المهاجرون غير النظاميين في الولايات المتحدة يبحثون عن الدعم

جماعات عرقية ودينية تستعد لمواجهة قرار ترامب ترحيلها.
السبت 2025/03/15
ترحيل قسري

تسعى جماعات عرقية ودينية وناشطون في الولايات المتحدة تأثروا بالتهديدات التي تطال ملايين المهاجرين، خاصة أولئك الذين يعيشون في البلاد بشكل غير قانوني، وقد انخرطت الكثير من المنظمات المجتمعية والحقوقية في تحركات من أجل حماية حقوق هؤلاء الأفراد، وتقديم الدعم لهم.

واشنطن - شارك حوالي 100 شخص من مختلف أنحاء الولايات المتحدة في اجتماع عُقد السبت الماضي وكان الجميع يسعون لتحديد كيفية دعم جيرانهم المهاجرين في ظل تهديدات الرئيس دونالد ترامب بترحيلهم على نطاق واسع.

وقدمت الناشطة ياريتزا مينديز اقتراحات، وشاركت تفاصيل شبكة وطنية من الأدوار التطوعية وبرامج التدريب، وهي جزء من مبادرة مجتمعية تكتسب زخماً منذ أن أعلن ترامب عن حملة “غير مسبوقة” ضد 11 مليون مهاجر غير نظامي في البلاد.

وقالت مينديز، التي تعمل في نيويورك مع “أكشن لاب”، وهي منظمة تُعنى بتعبئة الناشطين، “هذه هي المكالمة الثالثة التي نتلقاها هذا الأسبوع. دربنا بالفعل المئات من جميع أنحاء البلاد لتحديد سبل الانخراط في هذه الحركة.”

وتدعم المنظمة تعهد التضامن، الذي يتطلب من الأفراد الالتزام بإجراءات إستراتيجية بمجرد أن يبدأ ترامب شن عمليات الترحيل الجماعي للأطفال والشباب المهاجرين والعمال.

وقالت مينديز لمؤسسة تومسون رويترز إن هذا التعهد جمع حوالي 6 آلاف توقيع منذ إطلاقه في 17 يناير، قبل تنصيب ترامب، وتحدثت عن تنظيم تدريبات في مجالات مثل الحقوق القانونية وتخفيف التوترات.

كلنا مهاجرون
كلنا مهاجرون

واكتسبت هذه الحركة الوطنية الشعبية زخماً أكبر نتيجة للغضب من تراجع إدارة ترامب عن سياسة راسخة كانت تُقيّد إنفاذ قوانين الهجرة في “الأماكن الحساسة” مثل الكنائس والمدارس.

واتخذت جهات مثل مدارس دنفر وكنائس مختلفة، وغيرها، إجراءات قانونية.

ولم تُجب إدارة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية عن استفسارات عبر البريد الإلكتروني بخصوص تغيير السياسة أو آثاره.

وقالت مينديز إن فكرة “الأماكن الحساسة” هذه قد ولّت. وذكرت أن كل شيء أصبح مباحاً. وتحتجز إدارة ترامب مئات الأفراد يوميا ضمن حملتها التي تستهدف المهاجرين غير النظاميين. وأكدت اعتقال أكثر من 20 ألف شخص خلال الشهر الأول من تشديد الإجراءات.

وتنشر اللغة القاسية والاعتقالات الخوف بين الجماعات الضعيفة، وتدفع المنظمات المدنية إلى اتخاذ خطوات جديدة.

في واشنطن تتطوع كلوديا تريستان، من منظمة “المساعدة المتبادلة للتضامن مع المهاجرين”، على خط ساخن أُطلق في يناير. ويمكن الإبلاغ عند الاتصال به عن أي شهادات محتملة بخصوص مسؤولي الهجرة الفيدراليين.

وتُنشر المعلومات لاحقاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

كما يتلقى الخط الساخن استفسارات من متصلين يزداد قلقهم، يسألون عن حقوقهم أو عن كيفية التعامل مع سلطات الهجرة.

وأكدت تريستان أن الخط الساخن تلقى مئات المكالمات، وأن المبادرات ذات الصلة تشهد زيادة في مشاركة المتطوعين.

