الفرح في بيت الدين… فنانون يعيدون النبض إلى لبنان

لجنة مهرجانات بيت الدين الدولية تطلق برنامج صيف 2025 بمشاركة نخبة من كبار الفنانين اللبنانيين والعالميين.
الجمعة 2025/05/16
دعوة إلى الانتماء

وسط الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان، يعود مهرجان بيت الدين ليشكّل مساحة للضوء والفرح يقترحها فنانون من العالم العربي والعالم يجتمعون في صيف 2025 ليغنوا للحب، الأمل، والذاكرة.

بيروت - أطلقت لجنة مهرجانات بيت الدين الدولية برنامج صيف 2025، بمشاركة نخبة من كبار الفنانين اللبنانيين والعالميين، من أبرزهم الميتزو سوبرانو الأميركية دجي ناي بريدجيز، وثلاث مغنيات طرب من لبنان ومصر وسوريا، هنّ: جاهدة وهبي، وريهام عبدالحكيم، ولبانة القنطار، إضافة إلى عازف العود العراقي نصير شمة، والممثلة والمغنية كارول سماحة التي تشارك في مسرحية “كلو مسموح." وفي كلمتها خلال المؤتمر الصحفي، قالت الفنانة جاهدة وهبي “في زمن يضيق فيه الأفق، وتضج فيه الأرواح بالقلق والحنين لمواسم العز، كان لا بد من مساحة تتسع للنغم والأنس والحب."

وأضافت "من هنا، وُلدت فكرة ‘ديوانية حب’، حملتها في قلبي لسنوات… ثلاثية الأنغام هذه هي رؤية فنية عدتُ وصغتها بعناية فائقة وخاصة لمهرجانات بيت الدين، لتتطوّر الرؤية لاحقا مع العزيز كريم مسعود إلى ديوان ومجلس طربي، يعيد إلى صوتنا العربي وهجه، وإلى أغنيات الزمن الجميل دفئها، وإلى أصالتنا روحها.. لكن بروح جديدة وتصور مختلف." وتابعت "في حضن بيت الدين، هذا الصرح التاريخي الذي شهد أعراس الفن والذاكرة، سأدعو الصوتين الكبيرين: ريهام عبدالحكيم ولبانة القنطار، لنلتقي في مجلس فني لا يشبه إلا نفسه."

وأشادت وهبي بالفنانة ريهام عبدالحكيم، قائلة “صوت يحلّق في فضاءات الطرب، دافئ، متمكّن، مشبّع بروح مصر وكنوزها الغنائية، وحاضرة حاليا في كل مناسبة غنائية مهمة على مستوى العالم العربي.” وكانت للمخرج روي الخوري كلمة تحدث فيها عن العمل الذي سيقدّمه ضمن المهرجان، وهو عبارة عن مسرحية غنائية استعراضية بمشاركة كارول سماحة، تهدف إلى خلق طاقة إيجابية، وبعث الفرح والحب وسط الظروف الصعبة التي يمر بها اللبنانيون.

أما عن لبانة القنطار، التي تنتمي إلى عائلة تربطها صلة بالفنانة الكبيرة أسمهان، فقد وصفتها وهبي بأنها "امتداد لذاك الزمن الذي كانت فيه الأغنية مرآة الروح، والأنوثة.. النغمة والبيان." ثم أردفت "عني لن أكلمكم… تعرفون شغفي وحرصي على تقديم الأبهى، والأنقى، والأخصب دوما، وما يحاكي رسالة لبنان الجمال والمعرفة…."

