الرياضية التي ليست عامل جذب سياحي كبير فقط، بل تجربة شيقة مبهرة بجوار التاريخ والحضارة.” وأضاف “وجود المسابقة في الأهرامات يعد حدثا عالميا، لأن الأهرام أحد أقدم وأهم الآثار ليس في مصر ولكن في العالم أيضا.”
وتابع “المشاركون في الماراثون يحملون معهم ذكريات لن تنسى، وربما يسعون لتكرار تلك التجربة الممتعة وسط أجواء تاريخية فريدة.”
وبخصوص انطلاق السباق من “البوابة العظيمة” قال شاكر “منذ أن تطأ أقدام المشاركين في ماراثون الأهرامات المسافات الأولى لدخول الأهرامات فهم في لحظات تاريخية أخرى.” وبحسب شاكر يعود أصل اسم “البوابة العظيمة” إلى معتقدات وعادات فرعونية كانت تجعل لكل عبور إلى عالم آخر بوابة.
وأوضح أن تلك البوابة “باتت رمزا للتعبير عن العظمة التي سيراها المتسابقون داخل الأهرامات بعد مرحلة تطوير متميزة شهدت أيضا توفير حافلات وتوسعات لاستيعاب أعداد أكبر من السياح.”
ومنطقة الأهرامات، بحسب معلومات وزارة السياحة والآثار، تُعد أحد أشهر المواقع الأثرية بمصر، وتضم أهرامات ملوك الأسرة الرابعة خوفو، وابنه خفرع، وحفيده منقرع، إضافة إلى تمثال أبوالهول الشهير.
وتقع منطقة الأهرامات على هضبة الجيزة في محافظة الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل، وبنيت قبل نحو 25 قرنا قبل الميلاد، ما بين 2480 و2550 ق.م.
وبحسب معلومات الهيئة العامة للاستعلامات، تعد الأهرامات “مقابر ملكية، كل منها يحمل اسم الملك الذي بناه وتم دفنه فيه، والبناء الهرمي مرحلة من مراحل تطور عمارة المقابر في مصر القديمة.”
ومع ارتفاعه الأصلي البالغ 148 مترا، فإن الهرم الأكبر المعروف بهرم الملك خوفو (2589 – 2566 ق.م) كان أطول مبنى في العالم طيلة 3800 عام، وهو أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم والباقية حتى اليوم.
وهرم خفرع بناه الملك خفرع، رابع ملوك الأسرة الرابعة ابن الملك خوفو، وهو أقل ارتفاعا من هرم أبيه (خوفو)، وارتفاعه حاليا 136 مترا، أما الهرم الثالث فبناه الفرعون منقرع ابن الملك خفرع، وارتفاعه حاليا 62 متراً.