الجهاز المناعي لكبار السن يستجيب جيدا لأدوية السرطان رغم ضعفه

كبار السن المصابين يستجيبون جيدا لأدويته الجديدة القوية رغم التغيرات المرتبطة بالعمر التي تجعل جهازهم المناعي أقل فاعلية.
الخميس 2025/04/24
بوادر إيجابية

ماريلاند (الولايات المتحدة) - أظهرت دراسة حديثة أن كبار السن المصابين بالسرطان يستجيبون جيدا لأدويته الجديدة القوية على الرغم من التغيرات المرتبطة بالعمر التي تجعل جهازهم المناعي أقل فاعلية.

وقال كبير معدّي الدراسة الدكتور دانيال زابرانسكي من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز في بيان إنه من خلال تحديد الاختلافات في استجابة الجهاز المناعي للأدوية المعروفة باسم مثبطات “نقاط التفتيش” أو الحواجز المناعية لدى المرضى الأصغر سنا مقارنة مع المرضى الأكبر، يأمل فريق البحث في تحسين الجيل التالي من الأودية واستخدام العقاقير الحالية بشكل أكثر فاعلية لدى جميع المرضى.

وحلل فريق الباحثين مؤشرات الجهاز المناعي في عينات دم ما يقرب من 100 مريض بالسرطان عولجوا بمثبطات الحواجز المناعية، وكان نصفهم تقريبا في سن الـ65 على الأقل.

وتمنع أدوية العلاج المناعي المستخدمة على نطاق واسع تأثير البروتينات التي تعمل “نقاط تفتيش” أو حاجزا أمام استجابة الجهاز المناعي. وعمليا تطلق الأدوية مكابح للجهاز المناعي، ما يسمح للخلايا التائية بالتعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها بشكل أكثر فاعلية.

◙ الأدوية تطلق مكابح للجهاز المناعي، ما يسمح للخلايا التائية بالتعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها بشكل أكثر فاعلية

ومن بين الأدوية “كايترودا” الذي تنتجه شركة ميرك اند كو، وأيضا “أوبديفو” من شركة بريستول مايرز سكويب، و”تيسينتريك” من شركة روش. وأظهرت الدراسة التي نُشرت الاثنين في مجلة “نيتشر كوميونيكيشنز” أن المرضى الصغار والكبار على حد السواء استفادوا من العلاج استفادة جيدة.

وتحقق هذا لدى المرضى الأكبر سنا على الرغم من انخفاض الإنتاج والنشاط الطبيعي للمركبات البروتينية الالتهابية المعروفة باسم السيتوكينات أو ضعفها. وكانت لدى المرضى الأكبر سنا أيضا خلايا مناعية أقل، بل بالية، تُعرف باسم الخلايا التائية الساذجة.

ويشير الباحثون إلى أن “استنفاد الخلايا التائية” الذي رأوه لدى المرضى الأكبر سنا هو بالفعل هدف لأدوية السرطان التجريبية في طور البحث.

وقالوا إن هذه العقاقير المسماة بالعقاقير المثبطة للخلايا التائية الساذجة، التي تعمل على تطويرها شركات مثل روش وبريستول مايرز وأسترازينيكا، ربما تقدم فائدة محتملة أكبر لكبار السن. ويُسمى العلاج المناعي أيضًا بالمعالجة البيولوجية، وهو أحد الأساليب العلاجية التي تستخدم جهاز المناعة في الجسم للقضاء على السرطان، ويرتكز العلاج أساسًا على تحفيز جهاز المناعة وبالتالي تمكينه من إنجاز وظائفه بشكلٍ أكثر فاعليّة. ويعتبر العلاج المناعي نمطًا جديدًا نسبيًّا لمكافحة أنواع السرطان، ولهذا لا تزال أنواع عديدة من هذا العِلاج قيد التجارب السريرية.

ولفهم الدور الذي تلعبه الأدوية البيولوجية في علاج السرطان من المفيد الاطلاع على كيفية عمل جهاز المناعة الطبيعي. ويُعرف جهاز المناعة بأنه شبكة معقدة من خلايا وأعضاء الجسم التي تعمل مع بعضها البعض للدفاع عن الجسم ضد المواد الغريبة التي تُعرف بالمستضدّات كالجراثيم والفايروسات والخلايا السرطانية. فعندما يميز الجسم وجود مثل تلك المواد الغريبة تباشر عدة أنواع من الخلايا عملا مُعيّنا يُسمّى الاستجابة المناعية.

15