أطباء تونسيون ينجحون لأول مرة في زرع قرنية بتقنية دقيقة

تونس - نجح أطباء تونسيون في زرع قرنية بتقنية دقيقة صنعت في تونس لأول مرة بمستشفى عمومي. وأجريت العملية بقسم العيون بالمستشفى الجامعي شارل نيكول بالعاصمة الأسبوع الجاري، وفق ما أفادت به وزارة الصحة.
وتعرف التقنية الجديدة والدقيقة التي استخدمت في العملية، بـ”رأب القرنية البطاني فائق الرقة”، وهي عملية طفيفة التدخل تستخدم لعلاج بعض أمراض القرنية، وتجرى لأول مرة في تونس.
واستخدم الأطباء في العملية جهاز “ميكرو كيراتوم” لتقطيع القرنية بدقة. وقالت وزارة الصحة إن ما يميز هذا الإنجاز أن التحضير والزرع تم بالكامل بكفاءات تونسية، ويعني ذلك تقليص الحاجة إلى استيراد قرنيات جاهزة من الخارج وتسريع وتيرة العلاج وتخفيف الانتظار للمرضى.
وتابعت الوزارة أن “هذا النجاح يعكس تطور جراحة العيون في القطاع العمومي.”
وتعد تونس إحدى الوجهات العلاجية المهمة في شمال أفريقيا كما تصدر الآلاف من الكوادر الطبية ممن يختارون العمل خاصة في دول الاتحاد الأوروبي ودول الخليج.
التقنية المستخدمة تعرف بـ"رأب القرنية البطاني فائق الرقة" وهي عملية طفيفة التدخل تستخدم لعلاج القرنية
ويشكو الأطباء المحليون في القطاع العام من تقادم البنية التحتية بفعل أزمة المالية العمومية والصعوبات الاقتصادية التي تواجهها تونس منذ سنوات.
وتحرص وزارة الصحة على الاهتمام بتطوير طب العيون في تونس. وقد أعلن وزير الصحة مصطفى الفرجاني عن جملة من الإجراءات العملية لتعزيز طب العيون في البلاد، وذلك خلال افتتاحه لأشغال المؤتمر الـ42 للجمعية التونسية لطب العيون المنعقد في 11 أبريل 2025.
ومن بين أبرز هذه الإجراءات، تسريع عمليات زراعة القرنية وتقليص آجال الانتظار وتجهيز أقسام طب العيون بمحاكيات جراحية حديثة تتيح تعلم تقنيات الجراحة قبل التطبيق على المرضى.
وإطلاق حافلة متنقّلة لفحص العيون وتقديم الرعاية الطبية في الجهات وتطوير حلول ذكية لتشخيص وعلاج أمراض العيون ومتابعة حالة المرضى بشكل دقيق وفعال.
وأكد وزير الصحة خلال اللقاء على أهمية الاطلاع على التقنيات العلاجية والجراحية الحديثة في مجال طب العيون، واستغلال الكفاءات التونسية لتعزيز الخدمات الصحية في جميع أنحاء البلاد خاصة في الجهات الداخلية التي تتطلب دعما أكبر.
كما نوّه الوزير بالدور الريادي الذي تقوم به الجمعية التونسية لطب العيون منذ إنشائها عام 1948 في دعم البرامج العلمية والمساهمة في تطوير برامج الصحة البصرية من خلال المؤتمرات الوطنية والدولية والمراجع العلمية.
ويواصل الأطباء التونسيون إنجازاتهم في مختلف بلدان العالم بفضل خبرتهم بالإضافة إلى ابتكاراتهم في العديد من التخصصات.
وقد تمكن الدكتور التونسي المختص في طب العيون هيكل كمون من تحقيق إنجاز طبي عالمي في مجال طب العيون رفقة فريقه وذلك بعد سبع سنوات من البحث والتدقيق أتت أكلها بالنجاح من خلال إنشاء أول حلقات داخل القرنية ذات تقدم مزدوج، وهي حلقات ذات تصميم تونسي.
ويتم هذا الإنجاز التونسي بالتعاون مع أول عيادة لطب العيون في العالم مخصصة للبحث والتطوير في هذا المجال “باراكير لطب العيون” وقسم البصريات وطب العيون في جامعة أليكانتي كما تم إنتاج الحلقات بالتعاون مع الشركة المصنعة الرائدة عالميا لحلقات “إيه جي أل” المخصصة لتصحيح الرؤية في حالات تشوه القرنية.
وقال الدكتور كمون في تدوينة له على صفحته الرسمية على فيسبوك، إن هذه الحلقات ذات التصميم التونسي تم اختبارها وقد أثبتت نجاعتها من خلال النتائج التي بينت قدرتها على علاج القرنية المخروطية وتم اعتماد الطريقة في أوروبا وفي بلدان أخرى من العالم.
ويثبت هذا الإنجاز الطبي تونسي كفاءة أطباء العيون التونسيين في المجال الذين ذاع صيتهم في أرجاء العالم لا فقط في هذا المجال بل في مجالات شتى. وقد أهدى الدكتور هيكل كمون هذا الإنجاز العظيم إلى الأستاذ في طب العيون الراحل محمد كمون وهو قامة علمية في المجال طب العيون الحديث في شمال أفريقيا.
الأطباء التونسيون يواصلون إنجازاتهم في مختلف بلدان العالم بفضل خبرتهم بالإضافة إلى ابتكاراتهم في العديد من التخصصات
وتعرف القرنية بأنها غشاء شفاف على شكل قبة، يغطّي الجزء الأمامي من العين، إذ يبلغ قطره حوالي 12 ملليمترًا، وتسمح للضوء بالمرور لإتمام عملية الرؤية. وتقع القرنية مباشرة أمام القزحية والبؤبؤ، فيبلغ سمك مركز القرنية أكثر بقليل من نصف ملليمتر. ولا تحتوي القرنية على أوعية دموية لكنها تحتوي على العديد من الأعصاب وهي حساسة جدا للألم أو اللمس.
والقرنية هي قطعة نسيج بارزة تتكون من خلايا متخصصة تشابه في عملها عدسة الكاميرا الزجاجية، إذ تساعد على تركيز الضوء المتجه نحو شبكية العين. وبفضل وجود الخلايا العصبية، فإنها تؤدي دورها في المحافظة على صحّة العين.
وعملية زرع القرنية هي إجراء جراحي لاستبدال جزء من القرنية بأنسجة قرنية من أحد المتبرعين. ويُطلق على هذه العملية أحيانا “رأب القرنية”. والقرنية هي السطح الشفاف للعين الذي يتخذ شكل قبة ويدخل الضوء من خلالها إلى العين، وتشكل جزءا كبيرا من قدرة العين على الرؤية بوضوح.
قد يؤدي زرع القرنية إلى:
• استعادة الرؤية
• تقليل الألم
• تحسين شكل القرنية التالفة أو المصابة
تُكلّل معظم عمليات زرع القرنية بالنجاح، ولكن يحمل زرع القرنية مضاعفات مثل رفض قرنية المتبرع وإن كان هذا احتمالا ضعيفا.
غالبًا ما يلجأ الأطباء إلى زراعة القرنية لإعادة القدرة على الإبصار إلى المريض المصاب بتلف في القرنية. يمكن أن تخفف زراعة القرنية أيضا الألم أو الأعراض الأخرى المرتبطة بأمراض القرنية.