مقتل العشرات في قصف أميركي على مركز للمهاجرين الأفارقة باليمن

الجيش الأميركي يرفض الكشف عن تفاصيل محددة بشأن ضرباته العسكرية على اليمن لكنه يؤكد أن الضربات لها "آثار مميتة" على الحوثيين.
الاثنين 2025/04/28
إيواء تحول إلى كفن

صنعاء/واشنطن - ارتفعت حصيلة القتلى جراء قصف نُسب للولايات المتحدة على مركز إيواء للاجئين الأفارقة في صعدة معقل الحوثيين في شمال اليمن، إلى 68 شخصا، على ما أفاد إعلام الحوثيين الإثنين نقلا عن جهات الإغاثة.

وأوردت قناة المسيرة التابعة للمتمردين عن الدفاع المدني "وفاة 68 وإصابة 47 مهاجرا إفريقيا جراء استهداف العدوان الأميركي مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين في مدينة صعدة". وكانت حصيلة سابقة تشير إلى مقتل 35 شخصا.

وتشن واشنطن حملة قصف شبه يومية تستهدف المتمردين المدعومين من إيران.

ووقعت الغارة في محافظة صعدة اليمنية، معقل الحوثيين. وأظهرت لقطات مصورة بثها إعلام تابع لجماعة الحوثي ما بدا أنه جثث قتلى وجرحى جراء انفجار في المكان. ولم يتضح على الفور عدد الضحايا.

وتعد الضربة الجوية في محافظة صعدة اليمنية، معقل الحوثيين، أحدث حادث في الحرب المستمرة منذ عقد من الزمان في البلاد والتي قتل فيها مهاجرون أفارقة من إثيوبيا ودول أخرى يخاطرون بعبور البلاد من أجل فرصة العمل في المملكة العربية السعودية المجاورة.

ومن المرجح أيضا أن يجدد هذا الأمر تساؤلات الناشطين حول الحملة الأميركية المعروفة باسم "عملية الفارس الخشن"، والتي تستهدف المتمردين في الوقت الذي تتفاوض فيه إدارة ترامب مع راعيهم الرئيسي، إيران، بشأن البرنامج النووي الإيراني المتقدم بسرعة.

وسعت القيادة المركزية للجيش الأميركي، في بيان صدر في وقت مبكر من اليوم الاثنين قبل انتشار خبر الغارة، إلى الدفاع عن سياستها المتمثلة في عدم تقديم تفاصيل محددة عن حملة الغارات الجوية المكثفة.

وقال الجيش الأميركي إنه لن يكشف عن تفاصيل محددة بشأن ضرباته العسكرية على اليمن، مشيرا إلى ما وصفه بأنه الحاجة إلى "الحفاظ على أمن العمليات".

وأضاف أن الضربات لها "آثار مميتة" على الحوثيين في اليمن.

وأمر الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بتكثيف الضربات الأميركية على اليمن الشهر الماضي، وقالت إدارته إنها ستواصل مهاجمة الحوثيين المدعومين من إيران حتى يتوقفوا عن مهاجمة سفن الشحن في البحر الأحمر.

وأسفرت الضربات الأميركية في الآونة الأخيرة عن مقتل العشرات، بما في ذلك 74 شخصا في ميناء نفطي في منتصف أبريل ، في ما كان أعنف ضربة في اليمن في عهد ترامب حتى الآن، وفقا لوزارة الصحة التي يديرها الحوثيون.

وعبر مدافعون عن حقوق الإنسان عن مخاوفهم بشأن مقتل المدنيين، ووجه ثلاثة أعضاء ديمقراطيين في مجلس الشيوخ، من بينهم السناتور كريس فان هولين، رسالة إلى وزير الدفاع بيت هيغسيث الخميس يطالبون فيها بمحاسبة المسؤولين عن الخسائر في أرواح المدنيين. كما تعرض هيغسيث لانتقادات لاذعة لاستخدامه تطبيق المراسلة سيجنال لمناقشة خطط الهجوم على اليمن.

وذكرت القيادة المركزية الأميركية في بيان "للحفاظ على أمن العمليات، عمدنا إلى الحد من الإفصاح عن تفاصيل عملياتنا الجارية أو المستقبلية... لن نكشف تفاصيل محددة عما فعلناه أو ما سنفعله".

وقال الجيش إنه ضرب أكثر من 800 هدف منذ منتصف مارس، مشيرا إلى أن ذلك أسفر عن مقتل مئات المقاتلين الحوثيين وعدد كبير من قادة الحوثيين فضلا عن تدمير منشآت الجماعة المسلحة.

وذكر بيان الجيش أن الضربات "دمرت عدة منشآت للقيادة والتحكم وأنظمة دفاع جوي ومنشآت تصنيع أسلحة ومواقع تخزين أسلحة متطورة".

وتقول واشنطن إن الضربات تهدف إلى تدمير القدرات العسكرية والاقتصادية للحوثيين مع تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين.

وأعلنت الخميس أن الانفجار الذي وقع في 20 أبريل قرب موقع مُدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في العاصمة اليمنية صنعاء نجم عن صاروخ حوثي، وليس غارة جوية أميركية. وأكد الحوثيون مقتل 12 شخصا في تلك الواقعة، رافضين النفي الأميركي.

سيطر الحوثيون على مساحات واسعة من اليمن خلال العقد الماضي.

ومنذ نوفمبر 2023، يشن الحوثيون هجمات على السفن في البحر الأحمر، ويقولون إنهم يستهدفون سفنا على صلة بإسرائيل.

ويقولون إنهم يتضامنون مع الفلسطينيين في غزة، حيث أودت الحرب الإسرائيلية بحياة أكثر من 51 ألف شخص، وفقا للسلطات الصحية في غزة، فضلا عن تدمير القطاع الساحلي.

واندلعت أحدث موجة إراقة دماء في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعد هجوم شنه مسلحو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في أكتوبر تشرين الأول 2023 أسفر عن مقتل 1200 شخص وأسر نحو 250 رهينة، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.