مسيحيون بطرابلس اللبنانية يحتفون بقدوم الصوم الكبير عبر "كرنفال الزامبو"

جذور هذا الاحتفال تعود إلى نحو 100 عام إلى الوراء، بعدما عاد بهذه المناسبة إلى لبنان مهاجرون في البرازيل.
الاثنين 2025/03/03
أجواء احتفالية

طرابلس (لبنان) - احتفل مسيحيون في مدينة طرابلس شمال لبنان، بواحد من أغرب الاحتفالات في البلاد وهو ما يعرف بـ”كرنفال الزامبو”، حيث احتشد المئات في منطقة الميناء الساحلية، وجالوا في كافة شوارعها احتفالا بقدوم الصوم الكبير عند المسيحيين.

وكرنفال “الزامبو” عادة قديمة عرفتها المدينة اللبنانية منذ عشرات السنين وتحولت شيئا فشيئا إلى تقليد سنوي، وهو يرمز إلى الانتقال من الوثنية إلى المسيحية، بحسب أبناء طائفة الروم الأرثوذوكس.

هذا الاحتفال يعبّر عن الفرحة باقتراب الصوم، ويسبق بداية الصوم الكبير الذي يبدأ غدا الاثنين لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي.

وبعدما طلَوا أجسادهم باللون الأسود وارتدوا ألبسة من الريش، ووضعوا الأقنعة، وحملوا السيوف والرماح، سار المحتفلون في شوارع المدينة، على وقع قرع الطبول وأغان إفريقية قديمة.

قال بشارة حسن، أحد المشاركين في الاحتفال: “هذا اليوم الجميل نشارك به كل عام، قبل بدء الصوم الكبير (لدى الطوائف المسيحية)”. ولفت إلى أن “جذور هذا الاحتفال تعود إلى نحو 100 عام إلى الوراء، بعدما عاد بهذه المناسبة إلى لبنان مهاجرون في البرازيل”.

وشرح حسن أن “تسمية الزامبو تعود إلى فرقة سنغالية كانت تشارك بهذا المهرجان السنوي الذي كان يجري الاحتفال به سابقا لمدة أسبوع، وتشارك فيه العديد من الفرق الموسيقية (..) فاقتبسها أهالي الميناء تسميته منه”.

بدورها، قالت صفا سعادة ، إنها تشارك بهذا الاحتفال كل سنة “لأنه جزء من العادات والتقاليد، قبل الصوم لدى طائفة الأرثوذوكس”. وعن طقوس الاحتفال أضافت “نتنكّر، نجول، نغني، نرقص، ونحتفل بقدوم الصيام، وفي الختام نغطس في البحر لغسل خطايانا”.

من جهته، قال غابي سعادة: “كل سنة نشارك بالزامبو قبل بدء الصيام، وهو احتفال شبيه بما يحصل في ريو دي جانيرو في البرازيل (..) نتنكر ونحتفل، وفي الختام، نغطس بالبحر لغسل خطايانا”.

ويستمر زمن الصوم المسيحي الكبير 50 يومًا، يلتزم الصائمون طوال هذه المدة بالانقطاع عن أكل المنتجات الحيوانية على أشكالها وأنواعها، سواء اللحوم أو الألبان والأجبان، إضافة إلى طقوس أخرى وعبادات خاصة، وينتهي بعيد الفصح.

18