كارتييه.. قصة تيجان الملوك ودبابيسهم

ارتدت قطع كارتييه الفاخرة شخصيات ملكية ونجوم هوليوود منذ القرن التاسع عشر. والآن، يتيح معرض جديد في متحف فيكتوريا وألبرت إلقاء نظرة عن قرب على مجوهرات العلامة التجارية البراقة والشهيرة.
لندن - يشكّل الشغف بمجوهرات كارتييه الجامع المشترك بين النجمة ريهانا والملكة الراحلة إليزابيث الثانية وماهاراجا باتيالا، كما يروي معرض في لندن مخصص لتاريخ وتأثير هذه الدار التي تأسست في القرن التاسع عشر.
ويُفتَتَح هذا المعرض الذي أُطلق عليه ببساطة عنوان “كارتييه” السبت في متحف فيكتوريا أند ألبرت المخصص للفنون الزخرفية في العاصمة البريطانية، ويستمر إلى 16 نوفمبر. وهذا أول معرض استعادي في لندن منذ 30 عاما مخصص للعلامة التجارية الفرنسية التي تأسست في عام 1847، وفق ما أوضحته أمينة المعرض هيلين مولسوورث لوكالة فرانس برس.
ويضم المعرض 350 قطعة، من تيجان ودبابيس وخواتم وساعات، وغير ذلك، مصدرها أهم المتاحف في العالم، والمجموعة الشخصية للدار، والإعارات من أفراد وجهات خاصة، في مقدّمتها الملك تشارلز الثالث وأمير موناكو ألبرت الثاني. ومن بين هذه القطع ما يُعرض للمرة الأولى. وبيعت كل تذاكر الدخول إلى المعرض خلال شهري أبريل ومايو.
ومن بين أبرز المعروضات دبوس وليامسن المرصع بالألماس الوردي من عيار 23 قيراطا، والذي صُنع بطلب من الملكة إليزابيث الثانية عام 1953. وتُعرض هذه القطعة للجمهور للمرة الأولى.
ومن أهم القطع أيضا تاج مزخرف صُمم في عام 1902 واعتمرته إليزابيث الثانية خلال مراسم تتويجها، وأيضا ذلك الذي ظهرت به المغنية ريهانا على غلاف مجلة “دبليو” في عام 2016. كذلك يُعرض دبوس على شكل وردة وضعته الأميرة مارغريت، شقيقة الملكة إليزابيث الثانية، وخاتم خطوبة غريس كيلي. وأبرز ما في العرض قاعة تحتوي على 18 تاجا صُنعت بين عام 1900 واليوم. لكن المعرض لا يقتصر على هذا العرض الباهر للقطع المرصّعة بالأحجار الكريمة.
◙ من الخصائص الأخرى لهذا المعرض تركيزه على العلاقة الخاصة بين العلامة التجارية والعائلة المالكة الإنجليزية
وقالت هيلين مولسوورث “أحد الجوانب التي أردنا تسليط الضوء عليها هو تراث كارتييه،” لجهة كونها علامة تجارية نجحت في تجديد نفسها والاستمرار. ويخصص المعرض حيّزا لمصادر إلهام كارتييه، من فنون الإسلام إلى فنون بلاد فارس، مرورا بالهند وروسيا. وذكرت أن “الإخوة كارتييه سافروا كثيرا واستلهموا من هذه الرحلات أفكارا جديدة لابتكار تصاميم أفضل.”
والأهم أنهم تمكنوا من استيعاب تطور الأذواق مع تغيّر الأزمنة. فالقلادات الماسية التي كانت سائدة في عشرينات القرن الماضي حلّت مكانها أساور ذهبية أكثر رصانة، صممت في ستينات القرن العشرين وأصبحت رمزا للدار. ورأت القيّمة على المعرض أن “أحد أكبر إنجازات كارتييه بقاؤها سابقة لعصرها، ورائدة في توجهات الموضة.”
كذلك مزجت كارتييه مسيرتها بالتاريخ بمفهومه الواسع، حسب ما يتضح من القسم المخصص لـ”طائر التحرير”، وهو اسم تشكيلة صُمِّمَت عام 1944 لمواكبة نهاية الحرب العالمية الثانية وتحرير فرنسا من الاحتلال النازي.
ومن الخصائص الأخرى لهذا المعرض تركيزه على العلاقة الخاصة التي بدأت في مطلع القرن العشرين بين العلامة التجارية والعائلة المالكة الإنجليزية. ففي عام 1904 منح الملك إدوارد السابع كارتييه تفويضا ملكيا، وهي شهادة ثمينة اعتُمِدت في العصور الوسطى وكانت تعطى لأفضل الحرفيين. ولا تزال كارتييه تحتفظ بهذه الشهادة.
وذكّرت أمينة المتحف بأن الملكة ماري (جدة إليزابيث الثانية) “كانت من كبار جامعي قطع كارتييه،” مشيرة إلى أن كل جيل من الملوك أثرى مجموعة العائلة المالكة. وبعض القطع يعرفها الجمهور، ومنها مثلا “تاج الهالة” الذي طلب جورج السادس (والد إليزابيث الثانية) صنعه لزوجته الملكة الأم إليزابيث.
ووضعت الأميرة آن هذا التاج في حفلة زفافها عام 1992، ثم توّج رأس كيت ميدلتون أخيرا في حفلة زفافها هي والأمير وليام عام 2011. وتقول القيّمة على المعرض “أعتقد أن هذا هو أحد الإنجازات العظيمة التي حققتها كارتييه: البقاء في طليعة عصرها، وأن تكون في طليعة الاتجاهات”.