جامعة جونز هوبكينز رائدة الجامعات الأميركية في البحث العلمي

الثلاثاء 2014/09/09
جامعة جونز هوبكينز توفر فضاء تعليميا مريحا وجميلا لطلبتها

جامعة جونز هوبكينز مؤسسة تعليم عال خاصة مختصة في البحوث تعتبر من أعرق الجامعات الأميركية حيث تأسست عام 1876 في بالتيمور بولاية ماري لاند بالولايات المتحدة الأميركية وهي رائدة المؤسسات الأكاديمية في أميركا في البحوث والتنمية، كما تحتل مراتب متقدمة منذ سنوات في التصنيفات الوطنية والعالمية من حيث جودة التعليم خاصة في المجال الصحي، وقد احتلت المرتبة 17 لأفضل 500 جامعة عالمية حسب تصنيف شنغهاي لعام 2014.

“التشجيع على البحث.. ودعم الباحثين القادرين بتميزهم وتفوقهم على تطوير العلوم وبالتالي تطوير المجتمعات التي يعيشون فيها” هذه الأهداف الرئيسية من إنشاء هذه الجامعة التي أعلنها أول رئيس لها دانييل كوت جيلمان عند افتتاحها يوم 22 فبراير 1876، وظلت هي نفسها حتى اليوم. وأراد جيلمان أن يؤسس جامعة تختص في البحوث وتطور المعرفة والعلم لطلبتها ومن ثم تفيد العالم وتسهم في تطور الإنسانية جمعاء، وذلك لإيمانه أن البحث والتدريس شيئان متلازمان ولا ينجح أحدهما إلا بنجاح الآخر. تطبيق هذه الفلسفة لجيلمان في جامعة حونز هوبكينز اجتذبت الباحثين وجعلتهم يرغبون في إحداث ثورة في التعليم العالي في أميركا ما أوصلهم لبلوغ مستوى مرموق في البحوث العلمية والتدريس.

سميت الجامعة بهذا الاسم نسبة إلى جونز هوبكينز الذي تبرع بمبلغ ضخم لإنشائها وإنشاء مستشفى جونز هوبكينز، واعتبرت مساهمته المالية أكبر مبلغ يتبرع به في ذلك الوقت في أميركا لمشاريع خيرية، وبعد أكثر من 135عاما أصبحت هذه الجامعة من أشهر وأعظم الجامعات في العالم في مجالي البحث والتدريس مستعينة في ذلك بثلة من أفضل الأساتذة الذين يشرفون على تكوين نخبة الطلبة في الفنون والموسيقى والعلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية والطبيعية والهندسة والدراسات الدولية والتربية والمهن الصحية.

هذا الفريق التعليمي وزملاؤهم من الباحثين في مخابر الجامعة يحصلون منذ عام 1979 على أعلى تمويل فيدرالي للبحوث والتنمية في الولايات المتحدة الأميركية. وهو ما جعل جونز هوبكينز تتفوق في مجال البحوث العلمية المتقدمة كما أنها ظلت لسنوات تحتل صدارة قائمة الجامعات العالمية الأكثر أنفاقا على البحث العلمي فمثلا عام 2012 أنفقت 2.1 مليار دولار على البحوث والتطوير وذلك حسب بيانات صادرة عن إدارتها المالية، وتذهب هذه الأموال إلى دعم المعامل واجتذاب الطلبة الخريجين، الذين ينوون إجراء دراسات عليا، والطلبة الجامعيين ذوي القدرات العالية، كما توفر فرصة كبيرة للجامعيين للحصول على تعليمهم من خلال التجريب العلمي.

