البعثة الأممية في ليبيا تحذر من انفجار أمني محتمل في طرابلس

طرابلس – حذرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان نشرته الاثنين على حساباته بمنصات التواصل الاجتماعي، من انفجار أمني في طرابلس على خلفية تقارير متطابقة تحدثت عن تحركات عسكرية وتجمعات لحشود مسلحة في غرب البلاد، معربة عن بالغ قلقها وداعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس والتهدئة الفورية تجنبا لاي تصعيد قد يقوض جهود التسوية.
وتحمل هذه التحركات العسكرية والحشود المسلحة الأخيرة غرب ليبيا تداعياتٍ كبيرة، لا سيما في ظلّ المشهد السياسي الهشّ والانقسامات العميقة بين فرقاء الساحة الليبية.
وقالت إنها تُتابع عن كثب التقارير الواردة بشأن التحركات العسكرية وتصاعد حدّة التوترات في مدينة طرابلس والمنطقة الغربية بشكل عام، داعية جميع الأطراف إلى "ضرورة خفض التصعيد بشكل عاجل والامتناع عن أي أعمال استفزازية والعمل على تسوية الخلافات من خلال الحوار البنّاء".
كما أعربت البعثة عن "دعمها الكامل للجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي، بما في ذلك المبادرات التي يقودها الأعيان والقيادات الاجتماعية وتؤكد على المسؤولية الجوهرية التي تقع على عاتق جميع الأطراف في حماية المدنيين".
ويبدو القلق الأكثر إلحاحًا هو احتمال تجدد الاشتباكات المسلحة بين الفصائل المتنافسة على السيطرة على العاصمة والنفوذ في الغرب. وشهدت طرابلس جولات قتال عديدة في السنوات الأخيرة، وقد تكون هذه التحركات مقدمة لمواجهة أخرى.
وقد يكون هذا الحشد تكتيكا للترهيب أو وسيلة لفصيل معين لتأكيد هيمنته وانتزاع امكاسب سياسية.
وقد تقوم مجموعة ما بالتعبئة ردا على التهديدات أو النفوذ المتزايد لفصيل منافس في العاصمة أو المناطق المحيطة. وفي ظل الجمود السياسي المستمر وانعدام المؤسسات الأمنية الموحدة، قد ترى الجماعات المسلحة فرصة لتعزيز مصالحها من خلال القوة.
ومثل هذه التحركات العسكرية من شأنها أن تعرقل أي حوارات سياسية جارية أو جهود لإنشاء حكومة موحدة وإجراء انتخابات. كما أن وجود جماعات مسلحة تعمل خارج سيطرة الدولة من شأنه أن يقوض سلطة وشرعية مؤسسات الدولة بشكل أكبر.
وقد تتأثر هذه الحركات أو تدعمها جهات خارجية لها أجنداتها الخاصة في ليبيا، مما يزيد الوضع تعقيدا. وقد يشكل اندلاع القتال في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مثل طرابلس تهديدا كبيرا لسلامة ورفاهية المدنيين.
ويمكن أن تؤدي عمليات الانتشار العسكري والاشتباكات المحتملة إلى تعطيل الخدمات الأساسية والبنية الأساسية والحياة اليومية للسكان وقد يؤدي تجدد الصراع إلى مزيد من النزوح والإصابات وتفاقم الوضع الإنساني.
ولفهم مآلات الوضع لابد من معرفة هوية القوى المحركة وهل هي تابعة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة أم لقوى الشرق، أم لجماعات مسلحة مستقلة أخرى ودوفع هذه التحركات ورد فعل الجماعات المسلحة الأخرى والجهات الفاعلة السياسية وكيف تستجيب الفصائل الأخرى لهذه التطورات؟
وتُعدّ التحركات والحشود العسكرية في طرابلس وغرب ليبيا مؤشرا مُقلقا على احتمالية عدم الاستقرار والصراع وتُسلّط الضوء على الانقسامات العميقة داخل البلاد والاعتماد المستمر على القوة المسلحة لتحقيق الأهداف السياسية. ويتطلب الوضع مراقبة دقيقة وجهودا عاجلة لتهدئة التوترات ومنع المزيد من إراقة الدماء.