إدارة ترامب تؤكد اعتقال أكثر من 20 ألف شخص خلال الشهر الأول من تشديد الإجراءات ضد المهاجرين غير النظاميين
إدارة ترامب تؤكد اعتقال أكثر من 20 ألف شخص خلال الشهر الأول من تشديد الإجراءات ضد المهاجرين غير النظاميين

وأضافت “يرغب الكثير من الناس في المشاركة عبر المزيد من العمل المباشر. ويرغبون في اتخاذ إجراء جسدي، وتوفر المساعدة المتبادلة هذا بالفعل. ومنذ الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، دأبت المجموعة على تنظيم دورات تدريبية شخصية للتعريف بالحقوق.”

وتابعت “أُذكّر الناس دائماً بوجوب عدم فتح الباب، وتعليم أطفالهم ألا يفتحوا الباب ويجيبوا الطارقين.”

وتتبنى المدارس أيضاً تدابير جديدة. وقال مدير مدرسة حكومية في واشنطن، حيث يشكّل الطلاب من أصول لاتينية حوالي 40 في المئة من المتعلمين، “أسعى لحماية 400 عائلة.”

وأضاف المدير، الذي طلب عدم الكشف عن هويته خوفاً من العواقب، “نتساءل جميعاً عما إذا كان من الممكن أن يُطلب منا تسليم طالب لاتيني في الصف الثاني إلى جهات التحقيق دون إعلام ولي أمره. نعم، قد يحدث ذلك.”

ونظمت المدرسة اجتماعات لأولياء الأمور، ووزعت المئات من “البطاقات الحمراء” المرجعية حول الحقوق القانونية، وتخطط لعقد دورات تدريبية بشأن كيفية التدخل الآمن.

كما تعمل على تعزيز خدمات الصحة النفسية، وتنصح العائلات بإعداد خطط طوارئ وحقائب سفر في حال احتجاز أحد الوالدين. واستعانت بممثل من سفارة أميركا اللاتينية للمساعدة في إجراءات الهجرة.

وحددت المدرسة قائمة بأسماء العديد من أعضاء هيئة التدريس الذين يمكنهم رعاية الطلاب في حالات الطوارئ.

وقال المدير “نظمنا اجتماعاً طارئاً للموظفين، وأعلمنا الجميع بالإجراءات اللازمة في حال حدوث أي طارئ. ونسعى للحفاظ على هدوء المعلمين وتركيزهم على مسؤولياتهم الأساسية.”

ويقدم المشرّعون مقترحات من شأنها منع تطبيق قوانين الهجرة في أماكن مثل المدارس والملاعب والمؤسسات الدينية ومراكز الرعاية الصحية وملاجئ المشردين.

كما تتبنى الكنائس والمكتبات العامة إجراءات مماثلة.

مهاجرون يكرهون مهاجرين
مهاجرون يكرهون مهاجرين

وقال كاري ماكدونالد، نائب الرئيس التنفيذي لجمعية التوحيديين العالميين، التي تضم أكثر من ألف تجمع و130 ألف عضو في جميع أنحاء البلاد، “أكدت الجمعية التزامها بحماية أعضائها وجيرانهم وأحبائهم الذين أصبحوا عرضة للخطر، وسندافع عن حقنا في عيش قيمنا الدينية في العالم.”

وحثت هذه الجهة، المشاركة في دعوى قضائية رفعتها منظمات دينية تعارض إلغاء إدارة ترامب للحظر المفروض على مداهمات الهجرة في دور العبادة، على تعلم كيفية التعامل مع موظفي الهجرة وتحديد الأماكن الخاصة داخل الكنائس التي لا يُسمح للسلطات بدخولها دون إذن قضائي.

وفي أرلينغتون بولاية فرجينيا تطور نظام المكتبات العامة ليصبح مركزاً للموارد وللأشخاص القلقين بشأن تطبيق قوانين الهجرة.

وقالت ديان كريش، مديرة إدارة المكتبات في المقاطعة، إن موظفي المكتبة جمعوا مواد حول المواطنة والحقوق القانونية، بالإضافة إلى معلومات عن مجموعات الهجرة وتفاصيل الخدمات القانونية أو الاجتماعية.

وتابعت “لن نحكم عليكم أو نقيّمكم أو نطلب منكم إثبات هويتكم أو أهدافكم… نحن موجودون لكي نقدم لكم الموارد التي من شأنها أن تساعدكم.”

16