الفنانة جاهدة وهبي: في زمن يضيق فيه الأفق، وتضج فيه الأرواح كان لا بد من مساحة تتسع للنغم والأنس والحب
الفنانة جاهدة وهبي: في زمن يضيق فيه الأفق، وتضج فيه الأرواح كان لا بد من مساحة تتسع للنغم والأنس والحب

وأضافت “أما الموسيقيون، فكوكبة من المبدعين، على رأسهم عازف التشيلو المصري الشهير أحمد طه، وعازف القانون البلجيكي – العراقي أسامة عبدالرسول، وساحر الناي والمزمار اللبناني علي مذبوح، ومجموعة من الموسيقيين اللبنانيين المرافقين، الذين سيبدعون كلٌّ على آلته.” وتابعت “أما الديكور، فهو امتداد بصري للنغم والقصيد، مستوحى من المجالس الأدبية القديمة ومن روح قصر بيت الدين، حيث الكلمة جوهر اللقاء، والغناء امتداد للبوح الإنساني الشفاف.”

وأكدت أن “ديوانية حب” ليست حفلة، بل “دعوة إلى الانتماء، إلى الفرح، إلى الضوء… حيث سيكون الجمهور جزءا حيّا من المشهد: يردد، يتفاعل، يغني، يهمس… ولن يكون متفرجا فقط، بل هو ‘العازف الأخير’ في الفرقة الموسيقية. هو الذي يكتمل به الإيقاع، وتتنفس عبره الذاكرة.” وأضافت “كل تنهيدة، كل همسة، كل دندنة تخرج من المقاعد، ستكون خيطا حيّا في نسيج هذه الليلة… واكتمالا لهارمونيا الآهات”، “ديوان فيه من عبق الشرق ما يكفي ليرمّم هشاشتنا، ومن حرارة المودة ما يكفي ليذكّرنا بأننا ما زلنا قادرين على أن نحلم، ونبتكر، ونصوغ صورة مختلفة لما نحب أن نكون عليه.”

وقالت “في ‘ديوانية حب’، أنتم لستم مدعوّين لسماع الحفل، بل للمشاركة في خلقه. هو ليس عرضا يُقدّم، بل جلسة تعاش… وأنتم شهودها، وأنتم صُنّاع دفئها.” وأشارت إلى أن البرنامج سيكون غنيا بمحطات متنوعة، من الموشحات والمقامات، إلى الأغاني التي طبعت ذاكرتنا، إلى مقتطفات مختارة من أرشيف الفنانات، تتخللها لحظات ارتجال حي، وسرد فيه من الحميمية والعفوية والدفء الكثير.

وقالت “وكأن سعيد عقل كان يرسم لنا ملامح هذه الأمسية، ويشير من بعيد إلى بيت الدين، في بيته الشعري الذي بدأت كلمتي بغنائه: هذا البيت الذي يجمع الجبل بالشمس، والذاكرة بالفن، والصوت بالهوية. بيت يحتضننا اليوم، وسيحتضننا في 10 يوليو وخلال المهرجان، لا كمكان، بل كحالة من الوفاء للجمال والثقافة والمعرفة.” وختمت “ديوانية حب هي وقفة مع الذاكرة، لا لنقيم فيها، بل لنستمد منها ما يعيننا على المضي قدما. لأن الفن، حين يكون صادقا، لا يكتفي بأن يُسمع… بل يشعل فينا الحياة.”

وفي الختام، تحدثت ماندي باسيل باسم مجموعةCMA CGM، مؤكدة أن دعم المجموعة لمهرجانات بيت الدين الدولية يعبّر عن التزامها الراسخ تجاه لبنان وثقافته، وحرصها على تعزيز الهوية الثقافية. وقالت باسيل “إن ارتباطنا العميق بالإبداع الفني، من مسرح ورقص وغناء وموسيقى، نابع من إيماننا بأنها مصادر حقيقية للإلهام والحوار بين الثقافات.”

ولفتت إلى أن المجموعة، من خلال شراكتها مع المعالم الوطنية والمتاحف، وانخراطها في مبادرات ثقافية عديدة، تسعى إلى الحفاظ على الإرث الثقافي اللبناني وتعزيزه ونشره. وختمت بالقول “هذه المشاركة تعكس ارتباطنا بجذورنا اللبنانية، وتسهم في تموضع لبنان كوجهة ثقافية بارزة على الساحة الدولية.”

18