تراجع كثافة العظام يزيد احتمالات التعرض للسقوط

تساعد التمارين الرياضية على الحفاظ على قوة العضلات والعظام، لاسيما تمارين تقوية العضلات؛ فهي تعمل على تعزيز إعادة تشكيل العظام وزيادة كثافة العظام. كما يساعد اتباع نظام غذائي متوازن على تغطية احتياجات الجسم من الكالسيوم وفيتامين "د". ويتمتع هذان العنصران بأهمية كبيرة لعملية التمثيل الغذائي للعظام.
برلين - تتراجع كثافة العظام مع التقدم في السن، ما يرفع خطر التعرض للسقوط، ومن ثم الإصابة بكسور خطيرة قد تتسبب في قيود حركية.
وأوضح موقع “أبونيت.دي” أنه بدءا من سن الأربعين تنخفض كتلة العظام ببطء، وهو ما يمكن مواجهته من خلال اتباع نظام غذائي متوازن لتغطية احتياجات الجسم من الكالسيوم (1000 مليغرام يوميا) وفيتامين “د” (600 وحدة دولية يوميا). ويتمتع هذان العنصران بأهمية كبيرة لعملية التمثيل الغذائي للعظام.
كما تساعد التمارين الرياضية على الحفاظ على قوة العضلات والعظام، لاسيما تمارين تقوية العضلات؛ فهي تعمل على تعزيز إعادة تشكيل العظام وزيادة كثافتها.
وأضاف الموقع، الذي يعد البوابة الرسمية للصيادلة الألمان، أنه بدءا من سن الخمسين ينبغي للنساء زيادة تناول الكالسيوم إلى 1200 مليغرام يوميا. وإذا كانت الأعراض شديدة، فيمكن اللجوء إلى العلاج بالهرمونات البديلة، والذي يمنع أيضا هشاشة العظام.
وبدءا من سن السبعين ينبغي للرجال والنساء على حد السواء تناول 1200 مليغرام من الكالسيوم و800 وحدة دولية من فيتامين “د” يوميا، إلى جانب المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية، التي تعمل على تحسين التوازن وتقوية العضلات.
الرياضة تساعد على الحفاظ على قوة العضلات والعظام، لاسيما تمارين تقوية العضلات؛ فهي تعمل على إعادة تشكيل العظام
وتندرج هشاشة العظام ضمن الأمراض التي تهاجم كبار السن بصفة خاصة، وذلك بسبب ضعف العظام مع التقدم في العمر، ويمكن مواجهة هشاشة العظام من خلال التغذية الصحية والمواظبة على ممارسة الرياضة.
وأوضح البروفيسور الألماني أوفه ماوس رئيس قسم العظام لدى الجمعية الألمانية لجراحة العظام والحوادث أن هشاشة العظام مرض تتدهور فيه كثافة العظام وبنيتها بشدة، حيث تقل قدرتها على تخزين المعادن التي تمنحها الصلابة، ما يزيد احتمالات الإصابة بالكسور، ولاسيما في الساعد والرسغ والورك، عند التعرض للسقوط.
وأضاف ماوس أن هشاشة العظام تعد من المتاعب الصحية الشائعة لدى كبار السن، حيث تضعف بنية العظام مع التقدم في العمر.
وأشار ماوس إلى أنه يمكن الاستدلال على الإصابة بهشاشة العظام من خلال ملاحظة بعض العلامات، مثل كثرة التعرض للسقوط وفقدان بعض السنتيمترات من طول القامة (الشخص يصبح أقصر)، بالإضافة إلى انحناء الظهر بشكل متزايد.
وهشاشة العظام هي عامل يسهم في خطر كسر العظام، والذي يجمع بين انخفاض وتراجع كثافة العظام، والمواد الداخلة في بنية العظام الداخلية. وتصيب هشاشة العظام النساء على نحو أكثر بعد انقطاع الطمث، ولكن يمكن أن تصيب أيضًا الرجال الأكبر سنًّا.
وأكد الخبراء الصحيون أن الأفراد الذين يواجهون عوامل خطر تحديدًا يجب متابعتهم في وقت مبكّر منذ بداية الخمسين من العمر.
هشاشة العظام تندرج ضمن الأمراض التي تهاجم كبار السن بصفة خاصة، وذلك بسبب ضعف العظام مع التقدم في العمر
إما الإجراءات لمنع هشاشة العظام فيمكن تنفيذها باكرًا؛ وذلك بالنظام الغذائي الغني بالكالسيوم وفيتامين “د” وممارسة الرياضة بانتظام ومراقبة كثافة العظام.
وتبدأ الوقاية من هشاشة العظام من مرحلة المراهقة، حيث يراكم الأشخاص في هذه المرحلة كتلتهم العظمية بفضل الأنظمة الغذائية الغنية بالكالسيوم وفيتامين “د” وممارسة الرياضة.
