العضلات القوية تقلل خطر الإصابة بمرض السكري

التمرينات الرياضية جزء أساسي من أي خطة علاج لمرضى السكري.
الأحد 2025/04/06
التدريبات الرياضية تساعد على تحسين مستويات السكر في الدم

تظهر الدراسات دورا مهما للياقة العضلية في تقليل مخاطر الإصابة بالسكري، ووفرت دراسة جديدة دليلا قويا على أن العوامل الوراثية ليست حتمية، وأن ممارسة الرياضة والحفاظ على اللياقة يمكن أن يساعدا على تقليل خطر الإصابة بالمرض، حتى لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي مرتفع.

بكين - كشفت دراسة صينية عن أن امتلاك عضلات قوية يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بغضّ النظر عن الاستعداد الوراثي للإصابة بالمرض.

وأوضح الباحثون من كلية الطب في جامعة هونغ كونغ، أن تعزيز قوة العضلات قد يكون إستراتيجية فعّالة للوقاية من السكري، بحسب نتائج نشرتها دورية “بي.ام.سي.مديسن.”

يُذكر أن السكري من النوع الثاني هو مرض مزمن يتميز بارتفاع مستويات السكر في الدم نتيجة لمقاومة الجسم للأنسولين أو ضعف إنتاجه. وتشير التقديرات إلى أن نحو 10 في المئة من سكان العالم يعانون من السكري من النوع الثاني، مما يجعله قضية صحية عامة ذات أولوية.

ويمكن أن يؤدي السكري إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغية، والفشل الكلوي، وتلف الأعصاب.

ويرتبط المرض بعوامل وراثية غير قابلة للتغيير، إلى جانب عوامل بيئية وسلوكية يمكن تعديلها، مثل ممارسة الرياضة والتغذية السليمة.

وأظهرت دراسات سابقة دوراً مهماً للياقة العضلية في تقليل مخاطر الإصابة بالسكري، لكن تأثير قوة العضلات على الوقاية من المرض لدى الأشخاص الأكثر عُرضة وراثياً ظل غير واضح حتى الآن.

واعتمدت الدراسة على تحليل البيانات الوراثية لأكثر من 141 ألف شخص لم يكونوا مصابين بالسكري عند بدء الدراسة. وخضع المشاركون لاختبار قوة قبضة اليد لقياس قوة العضلات، كما تم تحديد مستوى الخطر الوراثي للسكري بناءً على 138 متغيراً جينياً معروفاً يرتبط بالسكري من النوع الثاني. واستمرت المتابعة لمدة أكثر من 7 سنوات، حيث تم تسجيل 4743 حالة إصابة جديدة بالمرض.

الأشخاص الذين يمتلكون قوة عضلية عالية أقل عرضة للإصابة بالسكري بنسبة 44 في المئة مقارنةً بمن لا يملكونها

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يمتلكون قوة عضلية عالية كانوا أقل عرضة للإصابة بالسكري بنسبة 44 في المئة مقارنةً بمن لديهم قوة عضلية ضعيفة، حتى بعد احتساب العوامل الوراثية وعوامل الخطر الأخرى مثل العمر والجنس والوزن والنشاط البدني العام.

وبينت الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي مرتفع للإصابة بالسكري ولكن يتمتعون بقوة عضلية جيدة كانوا أقل عرضة للإصابة بالمرض مقارنةً بمن لديهم استعداد وراثي أقل ولكن بكتلة عضلية ضعيفة.

وأشار الباحثون إلى أن إستراتيجيات الوقاية من السكري يجب ألا تقتصر فقط على فقدان الوزن أو الحمية الغذائية، بل يجب أن تشمل تمارين تقوية العضلات، مثل رفع الأوزان أو تمارين المقاومة، بوصف ذلك عنصراً أساسياً في الوقاية.

وأضافوا أن الدراسة توفر دليلاً قوياً على أن العوامل الوراثية ليست حتمية، وأن ممارسة الرياضة والحفاظ على اللياقة العضلية يمكن أن يساعدا على تقليل خطر الإصابة بالسكري، حتى لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي مرتفع.

ونوه الباحثون بأن نتائج الدراسة تسهم في تصميم برامج توعية تشجع على تمارين تقوية العضلات بوصفها وسيلة للوقاية من السكري، كما يمكن أن تساعد صانعي السياسات الصحية على إدراج برامج اللياقة العضلية ضمن المبادرات الوطنية لمكافحة السكري.

