دراسة تربط وفاة الآلاف من الأشخاص في بريطانيا بالأغذية المعالجة

لندن - خلصت دراسة إلى أن الآلاف من حالات الوفاة السنوية التي يتم تسجيلها في المملكة المتحدة ربما تكون مرتبطة بتناول الأغذية فائقة المعالجة.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (ايه بي ميديا) أن الخبراء الذين أجروا البحث قالوا إنهم يعتقدون بوجود علاقة بين تناول الأطعمة فائقة المعالجة وزيادة خطورة الوفاة المبكرة.
ويشار إلى أنه تم التوصل إلى وجود علاقة بين الأغذية فائقة المعالجة، وتشمل الآيس كريم واللحوم المصنعة والمشروبات الغازية، وضعف الصحة، بما في ذلك زيادة خطورة الإصابة بالبدانة وأمراض القلب والسرطان والوفاة المبكرة.
وغالبا ما تحتوي هذه الأنواع من الأطعمة على مستويات مرتفعة من الدهون المشبعة والأملاح والسكر والمواد المضافة، التي يقول الخبراء إنها تترك مجالا أقل للأطعمة الأكثر فائدة غذائيا في النظام الغذائي للأشخاص.
هناك علاقة بين الأغذية فائقة المعالجة، وتشمل الآيس كريم واللحوم المصنعة، وضعف الصحة، بما في ذلك الإصابة بالبدانة
وأوصى الخبراء في الدراسة الجديدة، التي تم نشرها في الدورية الأميركية للطب الوقائي، الحكومات بإصدار توصيات غذائية بهدف خفض استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة.
وفحص الخبراء بيانات ثماني دول حول العالم، وخلصوا إلى أن الأطعمة فائقة المعالجة بلغت نسبتها 53 في المئة من استهلاك الطاقة في المملكة المتحدة، وهي ثاني أعلى نسبة بعد الولايات المتحدة التي سجلت 55 في المئة.
وظلت الأغذية فائقة المعالجة تُعامل سنوات على أنها مجرد أطعمة تحتوي على نسبة عالية من السكر والملح والدهون، حتى عدها الخبراء أطعمة غير صحية في عام 2009، وربط بحث نُشر عام 2019 “بينها وبين الموت المبكر وسوء الصحة.”
والأغذية فائقة المعالجة هي الأطعمة والمشروبات التي تتعرّض لتغييرات كبيرة باستخدام طرق ومواد كيميائية، وعبر إضافة مكونات لا تستخدم في طرق الطبخ التقليدية عادةً.
ومع ذلك، هيمنت الأغذية فائقة المعالجة على رفوف المتاجر في العالم، حتى شكلت في الولايات المتحدة 60 في المئة مما يأكله البالغون و70 في المئة مما يأكله الأطفال، وذلك حتى عام 2018. وأصبحت قرابة 42 في المئة من غذاء الأستراليين، و50 في المئة من غذاء الكنديين، و أكثر من نصف السعرات الحرارية التي يستهلكها الناس في المملكة المتحدة.
وبعد مراجعة 43 دراسة توصل العلماء في عام 2020 إلى أدلة تثبت أن هذه الأغذية تضر بصحة الإنسان من خلال رفع معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكري والسمنة والاكتئاب.
كما أظهرت مراجعة شاملة -نُشرت آخر عام 2022- أنها قد تهدد صحة الكوكب عبر التلوث البلاستيكي والإفراط في استخدام الطاقة والأراضي، وفقدان التنوع البيولوجي. وهو ما اضطر بعض البلدان، مثل البرازيل وبلجيكا وأوروغواي، إلى إصدار إرشادات غذائية تحث الأشخاص صراحة على عدم تناول الأغذية فائقة المعالجة.