في ضربة نوعية جديدة، المغرب يكشف قاعدة دعم لوجستي لخلية داعش الساحل

الرباط – وجهت السلطات الأمنية المغربية ضربة نوعية جديدة للشبكات الإرهابية المرتبطة بفرع تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الساحل الافريقي، بأن كشفت عن قاعدة دعم لوجستي للخلية الإرهابية التي أعلن قبل يوم عن تفكيكها واحباط مخطط إرهابي بالغ الخطورة، تضم أسلحة كلاشينكوف ومسدسات.
ويشير هذا النجاح الأمني الجديد إلى جاهزية الأمن المغربي ويقظته في مواجهة فلول الإرهاب العابر للحدود فكرا وتنظيما. كما يعزز وجاهة المقاربة التي يعتمدها في التعاطي مع التهديدات الإرهابية ويعزز كذلك مكانة المغرب كشريك فاعل إقليميا ودوليا في التصدي للتنظيمات المتطرفة ومخططاتها الاجرامية.
وبحسب بيان صادر قطب المديرية العامة للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، مكنت الأبحاث والتحريات المتواصلة بعد تفكيك الخلية الإرهابية المرتبطة بفرع تنظيم داعش بمنطقة الساحل التي يجريها المكتب المركزي للأبحاث القضائية (التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني)، من رصد معلومات ميدانية معززة بمعطيات تقنية حول وجود منطقة جبلية، يشتبه في تسخيرها كقاعدة خلفية للدعم اللوجيستي بالأسلحة والذخيرة الموجهة لأعضاء تلك الخلية من أجل تنفيذ مخططاتها الإرهابية.
وبحسب البيان، مكنت الخبرة التقنية وعملية تحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية المنجزة باستخدام الإحداثيات والمعطيات الجغرافية المحجوزة في إطار البحث من تحديد المنطقة المشتبه فيها بإقليم الرشيدية وتحديدا بالضفة الشرقية لواد گير بتل مزيل- جماعة وقيادة "واد النعام" بمنطقة بودنيب على الحدود الشرقية للمملكة.
وأظهرت المعاينات الميدانية وعمليات المسح الجغرافي أن المنطقة المشكوك فيها توجد عند سفح مرتفع صخري به مسالك وعرة غير معبدة.
واستدعى هذا الوضع تسخير معدات لوجستية لتيسير الولوج إلى مكان التدخل بغرض القيام بإجراءات التفتيش الضرورية والأبحاث التمهيدية اللازمة، بحسب ما جاء في البيان.
واستعان المكتب المركزي للأبحاث القضائية بدوريات للكلاب المدربة للشرطة المتخصصة في الكشف عن المتفجرات وآليات للكشف عن المعادن وجهاز لرصد وتحديد طبيعة المواد المشبوهة وروبوتات تقنية لرصد الأجسام الناسفة. كما استخدم جهازا للمسح بالأشعة السينية.
وبحسب البيان، استغرقت عمليات التفتيش والتمشيط أكثر من ثلاث ساعات تقريبا وانتهت بالعثور على شحنة من الأسلحة والذخيرة النارية مدفونة في مكان منزو أسفل المرتفع الصخري وكانت ملفوفة في أكياس بلاستيكية وجرائد ورقية منشورة بدولة مالي، من بينها أسبوعيات ورقية صادرة بتاريخ 27 يناير 2025.
وتم تحديد مكونات شحنة الأسلحة المحجوزة والتي احتوت على بندقيتي كلاشينكوف مع خزانين للذخيرة وبندقيتين ناريتين وعشرة مسدسات نارية فردية من مختلف الأنواع وكمية كبيرة من الخراطيش والطلقات النارية من عيارات مختلفة.
وبحسب ما توصلت إليه التحريات الأولية من المرحلة الأولى للبحث، فإن الأسلحة والمعدات المحجوزة تم توفيرها وإرسالها من طرف قيادي مسؤول عن العلاقات الخارجية بفرع داعش بمنطقة الساحل وذلك عبر مسالك وقنوات تهريب غير شرعية.
وذكر البيان أنه بعد تأمين تهريب الأسلحة والذخيرة وضمان إخفائها بهذه القاعدة الخلفية للدعم اللوجيستي، قام القيادي بالتنظيم المتطرف بإرسال إحداثيات المكان لما يسمى بفريق "المنسقين" ضمن الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها أمس الأربعاء وذلك من أجل الانتقال لاستلامها والشروع في استخدامها في تنفيذ المخططات الإرهابية.
ويأتي هذا النجاح الأمني بفضل الجهود الأمنية التي لا تهدأ وبفضل يقظة أمنية مستمرة وجاهزية عالية للتدخل السريع ما يتيح انجاز عمليات استباقية أتاحت إلى حد الآن تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية واحباط مخططاتها الاجرامية.
وتتواصل الأبحاث ضمن جهود تعقب امتدادات محتملة للخلية الإرهابية التي تم تفكيكها لرصد ارتباطاتها بالفرع الافريقي لداعش بمنطقة الساحل.
وسبق لكبار المسؤولين الأمنيين في المديرية العامة للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني وفي المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن نبهوا لخطر تمدد داعش في منطقة الساحل والصحراء ومساعيه لضرب الاستقرار في دول المنطقة ومن ضمنها المملكة المغربية.
وبعض عناصر وقادة الجماعات الإرهابية يتحدرون من مخيمات تندوف التي تديرها جبهة بوليساريو وعدد منهم كان من بين أعضاء الجبهة الانفصالية المدعومة من الجزائر والتي وفرت ممارساتها، أرضية خصبة لتفريخ الإرهاب وتصديره.