الإطلالات الانسيابية تميز عرض لوي فيتون لموسم الرحلات والعطلات

الطيات والسلاسل المعدنية أضفتا على الإطلالات لمسة من الحيوية.
السبت 2025/05/24
مزج بين التراث والتجديد

تميزت الإطلالات التي تخللت عرض لوي فيتون لموسم الرحلات والعطلات بتفاصيل مثل الطيات الإضافية أو السلاسل المعدنية التي أضفت لمسة من الحركة والحيوية، في حين كانت من بين الإطلالات الأكثر انسيابية تنورة متعددة الطبقات وبلوزة واسعة الأكمام. وأقيم العرض التابع لعلامة الأزياء لوي فيتون في وقت يشهد فيه قطاع الموضة ركودا.

باريس - عرض نيكولا جيسكيير مصمم الأزياء النسائية لدى لوي فيتون، الخميس، مجموعة 2026 المخصصة لموسم الرحلات والعطلات في الساحة الرئيسية لقصر البابوات الشاهق الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى في جنوب فرنسا. وجاء العرض، الذي صمّمه المدير الإبداعي للأزياء النسائية في الدار نيكولا جيسكيير، ضمن إطار فني يمزج بين التراث والتجديد، حيث تزامن توقيته مع لحظات الغروب، مضفيًا على أجواء العرض بعدًا شاعريًا زاد من روعة المكان الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى.

وظهرت العارضات مرتديات سترات لامعة بتصميم معدني وأزياء واسعة مزينة بنقوش تشبه اللهب وأحذية مكسوة بزجاج عاكس. وتميزت بعض الإطلالات بتفاصيل مثل الطيات الإضافية أو السلاسل المعدنية التي أضفت لمسة من الحركة والحيوية، في حين كانت من بين الإطلالات الأكثر انسيابية تنورة متعددة الطبقات وبلوزة واسعة الأكمام.

وما زاد من طرافة العرض دمج السترات مع قطع من السلاسل المعدنية (تشينميل)، التي أعادت الدار تقديمها بأسلوب يتماشى مع الأزياء اليومية. وقدمت هذه التفاصيل لمسة مبتكرة وغير تقليديّة لهذه المجموعة، إذ استطاعت لوي فيتون تطويع السلاسل المعدنية التي تعدّ جزءًا أساسيًا من هوية العلامة، وتقديمها بحلة جديدة.

وأقيم العرض التابع لعلامة الأزياء لوي فيتون التابعة لشركة إل.في.إم.إتش، أكبر علامة تجارية فاخرة في العالم، في وقت يشهد فيه قطاع الموضة ركودا منذ فترة طويلة، وهو ما دفع عددا من دور الأزياء إلى تعيين مصممين جدد في الآونة الأخيرة. وعاشت مبيعات الأزياء الفاخرة طفرة خلال جائحة كورونا لكن أزمة كلف المعيشة اللاحقة دفعت المتسوقين إلى التخلي عن مثل هذا الإسراف.

وشهد قطاع الموضة تضررا خلال السنوات التي تلت الجائحة وركدت سوقه، وكانت غوتشي إحدى الدور الأكثر تضررا من هذا الركود. وقد أعلنت مالكتها، مجموعة كيرينغ الفرنسية الفاخرة، قبل أسبوعين عن انهيار أرباحها لعام 2024، متأثرة بانخفاض حاد نسبته 23 في المئة في مبيعات ماركتها التي تعاني منذ عدة سنوات. وانخفض صافي أرباح المجموعة الفرنسية للسلع الفاخرة، والتي تمتلك أيضا ماركتي سان لوران وبوتيغا فينيتا، بنسبة 62 في المئة العام الفائت ليصل إلى 1.18 مليار دولار. وانخفضت إيرادات كيرينغ بنسبة 12 في المئة محققة 17.99 مليار دولار.

