الدونر كباب اخترعه المهاجرون الأتراك وبرع فيه الألمان

برلين – يحرص كان كينيدي، وهو من الشخصيات المؤثرة على المنصات الإلكترونية، على أن تكون تقييماته لمستوى الجودة بمحلات دونر كباب على منصة تيك توك موجزة ولطيفة.

وعلى سبيل المثل يقول إن “الخبز أكثر من رائع، والشطيرة ممتلئة باللحم، والصلصة جيدة بشكل مذهل.”

ولأكثر من عام كان كينيدي الذي يبلغ من العمر 42 عاما، يشق طريقه بين متاجر بيع الكباب ببرلين، التي تعرف باسم أكشاك دونر كباب متذوقا ما تقدمه من وجبات، غير أنه لا يجرب وجبات جميع المحلات على إطلاقها.

ويقول كينيدي “إنني أجرب وجبات دونر كباب في المحلات الموجودة، بالقرب من محطات مترو الأنفاق أو بداخلها في مختلف أنحاء برلين،” كما يبث هذا الرجل الذي يمكن إطلاق وصف “ناقد الكباب” عليه، مقاطع الفيديو التي يصورها على منصات أخرى مثل يوتيوب.

وتستضيف المنصات الإلكترونية عددا لا يحصى من “نقاد الأطعمة” الذين يقيمون جودتها، وبعضهم يحظى بعدد كبير من المتابعين، ويتنقل الكثيرون منهم عبر ألمانيا بحثا عن أفضل وجبات دونر كباب.

ويضيف كينيدي وهذا ليس اسمه الحقيقي “يتوجه كثيرون منهم دائما، إلى نفس المحلات التي تنال الشهرة.” والمهمة التي يقوم بها ليست سهلة، ذلك لأنه توجد بشبكة مترو أنفاق برلين 175 محطة.

ووجبة دونر كباب هي طبق تركي الأصل، تعد من لحم يطهى على عمود أفقي دائري توقد النار خلفه، ويستخدم الطاهي سكينا لقطع شرائح رفيعة من الطبقة الخارجية الناضجة من كتلة اللحم.

والشطيرة الحديثة المتطورة من هذا الطبق من دونر كباب، أدخلها المهاجرون الأتراك في برلين الغربية، في السبعينات من القرن العشرين قبل توحيد الألمانيتين وأسهموا في انتشارها.

وتقدم شطيرة شرائح اللحم في هذه الوجبة عادة، مع سلاطة الخضراوات وأنواع مختلفة من الصلصات. وتعد متاجر بيع شطائر دونر كباب نشاطا عائليا، وفي هذا الصدد يقول كينيدي “إن هذه الوجبات تباع ممزوجة بالكثير من الشغف.”

ومن ناحية أخرى تشمل تقييمات كينيدي بالإضافة إلى مذاق الأطعمة وجودتها، الجو العام المحيط بالمكان والود الذي يبديه العاملون، وفي الكثير من الأحيان تعمل المتاجر التي يديرها أصحابها بشكل أفضل بكثير من المحلات التي يديرها موظفون.

ويمكن أن يكون لتدوينات ومقاطع الفيديو، التي يبثها المؤثرون الذين يختبرون جودة الأطعمة تأثير هائل، وفقا لما يقوله ميشائيل كوريات وهو صاحب مطعم وخبير في التسويق ومنصات التواصل الاجتماعي، ويضيف أن “أعداد المتابعين في حد ذاتها ليست لها أهمية حقيقية، غير أنه إذا تم تحديد متجر معين لدونر كباب على أنه جيد وتمت مشاركة التدوينة بخصوصه، فيمكن أن يحقق ذلك شهرة هائلة له.”

وبالنسبة إلى الجيل زد الذي ولد بعد عام 1995، تعد منصة تيك توك في الغالب أكثر المصادر أهمية للحصول على المعلومات الخاصة بالمطاعم والحانات التي تقدم الأطعمة الخفيفة، وفي هذا الصدد يقول كوريات “لم يعد أفراد هذا الجيل يستخدمون محرك البحث غوغل.”

وتشير تقديرات الرابطة إلى أنه يتم حاليا إنتاج نحو 400 طن من دونر كباب يوميا في مختلف أنحاء أوروبا، وأن قرابة 60 ألف شخص يعملون في هذا النشاط التجاري، وتولّد صناعة دونر كباب في ألمانيا إيرادات سنوية تقدر بحوالي 2.4 مليار يورو (2.5 مليار دولار)، ونحو 3.5 مليار يورو في أوروبا.