هل يمكن فقدان الوزن من خلال ممارسة الرياضة فقط
يؤكد خبراء اللياقة البدنية أن فقدان الوزن لا يتم عبر ممارسة الرياضة فقط، مشيرين إلى ضرورة دمج التمارين الرياضية مع نظام غذائي يعتمد على المكملات الغذائية؛ حيث يتم استبدال وجبة واحدة على الأقل يوميا بمنتج منخفض السعرات الحرارية مثل المشروبات المخفوقة. ويمكن لممارسة الرياضة بشكل مفرط أن تسبب ضررا للمفاصل والأربطة بدل فقدان الوزن.
برلين - يعتقد بعض الأشخاص أنه يمكن فقدان الوزن من خلال ممارسة الرياضة فقط، لكن البروفيسور يوهانس فيكسل قال إن هذا الاعتقاد خاطئ؛ نظرا إلى أنه من الصعب للغاية الاكتفاء بممارسة الرياضة فقط من أجل فقدان الوزن.
وأوضح أخصائي الطب الباطني والرئيس الفخري للجمعية الاتحادية لأخصائيّ التغذية العلاجية بألمانيا أن المرء يحتاج إلى الركض لمدة ساعة على الأقل لحرق قطعة من الشوكولاتة تحتوي على حوالي 500 سعرة حرارية، وهو ما أثبتته دراسات عديدة.
كما أن ممارسة الرياضة بشكل مفرط من أجل إنقاص الوزن ليست حلا مناسبا؛ نظرا إلى أنه من المرجّح في هذه الحالة أن تتضرر المفاصل والأربطة بدل فقدان الوزن.
لذا يتعين على المرء، الذي يرغب في إنقاص وزنه، المواظبة على ممارسة الرياضة باعتدال، على سبيل المثال المشي بمعدل 10000 خطوة كل يوم، مع اتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن من حيث السعرات الحرارية، أي النظام، الذي يتم تقليله فقط من حيث الطاقة.
ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتّباع نظام غذائي يعتمد على المكملات الغذائية؛ حيث يتم استبدال وجبة واحدة على الأقل يوميا بمنتج منخفض السعرات الحرارية مثل المشروبات المخفوقة، والتي تزود الجسم بأهم العناصر الغذائية، ولكنها تحتوي على سعرات حرارية أقل.
وكشفت الدراسات الحديثة أن هناك طرقا غير متوقعة تساعد الجسم على حرق السعرات الحرارية دون الحاجة إلى مجهود كبير.
وكشفت إحدى الدراسات أن الاسترخاء في حوض استحمام ساخن لمدة ساعة يمكن أن يساعد على حرق سعرات حرارية تعادل ما تحرقه التمارين الرياضية التقليدية.
ووفقا للباحثين، فإن الاسترخاء في ماء بدرجة حرارة 40 درجة مئوية لمدة 60 دقيقة يؤدي إلى حرق حوالي 140 سعرة حرارية، وهو ما يعادل المشي لمدة نصف ساعة أو السباحة لمدة 20 دقيقة.
على المرء الذي يرغب في إنقاص وزنه المواظبة على ممارسة الرياضة باعتدال، مثل المشي بمعدل 10 آلاف خطوة كل يوم
لكن المفاجأة الهامة التي أوردها الخبراء أن الاستحمام ليس الطريقة الوحيدة غير المتوقعة لحرق السعرات، فهناك العديد من الأنشطة اليومية التي يمكنها المساهمة في ذلك.
وأظهرت دراسة أجرتها جامعة وستمنستر أن مشاهدة أفلام الرعب تؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب، ما يرفع من استهلاك الطاقة في الجسم. وكلما كان الفيلم أكثر رعبا، زادت السعرات التي يتم حرقها.
فعلى سبيل المثال، تصدّر فيلم ” ذو تشايننغ” قائمة أكثر الأفلام المسببة لحرق السعرات، حيث يؤدي إلى فقدان 184 سعرة حرارية، يليه فيلم “جاوز” بـ161 سعرة، وهو ما يعادل المشي لنصف ساعة!
كما أن النوم الجيد يساهم في حرق 40 سعرة في الساعة، ويشير الخبراء إلى أن الحصول على قسط كاف من النوم لا يساعد فقط على الاسترخاء، بل يلعب دورا في تعزيز عملية التمثيل الغذائي. وتشير الدراسات إلى أن النوم الجيد لليلة كاملة قد يؤدي إلى حرق ما يصل إلى 300 سعرة حرارية. كما أن قلة النوم تؤدي إلى زيادة مستويات هرمون الكورتيزول، الذي يسبب تخزين الدهون في الجسم.
وقد تؤدي إضافة البهارات الحارة إلى الوجبات اليومية إلى رفع معدل حرق الدهون في الجسم. ويعود هذا التأثير إلى مركب الكابسيسين، الذي يوجد في الفلفل الحار، ويعمل على زيادة حرارة الجسم، ما يؤدي إلى استهلاك المزيد من السعرات الحرارية.
