حاجة الجسم من فيتامين "د" تعتمد على الخصائص الأيضية للشخص

سانت بطرسبورغ (روسيا) ـ قد يظل نقص فيتامين "د" مشكلة شائعة حتى في فصل الصيف المشمس، وفق ما يشير قسطنطين ميركل من قسم الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية في جامعة بيروغوف.
ووفقا له، قد يظل نقص فيتامين “د” مشكلة شائعة، حتى إذا أخذنا في الاعتبار البلدان الاستوائية المشمسة. لأن تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية (طول الموجة 280 – 315 نانومتر – موجات فوق بنفسجية متوسطة)، تبدأ في الجلد عملية تخليق فيتامين “د” التي تعتمد على وقت السنة وكمية أشعة الشمس.
وقال بيروغوف “الغريب في الأمر أن نقص فيتامين ‘د’ قد يظل مشكلة شائعة في فصل الصيف المشمس، حتى في الدول الاستوائية المشمسة. ويعود ذلك إلى أن استخدام واقيات الشمس أو ارتفاع تركيز الفيوميلانين في الجلد يبطئ تخليق الفيتامين بالكمية المطلوبة. كما أن تلوث الهواء في المدن يسبب تشتت الأشعة فوق البنفسجية، وكذلك عدم التعرض لأشعة الشمس وقتا كافيا يؤدي إلى نقص الفيتامين. ولكن، مقابل هذا على الرغم من قلة الأيام المشمسة في الدول الإسكندنافية إلا أن نسبة سكانها الذين يعانون من نقص فيتامين ‘د’ أقل بكثير، لأن نظامهم الغذائي غني بالأسماك البحرية الدهنية.”
بفضل قدرة الجسم على تخزين فيتامين "د" فإن التعرض لأشعة الشمس أسبوعيا كاف للحفاظ على مستويات ثابتة منه في الدم
ووفقا له، يمكن تصحيح نقص فيتامين “د” ليس فقط بالنظام الغذائي الصحيح، بل وأيضا بالمكملات الغذائية. ولكن في هذه الحالة يجب إجراء فحص دم لتحديد مستوى الفيتامين واستشارة الطبيب.
ووفقا له، تعتمد حاجة الجسم اليومية من فيتامين “د” على الخصائص الأيضية للشخص. ويعتقد أن الإنسان البالغ يحتاج إلى 600 – 800 وحدة دولية في اليوم.
وفيتامين “د” هو أحد أشهر الفيتامينات وأكثرها رواجا بين الناس لأهميته لجسم الإنسان والآثار الجانبية العديدة لنقصه، ويعتبر فيتامين “د” واحدا من الفيتامينات الأربعة الذائبة في الدهون التي تنتمي إلى العناصر الغذائية الأساسية. وجدير بالذكر أنه يعتبر هرمون ستيرويدي يصنعه الجسم من الكوليسترول بعد تعرضه لأشعة الشمس وعليه يسمى أيضا بفيتامين الشمس، ولكن وتبعا لطبيعة الحياة الحديثة في العقود الأخيرة فإنه من الصعب الحصول على كامل احتياج الجسم من فيتامين “د” من الشمس، مما أدى إلى زيادة معدلات الإصابة بنقصه، وتوجه الناس إلى المكملات الغذائية.
وتعتبر الشمس المصدر الأساسي لفيتامين “د” وقد يستطيع الشخص الحصول على كامل الاحتياج اليومي له إن كان يعيش في منطقة مشمسة، بتعريض أكبر مساحة من جسمه للشمس بضع مرات أسبوعيا، أما تعريض الوجه والكفين فقط، قد لا يتسبب بحصول الجسم على الكميات الكافية.
ويشير خبراء الصحة إلى أن تعريض الجسم للشمس مدة تتراوح بين 10 دقائق و30 دقيقة دون وضع واقي شمس، ثم وضعه بعد انقضاء تلك المدة، (في حال رغب الشخص بالبقاء في الشمس)، وبفضل قدرة الجسم على تخزين فيتامين “د” فإن مرات معدودة من التعرض لأشعة الشمس أسبوعيا كافية للحفاظ على مستويات ثابتة منه في الدم.