◙ العارضات ظهرن مرتديات سترات لامعة بتصميم معدني وأزياء مزينة بنقوش تشبه اللهب وأحذية مكسوة بزجاج عاكس
◙ العارضات ظهرن مرتديات سترات لامعة بتصميم معدني وأزياء مزينة بنقوش تشبه اللهب وأحذية مكسوة بزجاج عاكس

وعلى المستوى العالمي حقق ثلث الماركات الفاخرة فقط نموا سنة 2024، بحسب تقرير نشرته شركة “براين أند كومباني” الاستشارية في يناير. وأضاف التقرير “في ظل ارتياب في الاقتصاد الكلي وزيادات مستمرة في الأسعار من قبل الماركات، خفّض مستهلكو السلع الفاخرة في مختلف أنحاء العالم مشترياتهم بشكل طفيف.” وحقق قطاع الأزياء الإيطالي، الذي توسّع ليشمل النظارات والمجوهرات ومستحضرات التجميل، عائدات أقل بقليل من 100.49 مليار دولار في العام 2024، مسجلا انخفاضا بـ5.3 في المئة مقارنة بأرقام عام 2023، بحسب توقعات الغرفة الوطنية للأزياء.

وأتت البيانات الواردة من قطاع الجلود والسلع الجلدية والأحذية سلبية بشكل أكبر، وبحسب اتحاد “كونفيندوستريا أتشيسوري مودا”، سُجّل انخفاض بنسبة 8.1 في المئة في العام 2024. وتجعل التداعيات اللاعبين في القطاع يواجهون أزمة، ففي توسكانا مثلا حيث تقع مراكز إنتاج السلع الجلدية الفاخرة، هناك نحو 100 ألف شخص عاطلون عن العمل حاليا.

وسيبقى جيسكيير في منصبه الذي تولاه عام 2013 لعدة سنوات أخرى بعد تجديد عقده في أواخر عام 2023. ويعود تاريخ علامة لوي فيتون التجارية الفاخرة إلى عام 1854 عندما أسسها المصمم الفرنسي لوي فيتون في باريس. وشعار العلامة هو “لار دو فواياجي” (فن السفر). وبدأت العلامة كمتجر صغير في باريس متخصص في صناعة الحقائب الفاخرة والمبتكرة، حيث اشتهرت بتقديم تصاميم مبتكرة وعالية الجودة. وكانت حقائب السفر الأولى التي قدمها لوي فيتون تتميز بخفة وزنها ومتانتها، وهو ما جعلها محط اهتمام النخبة في المجتمع الفرنسي.

وبمرور الوقت توسعت العلامة لتشمل مجموعة واسعة من المنتجات الفاخرة مثل الملابس والأحذية والإكسسوارات والمجوهرات. واليوم تُعتبر لوي فيتون واحدة من أبرز العلامات التجارية في عالم الموضة الفاخرة، حيث تجمع بين التراث العريق والابتكار العصري. ومع تزايد شهرة لوي فيتون بدأت العائلات الملكية والنبلاء في أوروبا يهتمون بمنتجاته، ما ساهم في تعزيز مكانة العلامة التجارية. وكانت الجودة العالية والاهتمام بالتفاصيل من السمات المميزة لأعماله، وهو ما جعل منتجاته محط إعجاب وتقدير من قبل الزبائن .

وفي عام 1896، بعد وفاة لوي فيتون، قام ابنه جورج فيتون بابتكار نمط المونوغرام الشهير الذي يحمل الأحرف الأولى من اسم والده، والذي أصبح رمزًا مميزًا للعلامة التجارية. واستمرت العلامة التجارية في التوسع والابتكار على مر العقود، حيث أضافت إلى مجموعتها منتجات جديدة مثل الحقائب اليدوية والإكسسوارات والملابس الجاهزة. ومع كل خطوة كانت لوي فيتون تحافظ على التزامها بالجودة والتميز، ما جعلها تحتل مكانة رائدة في صناعة الموضة العالمية.

ولم يكن النجاح الذي حققته العلامة التجارية مجرد نتيجة للمنتجات الفاخرة التي قدمتها، بل كان أيضًا نتيجة للرؤية الإستراتيجية التي تبناها مؤسسوها، والتي ركزت على الابتكار والتجديد المستمر. ويقول خبراء الموضة “إن نشأة وتأسيس علامة لوي فيتون لم يكنا مجرد بداية لعلامة تجارية فاخرة، بل كانا بداية لثورة في عالم الموضة والسفر.”

ومن خلال الجمع بين الحرفية التقليدية والابتكار الحديث، استطاع لوي فيتون أن يخلق إرثًا لا يزال يؤثر في صناعة الموضة حتى اليوم؛ حيث أن قصة نجاح هذه العلامة التجارية هي شهادة على قوة الرؤية والإبداع، وهي تذكير دائم بأن الابتكار والجودة يمكن أن يخلقا تأثيرًا دائمًا في أي مجال.

15