الوجبة الغنية بالسعرات الحرارية تحمي مرضى القلب من الاكتئاب

البروتينات والكربوهيدرات لا ترتبطان بزيادة مخاطر الإصابة بالقلق.
الأحد 2025/02/23
الطعام الصحي يساعد في تعديل الحالة المزاجية

يشير خبراء التغذية إلى أن العناصر الغذائية تلعب دورا مهما في تخفيف أعراض الاكتئاب لدى المصابين بأمراض القلب والشرايين، مؤكدين أن الوجبة الغنية بالسعرات الحرارية تحميهم من الاكتئاب. كما أوضحت الدراسات أن البالغين الذين يتبعون نظاما غذائيا غير صحي ويعانون من الاكتئاب قد يساعدهم الطعام الصحي على تحسين حالتهم.

برلين - كشفت دراسة أُجريت في الصين أن تناول وجبة إفطار غنية بالسعرات الحرارية ربما يساعد في حماية مرضى القلب من الإصابة بالاكتئاب.

وذكر فريق بحثي من جامعة هاربين الصينية أن هناك أدلة متزايدة تربط بين أمراض القلب والاكتئاب، وقد تبين أن العناصر الغذائية تلعب دورا مهما في تخفيف أعراض الاكتئاب لدى المصابين بأمراض القلب والشرايين.

وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “بي إم سي سايكاتري” المتخصصة في أبحاث طب النفس، قام الباحثون بتحليل بيانات صحية تخص قرابة 32 ألف شخص مع تسجيل نوعية الأغذية التي يتناولها المتطوعون في الأيام العادية، وكان من بينهم نحو 3500 شخص مصابين بأمراض القلب وزهاء 550 شخصا يعانون من الاكتئاب.

واتضح من الدراسة أن المغذيات الرئيسية مثل البروتينات والكربوهيدرات لا ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب، في حين أن تحويل بعض السعرات الحرارية من وجبة العشاء إلى الإفطار قد يعود بالفائدة.

وأكد الباحثون، في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث الطبية، أن التوقيت الذي نأكل فيه هو بنفس أهمية نوعية الأغذية التي نتناولها. وأضافوا أنه “لا بد من التنسيق بين توقيت استهلاك المغذيات الغنية بالطاقة وتغيرات الجسم التي تطرأ على كل شخص للحد من مخاطر الإصابة بالاكتئاب.”

البالغون الذين يتبعون نظاما غذائيا غير صحي ويعانون من الاكتئاب قد يساعدهم الطعام الصحي على تحسين حالتهم

وأشارت دراسة إلى أن البالغين الذين يتبعون نظاما غذائيا غير صحي ويعانون من الاكتئاب قد يساعدهم الطعام الصحي على تحسين حالتهم. وفي تجربة عشوائية بأستراليا تراجعت أعراض الاكتئاب لدى رجال ونساء تراوحت أعمارهم بين 17 و35 عاما بعد ثلاثة أسابيع من تحولهم إلى نظام غذائي صحي. وأفاد باحثون في دورية “بلوس وان” بأن أولئك الذين واصلوا تناول الأغذية الصحية لمدة ثلاثة أشهر استمروا في الشعور بالتحسن.

وقالت هيذر فرانسيس التي قادت فريق البحث، وهي من جامعة ماكوراي في سيدني، “هذا يهم الجميع، وهو أكثر فاعلية من حيث الكلفة مقارنة بطرق علاجية أخرى، وهو أحد أوجه العلاج التي يمكن للأفراد أنفسهم التحكم فيها.” وأضافت هيذر عبر البريد الإلكتروني في حديث لوكالة رويترز “هذا يثير احتمال أن التغيير في النظام الغذائي قد يكون بمثابة علاج لتخفيف أعراض الاكتئاب.”

ويزيد تناول الأطعمة فائقة المعالجة من خطر الوفاة أو يؤدي إلى الوفاة نتيجة عشرات الحالات الصحية الضارة، بحسب ما توصلت إليه مراجعة لـ45 تحليلًا تلويًّا (التحليل التلوي هو طريقة إحصائية تجمع بين نتائج دراسات متعددة بشأن سؤال بحثي معين) شملت قرابة 10 ملايين شخص.

وقال كبير الباحثين وولفغانغ ماركس، الذي يشغل أيضًا منصب زميل أبحاث أوّل لدى مركز الغذاء والمزاج في جامعة ديكين في جيلونغ بأستراليا، “لقد وجدنا أدلة ثابتة تربط بين تناول كميات أكبر من الأطعمة فائقة المعالجة وأكثر من 70 في المئة من 45 نتيجة صحية مختلفة قمنا بتقييمها.”

