مصممة مغربية تجمع بين الأناقة الفرنسية والزي التقليدي

ابتكار في عالم الأزياء النسائية يتميز بقصات راقية وعصرية تجمع بين تصاميم البدلة الفرنسية وفن “السفيفة” المغربي.
السبت 2025/03/08
فن "السفيفة" درع الأناقة

ظهرت مجموعة من المصممين البارعين، الذين كان لهم دور مهم في ازدهار صناعة الأزياء المغربية، وأصبحوا من ألمع سفراء البلاد في مجال التألق والأناقة ومنهم من مزج فنون الخياطة المغربية بالأناقة المعاصرة كالمصممة سعاد كركري.

باريس - “الأناقة، البساطة والرقي”.. هذا هو الشعار الذي تتبناه مصممة الأزياء المغربية سعاد كركري لتطوير علامتها الباريسية الواعدة في عالم الألبسة الجاهزة “SouAaG“، التي تمزج بين الحرفية المغربية والخبرة الفرنسية، في خدمة المرأة العصرية.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، تقول المصممة: “البساطة هي بالنسبة لي مفتاح الأناقة،” وهي التي خاضت، قبل سنوات، من ورشتها في منطقة باريس، رهان إعادة ابتكار البدلة النسائية بأسلوب يجمع بين الأناقة والبساطة، مستلهمة ذلك من ثقافتها المزدوجة، المغربية – الفرنسية.

ويتميز هذا الابتكار في عالم الأزياء النسائية بقصات راقية وعصرية، تجمع بين تصاميم البدلة الفرنسية وفن “السفيفة” المغربي، مما جعل منه بصمة خاصة للعلامة التي باتت تتجاوز حدود عاصمة الموضة، مع طموحات للتوسع دوليا، بدءا من المغرب.

وترى المصممة أن مشروعها يتجاوز البعد التجاري، إذ تؤكد أن تصاميم علامتها التجارية تهدف إلى “تعزيز ثقة المرأة بنفسها،” من خلال “بدلات نسائية أنيقة وأخلاقية، تمزج بين أفضل ما في الثقافتين المغربية والفرنسية، اللتين تشكلان جزءا من هويتي وحكايتي.”

أما الرسالة التي تسعى إلى إيصالها كمغربية ولدت ونشأت في فرنسا، فهي “تقديم صورة قوية ومؤثرة للحرفية المغربية”. وفي هذا السياق، تعتمد المصممة على إعادة تدوير فائض الأقمشة من كبرى دور الأزياء، حيث تعمل عليها بشراكة وثيقة مع خبراء تصميم في كل من فرنسا والمغرب.

وتفخر سعاد كركري بالنجاح الذي حققته علامتها وسط زبائن متعددي الثقافات، ولا تتردد في الإشادة بقدرة تصاميمها الفريدة والمخصصة، التي تناسب مختلف الأجسام، على تجسيد رؤيتها الخاصة لـ”أناقة خالدة” مع لمسة مغربية تمنح كل امرأة فرصة “للتألق وفرض حضورها.”

وتضيف المصممة "قد يُقال إننا لا نحكم على الناس بالمظهر، لكن في الواقع، الانطباع الأول يتشكل في لحظة واحدة عند حضور أي لقاء أو حدث مهم،" وهو ما يجعلها تحث زبوناتها على العناية بمظهرهن.

◙ المصممة سعاد كركري تعتمد على إعادة تدوير فائض الأقمشة من دور الأزياء، حيث تعمل عليها بشراكة وثيقة مع خبراء
◙ المصممة سعاد كركري تعتمد على إعادة تدوير فائض الأقمشة من دور الأزياء، حيث تعمل عليها بشراكة وثيقة مع خبراء

ويشكل هذا المبدأ جزءا من النقاشات التي تحرص على خوضها مع زبوناتها قبل تصميم ملابسهن، حيث تخبرهن دائما: “إطلالتكن جزء من علامتكن الشخصية، خاصة إذا كنتن سيدات أعمال أو شخصيات عامة،” وهو منظور اكتسبته من مسيرتها السابقة كإدارية في القطاع الصناعي.

أما اختيار البدلة كقطعة أساسية في تصاميمها فكان بديهيا بالنسبة للمصممة، التي ترى فيها “درعا أنيقا” يمنح المرأة الحضور والثقة دون التخلي عن الرقي والبساطة. وتوضح قائلة: “لمدة 14 عاما، عملت في قطاع الليزر الصناعي، وهو مجال بعيد تماما عن عالم الموضة، لكنه منحني حسا احترافيا ورؤية مهنية دفعاني إلى دعم النساء للظهور في أوساط مهنية راقية، وتولي مناصب قيادية بثقة، ومنحهن القوة لفرض أنفسهن والتألق.”

أما عن طموحاتها المستقبلية، فتجيب بلا تردد: “أريد تطوير علامتي التجارية في المغرب، بمفهوم (صنع في المغرب) بجودة راقية.” وقد حددت بالفعل المدينة التي تحلم بإنشاء ورشتها الخاصة فيها، حيث تخطط لنقل جزء من خبرتها المكتسبة في باريس إلى المملكة.

وأكدت المصممة: “لدي طموحات عالمية، لذا سأختار مراكش لإنشاء مختبر للحرف التقليدية، بهدف تصدير هذا الفن الراقي وعلامة (صنع في المغرب) إلى الخارج،” مشيرة إلى أن الأسواق المستهدفة تشمل الولايات المتحدة وآسيا، “حيث يبحث الناس عن الأناقة الخالدة الممزوجة بلمسة مغربية.”

وفي انتظار ذلك، تعمل المصممة على مشروع آخر يعود بها إلى شغفها الأول في عالم الإبداع، عبر تطوير “دار غرغاري” التي تهدف إلى تعزيز حضورها على منصات عروض الأزياء، من خلال مجموعة من الإكسسوارات وفساتين السهرة والقبعات، مع الحفاظ دائما على مصدر إلهامها الأساسي: المغرب وفرنسا.

وتضيف المصممة التي تعتز بأصولها المغربية أن كثيرات من مصممات الأزياء المغربيات تألقن في أوروبا وأميركا بالمزج بين فن الخياطة المغربي مع الموضة المعاصرة ومنهن من اخترن تطوير الزي المغربي خاصة القفطان ليكون سيد الأناقة والفخامة وقد برعت في ذلك المصممات اللاتي اخترن سوق الأزياء في الخليج.

18