العلاج المبكر للسِمنة يحمي الأطفال من أمراض خطيرة لاحقا

العلاج السلوكي يهدف إلى تحفيز الأطفال وأسرهم على اتّباع نظام غذائي متوازن مع ممارسة المزيد من التمارين الرياضية.
الأربعاء 2025/02/26
السمنة تؤثر على صحة المراهقين

برلين - أظهرت نتائج دراسة علمية حديثة أجراها معهد كارولنسكا السويدي أن علاج السِمنة المفرطة لدى الأطفال والمراهقين في وقت مبكر يسهم في الحد من خطر إصابتهم بأمراض خطيرة مثل مرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم واضطرابات التمثيل الغذائي للدهون في وقت لاحق من الحياة.

وأوضح القائمون على الدراسة، التي نُشرت في مجلة “جاما بيتياتريكس” المتخصصة في طب الأطفال، أن العلاج السلوكي يهدف إلى تحفيز الأطفال وأسرهم على اتّباع نظام غذائي متوازن مع ممارسة المزيد من التمارين الرياضية، بالإضافة إلى تطوير عادات نوم صحية.

وتوصل الباحثون أيضا إلى أن خطر الوفاة المبكرة انخفض لدى الأطفال، الذين تلقوا العلاج بنجاح. وكانت دراسة سابقة أجرتها نفس المجموعة البحثية قد أظهرت أن الأطفال المصابين بالسمنة يموتون في مرحلة مبكرة من البلوغ، وفي الكثير من الأحيان بسبب الانتحار والمرض الجسدي؛ حيث كان ما يزيد قليلا على ربع هؤلاء، الذين ماتوا في هذا العمر، يعانون من السمنة. وهذا يؤكد أهمية العلاج المبكر؛ نظرا إلى أن التدخل في الوقت المناسب يزيد من احتمالات النجاح ويساعد في التخفيف من المخاطر الصحية طويلة الأمد المرتبطة بالسمنة.

ومن ناحية أخرى، توصل الباحثون إلى أن خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق ظل دون تغيير رغم الخضوع للعلاج السلوكي. وعلى الرغم من وجود صلة وثيقة بين السمنة الشديدة وأمراض الاكتئاب والقلق، إلا أنه يجب معالجة الأمراض النفسية بالتوازي.

◙ السِمنة من الحالات الطبية الخطيرة التي يصاب بها الأطفال والمراهقون لأن الوزن الزائد يضع الأطفال على بداية طريق المشكلات الصحية

وتعد السِمنة في مرحلة الطفولة من الحالات الطبية الخطيرة التي يصاب بها الأطفال والمراهقون. فهي بالتحديد مقلقة لأن الوزن الزائد يضع الأطفال عادة على بداية طريق المشكلات الصحية التي كانت تُعد فيما سبق مشكلات خاصة بالبالغين، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول. كما يمكن أن تؤدي السِمنة في مرحلة الطفولة إلى عدم تقدير الذات والاكتئاب.

وبحسب خبراء “مايو كلينيك “من أفضل الإستراتيجيات لتقليل السِمنة في مرحلة الطفولة تحسين عادات الأكل والتمرين لكل أفراد العائلة. وتساعد معالجة السِمنة ومنعها على حماية صحة الطفل في مرحلة الطفولة وفي المستقبل.

وليس شرطًا أن يكون كل الأطفال ذوي الوزن الزائد مصابين بالسمنة. فبعض الأطفال تكون بنيتهم الجسدية أكبر من المتوسط. وعادةً ما يكتسب الأطفال كميات مختلفة من دهون الجسم في مختلف مراحل النمو. لذلك، قد لا يعرف من مجرد النظر إلى الطفل ما إذا كان الوزن مصدرًا للقلق على صحته أم لا.

ويشير الخبراء إلى أن مُؤشِّر كتلة الجسم، الذي يُوفِّر معيارًا للوزن بالنسبة إلى الطول، هو المقياس المقبول لزيادة الوزن والسمنة. ويمكن أن يستخدم طبيب الأطفال مخطَّطات النمو ومؤشر كتلة الجسم ويُجري فحوصات أخرى إذا لزم الأمر ليُساعد الآباء على معرفة ما إذا كانت أوزان أطفالهم يمكن أن تسَبِّب لهم مشكلات صحية أم لا.

وإذا كانوا قلقًين بشأن عدم زيادة أوزان أطفالهم بقدر كبير، عليهم استشارة الطبيب. وسينظر الطبيب إلى تاريخ نمو وتطور أطفالهم، وتاريخ زيادة الوزن والطول في عائلاتهم وقياسات أطفالهم على الرسوم البيانية للنمو. وهذا ما يمكن أن يساهم في تحديد ما إذا كان وزن أطفالهم في النطاق غير الصحي أم لا.

16