إطلاق ألبومين موسيقيين ضمن بينالي الشارقة الـ16

الشارقة - أطلقت مؤسسة الشارقة للفنون، ضمن فعاليات الدورة السادسة عشرة من البينالي، الألبومين الموسيقيين «فقط أصوات ترتعش في أجسادنا» و«بئر الأجداد: نبضٌ للتضاريس». وقد صدرا على أسطوانات الفينيل، ويضمان سلسلة من المشاريع الصوتية التي أُنتجت خصيصاً للبينالي، إلى جانب تسجيلات لعروض حيّة وجلسات أستوديو قدّمها مجموعة واسعة من الفنانين.
ويتخذ ألبوم “فقط أصوات ترتعش في أجسادنا”، الذي قيّمته أمل خلف، وهي إحدى قيّمات البينالي الـ16، أشكالًا متقاطعة ومترابطة؛ إذ يجمع بين كونه مشروعًا رقميًا، وتركيبًا فنيًا، وسلسلة من العروض العامة. وينطلق من أرشيف رقمي يضم تسجيلات لأشخاص مجهولين معظمهم من فلسطين، والعراق، وسوريا وهم يغنون، ويعزفون، ويرقصون في لحظات حميمية داخل فضاءات خاصة وعامة وجدوها ملاذًا لهم.
وشكّلت هذه اللحظات الأساس لعروض جديدة طُوّرت في فلسطين، بالتعاون مع الموسيقيين الإلكترونيين وهم ماكي ماكوك، جلمود، هيكل، والراقصة ريما برانسي، بوصفها استجابات فنية لإيحاءات، أو موسيقى، أو نصوص مستخلصة من الأرشيف.
ويعد الألبوم جزءًا من مشروع أوسع يستكشف موقع وأهمية الصوت في شكل الأغنية أو الشعر الشفاهي، ودور الجسد في الرقص أو الإيحاء، مقاربًا هذه العروض بوصفها أفعالًا سياسية للتجسيد، ولحظات مشبعة بأشكال متعددة من العنف الاستعماري الموجّه ضد نسيج الحياة اليومية.
وتُنقش هذه اللحظات عبر الجسد، والحركة، والإيقاع، والصوت، وتُقدَّم كشهادات مادية على تدمير الحياة اليومية، سواء كان ذلك التدمير جاريًا أو قد وقع بالفعل.
ويكتسب المشروع أهميته من كونه وسيلة حيوية تعبّر بها هذه المجتمعات المتشظية عن مقاومتها لمحاولات المحو، وتأكيدها على حقها في المكان، والهوية، والانتماء، مجسّدة ذلك عبر أجسادها وأصواتها وطقوسها المتجددة في الحركة والغناء.
أمّا ألبوم “بئر الأجداد: نبضٌ للتضاريس”، الذي قيّمته ناتاشا جينوالا، إحدى قيّمات بينالي الشارقة الـ16، فيمثّل ملتقى يجمع سلسلة من المشاريع الصوتية المُنجزة بتكليف خاص، وتسجيلات للعروض الحية، وجلسات الأستوديو.
ويمزج الألبوم بين دراسات موسيقى الجاز والأصوات الإلكترونية، مستلهمًا من الآبار القديمة ذات السلالم في الهند، وآبار المياه في البيوت والساحات التاريخية في الشارقة، التي تُعدّ نقاط ارتكاز للذاكرة الموروثة وصناعة المكان والتلاقي بين الأجيال.
كما يسلّط الفنانون المشاركون الضوء، انطلاقًا من سواحل المحيط الهندي والذاكرة الثقافية الأفرو-آسيوية، على الجوهر الروحي للصدى، ويتبنون السرد غير التقليدي، ويخوضون مغامرات في التدرّجات الإيقاعية، ويطلقون مراثيَ في وجه موجات الإبادة.