مكتبة الإسكندرية تطلق موقعا إلكترونيا لتعليم الهيروغليفية

الإسكندرية (مصر) ـ أطلق مركز دراسات الخطوط بمكتبة الإسكندرية موقعا إلكترونيا جديدا لتعليم اللغة الهيروغليفية، في خطوة تهدف إلى إحياء المعرفة باللغة المصرية القديمة، ونشرها بطريقة مبسطة وتفاعلية، تناسب الجمهور العربي والدولي.
جاء الإعلان عن المنصة الجديدة التي تحمل اسم “الهيروغليفية خطوة بخطوة” كجزء من جهود مكتبة الإسكندرية، لتعزيز الثقافة التاريخية، وربط المهتمين بتاريخ مصر القديم بلغة أجدادهم.
وتم تطوير الموقع ليكون أول منصة إلكترونية مزدوجة اللغة (عربية – إنجليزية) تقدم محتوى علميا دقيقا حول اللغة الهيروغليفية، مستهدفا طلبة الجامعات والهواة والمهتمين بهذا المجال.
ويحتوي الموقع على قاموس شامل للعلامات والكلمات الهيروغليفية، يتم تحديثه وتوسيعه بشكل دوري.
وحتى الآن، يتضمن القاموس أكثر من 6000 كلمة، ويتم العمل على زيادة هذا الرقم باستمرار ضمن خطة طويلة الأجل، تهدف إلى بناء مرجع رقمي موثوق للغة المصرية القديمة، وهو ما يمثل إضافة نوعية في ظل ندرة المصادر العربية في هذا المجال.
وشمل المحتوى أيضا سلسلة دروس تعليمية مصممة بأسلوب تدريجي ومناسب للمبتدئين، تناولت قواعد اللغة المصرية القديمة، مثل استخدام العلامات الأحادية والثنائية والثلاثية، واتجاهات الكتابة، والمخصصات، والمتممات الصوتية. كما تضمنت شروحات وافية عن كيفية كتابة الكلمات المختلفة بأكثر من طريقة، في إشارة إلى مرونة اللغة الهيروغليفية.
وامتد المحتوى التعليمي ليشمل موضوعات حياتية وثقافية من واقع الحضارة المصرية القديمة، مثل استخدام الأعداد، والضمائر، والصفات، وصيغ القرابين، والألقاب الملكية والدينية. كما أضيفت اختبارات تفاعلية على مستويين، تتيح للمتعلم تقييم فهمه وتطبيق ما تعلّمه بشكل عملي.
وأوضح القائمون على المشروع أن المصري القديم كان يكتب من اليمين إلى اليسار، أو العكس، أو من الأعلى إلى الأسفل، وفقا لانسجام النصوص مع المشاهد الفنية المحيطة بها، وهو ما يعطي بعدا جماليا للكتابة لا نجده في معظم لغات العالم.
وتناول الموقع أيضا الرموز العددية، مشيرا إلى أن المصريين أعطوا الأرقام من 1 إلى 9 قيمة صوتية، لكن بعض الأعداد المركبة لم يُعرف بعد كيف كانت تنطق بدقة، مثل الرقم 33، وهو ما يسلط الضوء على جوانب لم تكتشف بالكامل بعد في اللغة المصرية القديمة.
أما في باب الضمائر، فقد قدّم الموقع توضيحات شاملة حول ضمائر المتكلم والمخاطب والغائب، سواء بصيغ المذكّر أو المؤنث أو الجمع، مع شرح لطريقة نطقها وكتابتها بالرموز الهيروغليفية.