ظاهرة "كل واهرب" تهدد المطاعم بالإفلاس

لندن - أصبحت ظاهرة “كُل واهرب” (Dine and Dash)، أي تناول الطعام واهرب دون دفع الحساب، تؤثر بشدة على المطاعم في المملكة المتحدة وجعلت بعضها يواجه خطر الإفلاس والإغلاق.
وتناولت تقارير بريطانية هذه الظاهرة الغريبة والمثيرة، بعد فيديو لعائلة بريطانية من أربعة أشخاص تناولوا الطعام في مطعم صيني في لندن ثم حاولوا الفرار وأوشكوا على دهس أحد العاملين الذي حاول منعهم.
وأبلغ المطعم الشرطة التي بدأت البحث عن العائلة والسيارة، وقال المطعم في تصريحات نقلتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، إنهم “يشعرون بالإحباط بسبب الحادث، خاصة أنهم يقدمون أفضل خدمة للزبائن وأفضل طعام، لكنهم يفرون دون أن يدفعوا.”
ولم تكن تلك الحادثة الأولى، فقد قضت محكمة بريطانية بسجن زوجين بريطانيين، لمدة عامين، تناولا الطعام مع أطفالهما الستة في عدة مطاعم دون دفع الفاتورة، بالإضافة إلى سرقة منتجات من السوبر ماركت.
وتتمثل ظاهرة “كُل واهرب” في الاحتيال من أجل عدم دفع قيمة الأطعمة والمشروبات التي تناولها الشخص في المطاعم أو حتى الذي يحصل عليه من محال السوبر ماركت، أياً كان شكل ونوع هذا الطعام أو المشروب وثمنه.
وتريد السلطات البريطانية وضع حد لهذه الظاهرة، التي انتشرت في مطاعم المملكة المتحدة بشكل كبير، وتسبب أزمة لأصحاب المطاعم وتهدد أعمالهم، فبحسب الإحصاءات فإن “ثلث المطاعم” في لندن ومناطق أخرى في بريطانيا تأثرت بالظاهرة، القديمة، التي عادت للانتشار على نحو كبير.
وتُظهر بيانات نشرتها هيئة الضيافة البريطانية أن ثلث مؤسسات الضيافة قد شهدت مؤخراً حوادث سرقة للطعام والشراب. ومن بين المتضررين، أفاد ما يقرب من 30 في المئة منهم بأن هذه الظاهرة في ازدياد على نحو خطير.
ويؤثر هذا النوع من السرقة على أصحاب المطاعم ومعنويات الموظفين، وأرباحهم، وتجربة تناول الطعام للزبائن الآخرين في المطعم. كما أن أحد المغردين اقترح حلاً للمشكلة بأن يدفع الزبائن حسابهم قبل طلب الطعام.
وتعد سرقة الطعام والشراب أو الهروب من دفع الفاتورة في المطعم سواء عن قصد أو دونه أو الاحتيال والخداع لعدم سداد مستحقات المطاعم جريمة وتستوجب الملاحقة القانونية، بموجب المادة 3 من قانون السرقة لعام 1978. وقد تصل عقوبةُ الاحتيال والسرقة في المطاعم والمحال إلى السجن لمدة تصل إلى عامين.
وأحد أبرز الأسباب لانتشارها الازدحام الشديد في العاصمة لندن، المعروفة بكثافتها السكانية العالية، التي من المرجع بلوغ عدد سكانها أكثر من عشرة ملايين نسمة عام 2025، ووجود سكان من ثقافات وبلدان مختلفة بالإضافة إلى استقبال الملايين من السياح سنوياً.
إلا أن تقارير بريطانية رصدت أسباباً أخرى وراء هذه الظاهرة بعضها يتعلق بالشخص نفسه والبعض الآخر يتعلق بالمطاعم، إذ أنّ هناك أسباباً عديدة تدفع البعض لمغادرة المطعم دون دفع الفاتورة، منها: الإثارة والتقليد ونقص المال.