ويجبر شرب الماء المثلج الجسم على العمل بجهد أكبر لتدفئة نفسه، ما يؤدي إلى حرق المزيد من السعرات. وتشير الدراسات إلى أن تناول لتر من الماء البارد يوميا يمكن أن يساهم في فقدان ما يصل إلى 100 سعرة حرارية.
كما أن الضحك ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل يمكن أن يكون تمرينا مفيدا لحرق السعرات الحرارية. وأظهرت المجلة الدولية للسمنة أن الضحك العميق يرفع معدل ضربات القلب ويحفز العضلات، ما يؤدي إلى فقدان الوزن إذا تمت ممارسته بانتظام.
نقص السعرات الحرارية لا يعني تجويع النفس أو تقليص مجموعات الطعام بشكل كبير. بل يعني ذلك اتخاذ خيارات غذائية مدروسة
ويمكن فقدان الوزن دون بذل مجهود في صالة الألعاب الرياضية ومن المثير للاهتمام أن العديد من مشاهير الدراما والسينما يتبنون الآن هذا النهج لتحقيق تحولات كبيرة في الوزن.
ويدرج الخبراء وصفة ذهبية لفقدان الوزن دون اللجوء إلى الرياضة تتمثل في الصيام المتقطع، ومضغ الطعام مع شرب الماء مرة واحدة وتناول الوجبة الأخيرة في الساعة السادسة و45 دقيقة مساءً وأكل الطعام المطبوخ فقط (لا شيء نيئا بعد الساعة 3 مساءً)، والمشي لمسافات طويلة في الصباح الباكر، والنوم العميق في وقت مبكر من الليل (لا وقت للشاشات لمدة 90 دقيقة قبل النوم)، والكثير من السوائل، والكثير من الخضروات الخضراء، والطعام الذي يتم استقلابه بسهولة والصحي، ولا شيء معالجا على الإطلاق.
أيضًا يمكن اتباع نظام غذائي “مضاد للالتهابات” حيث تقول مجموعة غذائية تسمى “أمورا “إنه “مجرد التهاب؛ إنه ليس دهونًا.” والحل هو نظام غذائي للقضاء على الالتهاب. وحتى الآن نجح الأمر بالنسبة إلى كل من جربه. حيث ذهب الوزن بهذه الطريقة لأنهم أزالوا الأطعمة التي لا تناسب الأشخاص.
وغالبًا ما يتبادر إلى الذهن أن ممارسة الرياضة هي حجر الزاوية في أيّ رحلة لإنقاص الوزن، لكن الخبراء يوضحون أنه على الرغم من أنها مفيدة، إلا أنها ليست الطريقة الوحيدة للتخلص من تلك الكيلوغرامات الزائدة. فإنقاص الوزن يتعلق في الأساس بإنشاء عجز في السعرات الحرارية، أي حرق سعرات حرارية أكثر مما تستهلك. ويمكن تحقيق ذلك من خلال النظام الغذائي وحده، لكن دمج التمارين الرياضية يوفر مزايا كبيرة.
كما أن التمارين الرياضية ليست ضرورية لفقدان الوزن، حيث إن فقدان الوزن يعتمد في المقام الأول على نقص السعرات الحرارية. ومع ذلك، فإن غياب التمارين الرياضية، وخاصة تمارين المقاومة، يمكن أن يؤدي إلى فقدان العضلات، والعضلات نشطة أيضا، لذا فإن الحفاظ عليها أمر بالغ الأهمية للحفاظ على فقدان الوزن والتمثيل الغذائي الصحي.
كذلك يؤدي بناء العضلات الخالية من الدهون من خلال أنشطة مثل رفع الأثقال وتمارين وزن الجسم إلى زيادة معدل الأيض أثناء الراحة، ما يعني أن الشخص يحرق المزيد من السعرات الحرارية حتى أثناء الراحة. وهذا عامل حاسم لإدارة الوزن على المدى الطويل.
وفي حين أن ممارسة الرياضة يمكن أن تسرّع من فقدان الوزن وتحسّن اللياقة البدنية بشكل عام، يتفق الخبراء على أن النظام الغذائي يلعب الدور الأكثر أهمية في هذه العملية. إضافة إلى ذلك فإن فقدان الوزن يتعلق بشكل أساسي بإنشاء عجز في السعرات الحرارية، والذي يمكن تحقيقه فقط من خلال النظام الغذائي. ومع ذلك، للحصول على نتائج مستدامة، فإن النظام الغذائي المتوازن هو المفتاح.
ولا يعني نقص السعرات الحرارية تجويع النفس أو تقليص مجموعات الطعام بشكل كبير. بل يعني ذلك اتخاذ خيارات غذائية مدروسة تضمن استهلاك عدد أقل من السعرات الحرارية مع تلبية احتياجات الشخص الغذائية.
