غبار مكابح السيارات أكثر خطورة من عوادم الديزل

غبار المكابح أكثر خطورة على صحة الإنسان مقارنة بأنواع الملوثات الأخرى، كما يرتبط بأمراض مثل السرطان والربو.
الأربعاء 2025/02/19
التلوث يضر بخلايا الرئة

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة)- يتسبب تلوث الهواء في وفاة قرابة سبعة ملايين شخص كل عام، ورغم أنه يتم توجيه أصابع الاتهام دائما إلى الانبعاثات الناجمة عن عوادم السيارات لاسيما تلك التي تعمل بوقود الديزل، فقد أثبتت دراسة حديثة أن الغبار الناجم عن وسائد المكابح في السيارة قد يكون أكثر ضررا على الرئة.

ويؤكد باحثون أن الغبار الناجم عن احتكاكات إطارات السيارات على الطرق وتآكل وسائد مكابح السيارات أثناء حركة السير، وهو ما يعرف باسم “الانبعاثات غير المرتبطة بالعوادم”، أصبح مصدرا رئيسيا للتلوث على نحو يفوق مصادر التلوث التقليدية في مختلف الدول الأوروبية، لاسيما وأن الانبعاثات الناجمة عن مكابح السيارات لا تخضع حتى الآن لأيّ ضوابط تنظيمية.

واختبر فريق علمي برئاسة الباحث جيمس بيركن أخصائي السموم من جامعة ساوثهامبتون البريطانية تأثير غبار المكابح في السيارات على الخلايا التي تغلف الرئة، وتبين أنه أكثر خطورة على صحة الإنسان مقارنة بأنواع الملوثات الأخرى، كما يرتبط بأمراض مثل السرطان والربو. ونقل موقع ميديكال إكسبريس المتخصص في الأبحاث الطبية عن الباحث بيركن قوله إن إزالة معدن النحاس من غبار مكابح السيارات يقلل من الآثار الضارة بشكل كبير.

وضع قواعد لأنظمة تكييف الهواء في السيارات بعد أن كشفت اختبارات جديدة أن موديلات رائجة تتسرب إليها كميات كبيرة من التلوث

وكانت وسائد المكابح تحتوي من قبل على مادة الأسبستوس الضارة للتخلص من مشكلة الحرارة الزائدة للمكابح، ولكن بعد حظر هذه المادة في بريطانيا عام 1999، قامت الشركات المتخصصة في الصناعات المغذية للسيارات باستخدام مواد عضوية بديلة يشيع استخدامها حاليا في السيارات الحديثة. ويقول الفريق البحثي إن التجارب أثبتت أن هذه الخامات البديلة أكثر ضررا على خلايا الرئة مقارنة بالملوثات الأخرى بما في ذلك العادم الناجم عن استخدام وقود الديزل.

وأثبتت الاختبارات المعملية أن الغبار الناجم عن مكابح السيارات يحتوي على نسب عالية من النحاس، وأن هذا المعدن يمكن أن يتخلل عبر خلايا الرئة أثناء ما تم استنشاقه أثناء التنفس. وأكد الباحثون أن معالجة غبار المكابح بمواد كيميائية لتحييد تأثير النحاس يمكن أن يقلل من سميته وأضراره على الصحة.

من جهة أخرى، دعا خبراء إلى وضع قواعد لأنظمة تكييف الهواء في السيارات بعد أن كشفت اختبارات جديدة أن موديلات رائجة تتسرب إليها كميات كبيرة من التلوث.

وأظهرت الاختبارات التي أجريت على 11 نوعا من السيارات اختلافا كبيرا في القدرة على تنقية الهواء الداخل، مما يعرض الركاب داخل السيارة للملايين من الجسيمات السامة مع كل نفس.

وكان أداء سيارة تويوتا “سي-إتش آر” الأسوأ بين الأنواع الأخرى، حيث بلغت نسبة احتجاز الملوثات 1 في المئة فقط، في حين أن سيارة فولكسفاغن بولو سجلت 35 في المئة فقط، وسجلت سيارة فورد فييستا 40 في المئة. ومع ذلك سجلت سيارة المرسيدس “إي-كلاس” تنقية بنسبة 90 في المئة من الهواء الداخل، مما يوضح أن التكنولوجيا موجودة لحماية الركاب بشكل كبير.

16