مباحثات مصرية إريترية لتفعيل آلية التنسيق الثلاثي مع الصومال

زيارة وزير الخارجية المصري إلى أسمرة تهدف لمناقشة التطورات في السودان وليبيا والبحر الأحمر.
السبت 2025/03/01
مناقشة قضايا مهمة

أسمرة  – بحث وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي مع رئيس إريتريا أسياس أفورقي تعزيز العلاقات الثنائية والأوضاع في السودان وليبيا وتطورات البحر الأحمر، وذلك خلال زيارة أجراها الجمعة، إلى أسمرة عاصمة إريتريا، غير محددة المدة، وفق بيان وزارة الخارجية المصرية.

وجاءت زيارة وزير الخارجية المصري إلى أسمرة في إطار متابعة الزيارة التاريخية، التي أجراها الرئيس السيسي لأسمرة في أكتوبر الماضي، ولتفعيل آلية التنسيق الثلاثي بين مصر وإريتريا والصومال، التي عقد أول اجتماع وزاري في إطارها بالقاهرة في يناير الماضي، إلى جانب البدء بالتحضير للاجتماع الثاني للآلية في المستقبل القريب، وفق ما ذكر متحدث الخارجية المصرية تميم خلاف.

ونقل عبدالعاطي، خلال زيارته، رسالة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى نظيره الإريتري بشأن تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها في مختلف المجالات، فضلاً عن تناول عدد من القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك للبلدين الشقيقين.

وأضاف المتحدث المصري أن "لقاء وزير الخارجية مع رئيس إريتريا شهد استعراض العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين وسبل الارتقاء بمستوى التعاون المشترك في المجالات المختلفة بما يحقق مصالح البلدين".

كما شهد اللقاء أيضا تبادلا للرؤى بالنسبة القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأوضاع بالقارة الأفريقية وسبل دعم السلم والأمن في منطقة القرن الأفريقي، وتحديدا دعم الصومال في مكافحة الإرهاب وبسط سيادته على كامل أراضيه، حسب المصدر نفسه.

وتناول الجانبان "تطورات الأوضاع في السودان، وأهمية تقديم كافة أوجه الدعم للدولة السودانية، ومؤسستها الوطنية، والحفاظ على وحدته، وسلامة أراضيه.

وتطرق اللقاء أيضا إلى الأوضاع في ليبيا ومنطقة الساحل الأفريقي، فضلا عن التطورات في البحر الأحمر، ورفض مشاركة أي دولة غير مشاطئة على البحر الأحمر في أمن وحوكمة البحر الأحمر.

من جانبه، نقل رئيس إريتريا تحياته وتقديره إلى الرئيس السيسي، معرباً عن تطلعه لتطوير العلاقات الثنائية في المجالات المختلفة بما يلبي تطلعات الشعبين الشقيقين ويعكس عمق الروابط التاريخية بينهما.

وتعتبر العلاقات المصرية السودانية علاقات تاريخية واستراتيجية ذات أهمية قصوى للبلدين، حيث تتسم بالتعاون الوثيق في مجالات متعددة، بما في ذلك الأمن والاقتصاد والمياه، وتعتبر قضية مياه النيل من القضايا الحساسة بين البلدين فيما تتحدث تقارير عن دعم قدمته السلطات المصرية للجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان في مواجهة قوات الدعم العسكري لتحقيق انتصارات ميدانية كبيرة.

من جهة أخرى، تسعى إريتريا إلى تعزيز علاقاتها مع الدول الإقليمية والدولية لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية. وتلعب إريتريا دورًا مهمًا في منطقة القرن الأفريقي، وتسعى لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة من خلال التعاون مع جيرانها، بما في ذلك مصر.

وفي المقابل تعتبر العلاقات بين إريتريا والسودان بالمتقلبة، حيث تشهد توترات متقطعة بسبب قضايا مختلفة، بما في ذلك التهريب والنزاعات حول المناطق الحدودية، وسط تبادل البلدان اتهامات بالتدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض، ودعم جماعات معارضة.

وفيما يتعلق بليبيا تسعى مصر لدعم استقرار ليبيا من خلال دعم الحكومة الشرعية وتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي. وتعتبر ليبيا جزءا من عمق مصر الاستراتيجي، وتحرص القاهرة على دعم استقرارها لضمان أمنها القومي.

وتعد منطقة البحر الأحمر من المناطق الحيوية للتجارة الدولية والأمن الإقليمي، وتشهد تنافسًا بين القوى الإقليمية والدولية للسيطرة على موانئها وممراتها المائية.

وتسعى مصر وإريتريا بشكل متزايد إلى تعزيز التعاون بينهما في مجال أمن وحوكمة البحر الأحمر، وذلك في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة.

وتتواصل الزيارات الرسمية بين المسؤولين من كلا البلدين، حيث تهدف هذه اللقاءات إلى تعزيز التنسيق والتشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها أمن البحر الأحمر.

وتعمل مصر وإريتريا على تفعيل آلية التنسيق الثلاثي بينهما وبين الصومال، وذلك بهدف تعزيز التعاون في مجال الأمن البحري ومكافحة الإرهاب في منطقة القرن الأفريقي.

ويتفق البلدان على رفض أي تدخلات خارجية في شؤون البحر الأحمر، ويؤكدان على ضرورة أن تتولى الدول المشاطئة مسؤولية الحفاظ على أمنه واستقراره.

ويتعاون البلدان في مواجهة التحديات الأمنية التي تواجه البحر الأحمر، مثل القرصنة وتهريب الأسلحة والجريمة المنظمة.

وتتشارك مصر وإريتريا في مصالح استراتيجية في البحر الأحمر، حيث يعتبر الممر الملاحي حيوياً للتجارة العالمية، وأي تهديد لأمنه يؤثر على مصالح البلدين.

وتهدف مصر وإريتريا من خلال هذا التعاون إلى تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر، وضمان حرية الملاحة في الممر المائي الحيوي.