تغيير النظام الغذائي والانتقال من الوجبات السريعة إلى الأطعمة الصحية لهما تأثير إيجابي على المرضى

وأشار هاينز فريسلينغ، العالم في فرع التغذية والتمثيل الغذائي بالوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، إلى أنّه تمّ النظر في تناول كمية أكبر بحوالي حصة واحدة أو حوالي 10 في المئة أكثر من الأطعمة فائقة المعالجة يوميًا.

وأضاف فريسلينغ غير المشارك في الدراسة “يمكن اعتبار هذه النسبة بمثابة خط الأساس، ولدى الأشخاص الذين يستهلكون أكثر من خط الأساس هذا يزيد الخطر.”

وفي دراسة حديثة، نشرت نتائجها مجلة “ماي سلف”، كشفت مجموعة من الباحثين عن فوائد بعض الأغذية في الوقاية من الأمراض النفسية، وعلى رأسها مرض الاكتئاب، أو في علاج الاكتئاب أو التخفيف من أعراضه.

وتوصلت دراسة أسترالية حديثة، أجرتها جامعة “ديكن” في ملبورن، إلى أن تغيير النظام الغذائي والانتقال من الوجبات السريعة إلى الأطعمة الصحية لهما تأثير إيجابي على المرضى. فبعد ثلاثة أشهر انخفضت أعراض الاكتئاب لدى المرضى بشكل كبير.

التنسيق بين توقيت استهلاك المغذيات الغنية بالطاقة وتغيرات جسم الإنسان ضروري للحد من مخاطر الإصابة بالاكتئاب

ويفتقر النظام الغذائي غير الصحي إلى العناصر المغذية للجسم. وتؤثر هذه العناصر على الناقلات العصبية للحصول على المشاعر الإيجابية وإنتاج هرمونات السعادة. والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأحماض الأمينية والمعادن والبوتاسيوم والمغنيسيوم وفيتامينات “ب” وفيتامين “د” أو أحماض أوميغا 3 الدهنية تؤثر على الحالة المزاجية للإنسان.

وفيما يلي ثمانية أغذية ينصح الأطباء وخبراء التغذية بإدراجها في النظام الغذائي الصحي للحماية من الاكتئاب أو تخفيف أعراضه:

  • سمك السلمون: يصف خبراء التغذية سمك السلمون بـ”المضاد” الطبيعي للاكتئاب. هذا النوع من السمك غني بأوميغا 3 وفيتامين بـ6 وبـ12، ويجعل المرء في حالة مزاجية أفضل بشكل طبيعي.
  • الموز: البوتاسيوم والتريبتوفان عنصران مغذيان يوجدان بكثرة في فاكهة الموز، ويعتبران من العوامل المحسّنة للمزاج ويساعدان على إفراز هرمونات السعادة. لذلك إذا كان الشخص يأكل هذه الفاكهة المعمرة، فقد يحمي نفسه من الاكتئاب.
  • الزبادي: الأغذية التي تحتوي على “البروبيوتيك” مثل الزبادي تحفز الجراثيم المعوية. في هذا السياق وجد الباحثون أن بكتيريا الأمعاء هي المسؤولة عن مزاجنا؛ فكلما كانت الفلورا المعوية أفضل، كنا أكثر سعادة.
  • البيض: فيتامين “د” الموجود في البيض له تأثير إيجابي على المكتئبين.
  • الفلفل الحار: تطلق التوابل الحارة هرمون “الإندورفين”، وهو من هرمونات السعادة. وتعمل هرمونات السعادة هذه على الاسترخاء وتحسين الحالة المزاجية على المدى الطويل. وهناك أنواع أخرى من الفلفل أو الفلفل الحار لها نفس التأثير أيضاً.
  • جذور الشمندر: تحتوي جذور الشمندر على حمض “الفوليك”، الذي يعمل على تعزيز إنتاج هرمونات الشعور بالسعادة. هذه الهرمونات لها تأثير إيجابي على التعب والأرق. كما تحتوي السبانخ والهليون والبقوليات المختلفة أيضاً على الكثير من حمض “الفوليك”.
  • الجوز: بفضل أحماض أوميغا 3 التي توجد فيه يساعد الجوز على التقليل من احتمالات الإصابة بالاكتئاب والعمل على التقليل من أعراضه عند الإصابة به، ولهذا ينصح بتناول الجوز لمن يشعرون بتغيير حالتهم المزاجية.
  • بذور الشيا: تعتبر البذور بشكل عام من الأطعمة المحاربة للاكتئاب وخاصة بذور الشيا وبذور الكتان، ذلك أنها تحتوي على العديد من العناصر الغذائية المفيدة ومنها أحماض أوميغا 3 الدهنية والألياف ومضادات الأكسدة، وجميع هذه العناصر تعزز تكوين الناقلات العصبية في المخ الخاصة بتعديل المزاج ومنها السيروتونين.
14