وتعتبر التمرينات الرياضية جزءا أساسيا من أي خطة علاج لمرض السكري. ولتقليل احتمالات الإصابة بمشكلات صحية، يجب فحص مستوى السكر في الدم قبل التمرينات الرياضية وخلالها وبعدها.

ويمكن للتدريبات الرياضية أن تساعد على تحسين مستويات السكر في الدم. وتحسين اللياقة البدنية عمومًا. والسيطرة على الوزن، والحد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، وتحسين الحالة الصحية العامة.

يجب أن يحرص البالغون على ممارسة اثنين أو ثلاثة من أنشطة تدريب القوة كل أسبوع، ومنح أنفسهم يومًا على الأقل للتعافي من جلسة تدريب القوة

لكن في المقابل توجد مخاطر فريدة من نوعها مرتبطة بممارسة التمارين الرياضية مع الإصابة بالسكري. فبعض المصابين بالسكري يحتاجون إلى متابعة مستويات السكري في دمهم قبل النشاط البدني وأثناءه وبعده ليتمكنوا من ممارسة الرياضة بأمان. وتوضح لهم هذه المتابعة طبيعة استجابة أجسامهم للتمارين، ويمكن أن تساعد في منع تقلُّب مستويات السكر في الدم بوتيرة قد تكون خطيرة.

ويمكن أن تؤدي ممارسة التمارين إلى انخفاض شديد في مستوى السكر في الدم لدى الأشخاص الذين يستخدمون الأنسولين. ويُطلق على الانخفاض الشديد في مستوى السكر في الدم نقص سكر الدم.

ويمتد هذا الخطر أيضًا إلى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني الذين يستخدمون الأنسولين أو غيره من الأدوية المرتبطة بانخفاض مستوى السكر في الدم. ويمكن لاختصاصي الرعاية الصحية أن يعلم المريض كيفية الموازنة بين أدويته وبين تمارينه الرياضية ونظامه الغذائي.

وقبل أن يبدأ الالتزام بنظام جديد للياقة البدنية، عليه التحدث مع اختصاصي الرعاية الصحية. وسؤاله عما إذا كان من المناسب أداء نوع التمارين الذي يرغب المريض في ممارسته أم لا، وخاصة إذا كان مصابًا بالسكري من النوع الأول.

ومن الأسئلة الهامة؛ كيف يمكن أن تؤثر الأنشطة التي يرغب في ممارستها على مستوى السكر في الدم؟ وما أفضل وقت في اليوم لممارسة التمارين الرياضية؟ وكيف يمكن أن تؤثر أدوية السكري التي يستخدمها على مستوى السكر في الدم مع زيادة مستوى النشا؟ وبناءً على العلاج الذي يتلقاه، يمكن أن يرشد اختصاصي الرعاية الصحية المريض إلى تعديل جرعات الأدوية أو كميات الطعام الذي يتناوله قبل ممارسة التمارين.

ولتحقيق أفضل الفوائد الصحية، ينبغي أن يمارس البالغون تمارين هوائية تجعل القلب يضخ الدم لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا. ويجب أن يكون هذا النشاط متوسط أو عالي الشدة. من الأمثلة على ذلك: المشي السريع أو المشي لمسافات طويلة، ولفات السباحة أو صفوف الرياضات الهوائية المائية، وركوب الدراجات الهوائية، وصعود الدرج، والرقص، وممارسة كرة السلة أو التنس أو غيرهما من الرياضات، وصفوف التمارين الرياضية.

ويجب أن يحرص البالغون أيضًا على ممارسة اثنين أو ثلاثة من أنشطة تدريب القوة كل أسبوع، ومنح أنفسهم يومًا على الأقل للتعافي من جلسة تدريب القوة.

وينبغي أن يمارس الأطفال والمراهقون المصابون بالسكري نشاطًا هوائيًا متوسطًا أو شديدًا لمدة 60 دقيقة على الأقل كل يوم. ويجب أيضًا أن يمارسوا أنشطة لتقوية العضلات والعظام في ثلاثة أيام على الأقل أسبوعيًا. ومن أمثلة أنشطة تقوية العضلات ألعابًا مثل شد الحبل والتمارين باستخدام وزن الجسم أو أشرطة المقاومة. وتشمل أنشطة تقوية العظام قفز الحبل والركض.

14