عملية ضعف الجسم تكون بوتيرة أبطأ لدى الأشخاص المدربين

ممارسة التمارين الرياضية الهوائية تحافظ على الاحتياطي الصحي للجسم.
الأحد 2025/05/11
الرياضة تضمن تماسك الجسم وقوته

يؤكد خبراء اللياقة البدنية وأطباء الشيخوخة أن مستوى اللياقة البدنية يختلف بين الفئات العمرية، فيمكن أن يكون أشخاص في الخمسينات قادرين على ممارسة تمارين رياضية أكثر تنوعا مقارنة بالعديد ممن هم في الثلاثينات. ويشيرون إلى أن عملية ضعف الجسم تكون بوتيرة أبطأ لدى الأشخاص المدربين مقارنة بغير المدربين، وينصحون بممارسة تمارين القوة والتمارين الهوائية.

واشنطن ـ يشير خبراء اللياقة البدنية إلى أن عملية شيخوخة الجسم تبدأ بعد سن 65 عاما لدى الأشخاص المدربين وغير المدربين، لكن لا يمكن اعتبار ذلك “حكما” نهائيا.

ووفقا للدكتور كيريل بروشايف، طبيب الشيخوخة، يستحيل “التنبؤ” بدقة بتراجع القوة والكتلة العضلية مع التقدم في السن. وإحصائيا، لا يمكن تحديد كيف سيتغير مستوى اللياقة البدنية لشخص ما في أعمار 30 و40 و50 عاما. لكن بعد عمر 65 عاما، تحدث عملية الشيخوخة الطبيعية لدى جميع الأفراد دون استثناء.

ويقول بروشايف: “يختلف مستوى اللياقة البدنية بين الفئات العمرية. فمثلا، نرى أشخاصا في الخمسينيات قادرين على ممارسة تمارين رياضية أكثر تنوعا مقارنة بالعديد ممن هم في الثلاثينيات.”

ويشير الطبيب إلى أن عملية ضعف الجسم تكون بوتيرة أبطأ لدى الأشخاص المدربين الذين يبلغون من العمر 65 عاما. ولإنشاء مثل هذا “الاحتياطي الصحي”، يوصي بتخصيص ما لا يقل عن 150 إلى 300 دقيقة أسبوعيا لممارسة التمارين الرياضية الهوائية.

ويقول: “ينصح بممارسة تمارين القوة مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا لمدة 30 دقيقة. كما أن تمارين التوازن والتمدد والتنفس واليوغا ضرورية أيضا.”

ووفقا له، من الأفضل ممارسة الرياضة يوميا. وسيكون معيار فعالية التدريب هو الوصول إلى حالة التعرق. وينصح باستشارة الطبيب لتحديد كثافة التمارين التي يتحملها الشخص.

وتحافظ تمارين القوة على الاحتياطي الصحي للجسم.

وتسمى التمارين الهوائية أحياناً بتمارين القلب، وهي تمارين تتطلّب ضخّ الدم المؤكسج من القلب لتوصيل الأكسجين إلى العضلات التي تمارس جهداً حركياً، لذا فإنَّها تحفز معدّل ضربات القلب، والتنفس طوال فترة التمرين، كما أنَّها توفر كميّةً كبيرةً من الأكسجين الذي يُستخدم لحرق الدهون والكربوهيدرات كوقودٍ للجسم.

ويمكن أن تتحول التمارين الهوائية إلى تمارين لاهوائية إذا تمَّت ممارستها على مستوى شدة عالٍ جداً، كما يمكن أن يكون هذا النوع من التمارين بسيطاً، وعمليّاً، وواقعيّاً، ويمكن استخدام بعض المعدّات الرياضية لممارسة هذه التمارين، ولكَّنها ليست ضروريةً دائماً.

ينصح بممارسة تمارين القوة مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا لمدة 30 دقيقة، كما أن تمارين التوازن والتمدد والتنفس ضرورية أيضا

وتوصي جمعية القلب الأميركية بممارسة 30 دقيقة أو أكثر من التمارين الهوائية خمسة أيام أو أكثر في الأسبوع، ويمكن تقسيم هذا الوقت، فعلى سبيل المثال يمكن المشي 10 دقائق ثلاث مرات على مدار اليوم، كما يُنصح بإضافة جلستين أو أكثر من التمارين اللاهوائية كلّ أسبوع والتي تركّز على المجموعات العضليّة الرئيسيّة. وينصح بالبدء بتمارين بسيطة خلال وقت قصير بالنسبة للأشخاص غير النشيطين لفترة طويلة، كالمشي خمس دقائق في الصباح وخمس دقائق في المساء، وزيادة بضع دقائق في اليوم التالي، للوصول إلى 30 دقيقة في اليوم.

ويمكن ممارسة مجموعةٍ من التمارين الهوائية في المنزل باستخدام معدّات قليلة، أو دون استخدامها، ويجب الإحماء مدّة 10 دقائق قبل البدء بأيّ تمرين، وارتداء حذاءٍ رياضيّ. ويمكن ممارسة القفز على الحبل، ويحتاج هذا التمرين إلى حبل القفز الذي يجب تعديله بالطول المناسب، ويجب ممارسة هذا التمرين مدّة تتراوح من 15 إلى 25 دقيقة، وتكراره من 3 إلى 5 مرات أسبوعياً.