وفي المراحل التالية ستحافظ ممارسة النشاط الرياضي بشكل منتظم على العظام بصحة جيدة، وخصوصًا الأنشطة التي تتضمن الركض والقفز، ولعب التنس، وممارسة رياضة التسلق الخفيف، والمشي في الطبيعة، أو حتى الرقص. وهذه التغييرات المفاجئة في الضغط على العظام، هي التي تحفّز عملية دوران العظام وتسمح لها بزيادة مقاومتها للصدمات.
وبعد سنّ الخمسين يعتمد منع الإصابة بهشاشة العظام على المبادئ ذاتها وعلى المراقبة الطبية المنتظمة، أو حتى وصفات الأدوية التي تحافظ على صلابة العظام.
ويقصد بكسور العظام تحطم العظم جزئياً أو كلياً، والذي قد يُكسر تلقائياً (بسبب الإصابة بأمراض مثل هشاشة العظام والحالات المزمنة الناجمة عنها) أو من جراء التعرض للسقوط أو الرضوح (بسبب حوادث المرور على الطرقات والرياضة بمختلف أنواعها). وتشكل الكسور مصدر قلق عالمي في مجال الصحة العامة وتسبب ارتفاعاً كبيراً في معدلات عدد حالات المرض والوفيات وتكاليف الرعاية الصحية.
وبسبب نمو السكان وارتفاع معدلات الشيخوخة في جميع أنحاء العالم بدأ عدد المعرضين للإصابة بالكسور سنويا يزداد. ولا توجد حالياً تقديرات عالمية بشأن الكسور الناجمة عن هشاشة العظام، وتشمل البيانات المتاحة جميع أنواع الكسور. ووفقاً لبيانات مستمدة من دراسة العبء العالمي للأمراض، فإن الأعداد المطلقة لحالات التعرض للكسور ومعدلات انتشارها وسنوات العمر المصححة باحتساب مدد العجز الناجمة عنها قد زادت بشكل كبير من عام 1990 إلى عام 2019، بحيث ارتفعت معدلات التعرض للكسور بحسب العمر إلى أقصاها بين الأشخاص من الفئات العمرية الأكبر سناً، وهي كسور يُعزى معظمها إلى هشاشة العظام. وقد ارتفعت تكاليف الرعاية الصحية في العالم بسبب هذه الزيادات الكبيرة في معدلات التعرض للكسور.
اتباع نظام غذائي متوازن ومغذ قد يساعد في منع حدوث المزيد من أضرار المفاصل
ومن المتوقع أن ترتفع التكاليف المتكبدة سنوياً عن علاج الكسور الناجمة عن هشاشة العظام بنسبة 27 في المئة بحلول عام 2030 في كبرى البلدان الخمسة في الاتحاد الأوروبي إضافة إلى السويد. كما يُبلّغ في أجزاء أخرى من العالم عن الاتجاه نفسه. وعلى هذا الأساس تصبح الوقاية من الكسور الناجمة عن هشاشة العظام من خلال تقييم عوامل خطر التعرض لها في وقت مبكر وعلاج مشكلة هشاشة العظام من الأمور شديدة الأهمية لتمكين البالغين من التمتع بقدر جيد من الصحة والعافية، وخصوصاً منهم كبار السن.
وتتمثل مواضع الجسم الأكثر شيوعاً للتعرض للكسور الناجمة عن هشاشة العظام في:
- العمود الفقري
- عظم الورك
- عظم الساعد القاصي (المعصم)
- عظم العضد الداني (أعلى الذراع)
وتشمل مواضع الجسم الأخرى المعرضة للكسور الناجمة عن هشاشة العظام عظم الحوض والأضلاع وقصبة الساق الدانية، علماً بأن الكسور التي تصيب الورك والفقرات (العمود الفقري) هي من أخطر أنواع الكسور الناجمة عن هشاشة العظام.
وقد يساعد اتباع نظام غذائي متوازن ومغذ في منع حدوث المزيد من أضرار المفاصل. علاوة على ذلك لا يمكن لأطعمة معينة أو مكملات غذائية علاج هشاشة العظام أو التهاب المفاصل، لكن يمكن لبعض الأنظمة الغذائية أن تحسن الأعراض وتحافظ على وظيفة المفصل.
وتتمتع بعض الأطعمة بقدرات مضادة للالتهابات يمكن أن تساعد في تقليل الأعراض بينما قد تؤدي بعض الأطعمة الأخرى إلى تضخيم المشكله وزيادة الأعراض سوءا.
ويمكن أن يساعد النظام الغذائي الصحيح في الحد من أعراض هشاشة العظام؛ ذلك أن النظام الغذائي المتوازن يمنح الجسم العناصر التي يحتاجها لمنع المزيد من أضرار المفاصل، وهو أمر ضروري للأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام وتآكل المفاصل والغضاريف.
ومن المعروف أن بعض الأطعمة تقلل الالتهاب في الجسم، واتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المضادة للالتهابات يمكن أن يحسن الأعراض، حيث يساعد تناول ما يكفي من مضادات الأكسدة، بما في ذلك الفيتامينات “أ” و” سي” و”أي”، في الحد من تضرر المفاصل.