صنفتها مؤسسة العلوم الوطنية (NSF) الأولى بين المؤسسات الأكاديمية في الولايات المتحدة في مجال العلوم الطبية والأبحاث الهندسية لمدة 31 عاما متتالية

وتضم جامعة هوبكينز تسعة فروع أكاديمية موزعة بولاية بالتيمور بواشنطن وهي مدرسة كريغر للفنون والعلوم، ومدرسة وايتنغ للهندسة، ومدرسة التربية جميعهم موجودون بالمركب الجامعي هوموود شمالي بالتيمور، أما مدارس الطب والصحة العامة والتمريض فيتقاسمون مركبا واقعا بشرقي الولاية مع مستشفى جونز هوبكينز، أما معهد كاري بيزنس فيوجد بشرقي هاربر وسط مدينة بالتيمور، كذلك معهد بيبودي الذي يعد أول مدرسة مهنية للموسيقى، وتوجد مدرسة بول نيتز للدراسات الدولية العليا في واشنطن.

ويقع مخبر الفيزياء التطبيقية الذي يضطلع بمهمة بحثية أساسا لا جامعية كبقية الفروع بين ولاية بالتيمور وواشنطن، ويعمل المخبر في مجال الأمن الوطني ويتابع في الوقت نفسه البحوث الفضائية واستغلال النظام الشمسي وغير ذلك من البحوث المدنية المتعلقة بالتنمية. وللجامعة مركب آخر قرب مدينة روكفيل بماري لاند ولها أيضا فروع في دول أخرى منها الصين وبولونيا وإيطاليا، كما أن لها شبكة من مراكز التكوين المستمر الممتدة في أرجاء منطقة بالتيمور- واشنطن ومن بينها مراكز وسط بالتيمور ومدينة واشنطن وكولومبيا. وبالاشتراك مع المؤسسة الأخت “مستشفى جونز هوبكينز" تعتبر جامعة هوبكينز أكبر مشغل في ماري لاند وتساهم بأكثر من 10 مليار دولار في السنة في اقتصاد البلاد.

وبالإضافة إلى شهرتها ونجاحها في البحوث واحتلالها مراتب متقدمة في عديد التصنيفات الأكاديمية التي أكسبتها مكانة دولية مرموقة تعمل الجامعة على توسيع نطاق انتشارها العالمي بالبحوث الدولية وبالدراسات الدولية وكذلك بانفتاحها على نظيراتها في مختلف أنحاء العالم ولديها بهذا الصدد عديد اتفاقات التعاون والتبادل مع عدد من الجامعات العربية، ويدرس بالجامعة أكثر من 3000 طالب أجنبي من 121 بلدا من مختلف أنحاء العالم، وتعالج المراكز الطبية بالجامعة أكثر من 3620 مريضا من 139 دولة، واستقبلت الجامعة عام 2013 عدد 5192 طالبا في المرحلة الأولى، وتضم هيئة التدريس 609 أستاذا.

تعمل الجامعة على توسيع نطاق انتشارها العالمي بالبحوث وبالدراسات الدولية وكذلك بانفتاحها على نظيراتها في مختلف أنحاء العالم

وتعتبر من أوائل الجامعات في التصنيف العالمي لجودة التعليم وحصلت على الاعتراف الدولي منذ نشأتها وتعتبر أحد أهم منابر العلم في العالم وهي من الجامعات الرائدة في مفهوم الجامعة البحثية الحديثة في الولايات المتحدة، وتحتل المرتبة الأولى بين هذه الجامعات في العالم طوال تاريخها وقد صنفتها مؤسسة العلوم الوطنية (NSF) الأولى بين المؤسسات الأكاديمية في أميركا في مجال العلوم الطبية والأبحاث الهندسية لمدة 31 عاما متتالية، كما أن ثمانية وثلاثين من الحائزين على جائزة نوبل من الدارسين أو العاملين فيها، إضافة إلى أن باحثيها وبحوثها من بين الأكثر تداولا في العالم.

لكن كل هذا التقدم البحثي والنتائج المتفوقة لم تبعدها عن مهمتها الأساسية وهي تربية الطلبة وتنمية قدراتهم على التعلم مدى الحياة، إلى جانب تشجيع البحوث المستقلة والفريدة من نوعها ونقل فائدة النتائج المتوصل إليها ونشرها عبر العالم.

17