أما تمرين دورة القوة الهوائية، فيحتاج إلى كرسيٍّ قويّ، وهو يزيد قوّة وصحّة القلب، والعضلات، ويجب التركيز على الشكل المناسب من كلّ تمرين لتجنّب الإصابة، والمحافظة على مستوى معتدلٍ من نبضات القلب؛ حيث يجب أن يكون الشخص قادراً على إجراء محادثةٍ قصيرةٍ خلال التمرين، وتتضمن هذه الدورة ممارسة تمارين القوة مدّة دقيقة واحدة، ثمَّ الركض بالمكان مدّة دقيقة واحدة، وتكرار هذه الدورة مرتين أو ثلاث مرات، ومن تمارين القوة: القرفصاء وتمرين الاندفاع وتمرين الضغط و تمرين النزول وتمرين انحناء الجذع والجري، والذي يُعدّ من أكثر التمارين فعاليّةً لتحسين صحّة القلب، وحرق الدهون والسعرات الحراريّة، وتحسين المزاج، ويمكن التبديل بين الركض 5 دقائق، والمشي دقيقة واحدة، كما يجب التمدّد قبل البدء بالركض لتفادي الإصابات. كما يجب الحرص على المشي مدة 150 دقيقة موزّعة خلال الأسبوع في حال كان المشي هو التمرين الرئيسي، ويمكن استخدام أداة تتبع الخطوات لتتبع الخطوات اليومية.

وبدورها، تعتبر تمارين القوة جزءًا مهمًا من برنامج اللياقة العام.

وقد يكون للجمع بين تمارين القوة والتمارين الهوائية العادية أثر كبير على صحة المتدرب فمعها يمكنه بناء قوته وتحسين تجانس عضلاته وتحسين جودة حياته وزيادة ثقته بنفسه. لكنه أيضًا قد يتعرض للإصابة إذا استخدم أساليب خاطئة في التمرين.

ويجب أن يسعى البالغون الذين يتمتعون بصحة جيدة إلى ممارسة تمارين القوة التي تحرك المجموعات العضلية الرئيسة مرتين على الأقل في الأسبوع. وإذا كانت لدى المتدرب مشكلات صحية، فليتحدث مع طبيبه قبل بدء ممارسة تمارين القوة.

تمارين القوة تكافح القلق والتوتر والاكتئاب، وذلك بسبب قدرة تلك التمارين على زيادة تحرير مادة الأندروفين من الدماغ المختصّة بتحسين الوضع النفسيّ

وينصح الخبراء بالتنفس بعمق عند رفع الوزن. ويعتقد معظم الأشخاص أنهم يتنفسون أثناء قيامهم بتمارين القوة، لكنهم قد يكتمون أنفاسهم. فمن المهم ممارسة الشهيق والزفير بالكامل بين كل حركة وأخرى. والفكرة هي تجنب الإجهاد عند حبس الأنفاس. فقد يساعد الزفير أيضًا خلال المرحلة الأعنف من التمرين، والشهيق في المرحلة الأقل عنفًا.

ويحتاج الكثير من الأشخاص لتقوية أجسادهم بالكامل، وجعلها قادرة على تحمّل الأعباء اليومية كحمل مواد وأدوات ثقيلة، فيلجؤون لتمارين القوة التي تختص بكامل عضلات الجسم والهيكل العظمي ومنطقة الحوض، ويُفضّل دائماً أن تكون تلك التمارين تحت إشراف شخص مُختص رياضيّاً للتقليل من الإصابات الناتجة عنها. وتمارين القوة تُعتبر مفيدة لصحة الجسم، فهي تقلل من احتمالية الإصابة بأمراض القلب وضغط الدم والسكري والسرطان، كما أنّها تُحافظ على الوزن المثالي وتمنع تراكم الدهون في أجزاء الجسم المتنوعة، كالبطن والأرداف والخصر.

وتكافح تمارين القوة القلق والتوتر والاكتئاب، وذلك بسبب قدرة تلك التمارين على زيادة تحرير مادة الأندروفين من الدماغ المختصّة بتحسين الوضع النفسيّ.

وتساعد على التخلّص من مشكلة الأرق، ومن مشكلة النوم المتقطّع، فتمارين القوة تمنع من توقف التنفس أثناء النوم وتجعله منتظماً مما يُساعد الشخص على النوم بعمق.

كما تزيد القدرة الاستيعابيّة وزيادة التركيز لدى الشخص الذي يُمارسها باستمرار، لذلك دائماً يُنصح الطلاب بممارسة تمارين القوة.

وقبل أداء تمارين القوة يجب شرب كميّات كبيرة من السوائل، وخاصة من الماء فيجب شرب ما يزيد عن لترين منه يوميّاً. كما ينبغي تحسن نوع الأطعمة المتناولة، فيجب اختيار الوجبات الصحيّة ذات العناصر المهمة كالبروتينات والفيتامينات والألياف والابتعاد عن الوجبات السريعة والدّسمة.

كما يجب البدء بالتمارين الخفيفة وبأعداد تكرار قليلة ومن ثم زيادتها في الأيام التالية، وذلك لمنع الإصابة بشد العضل والآلام المترتبة عليه.

ويعد تمرين رفع الأثقال مناسبا للرجال والنساء على حد سواء، ويتم برفع الأثقال ذات الأوزان المختلفة للأعلى لعدة دقائق، وهذا التمرين يُقوي عضلات الذراعين ويزيد من وزنها، كما أنّه يزيد من تحمل الجهاز التنفسي.

ومن أفضل التمارين الرياضيّة المقوية لجميع عضلات الجسم، تمرين الركض. ويبدأ بالهرولة ومن ثم زيادة السرعة، وتجب المداومة على التمرين ساعة يومياً للحصول على النتيجة المرغوبة. أما تمرين الضغط، فهو تمرين يحتاج إلى جهد كبير في بداية الأمر، ولكن هذا الجهد يقل بعد كثرة الممارسة، ويتم التمرين بالاستلقاء على البطن، ومن ثم تثبيت اليدين على الأرض، والبدء برفع الجسم كاملاً مع بقاء أصابع القدم ثابتة على الأرض.

14