أبوظبي تطلق الأعمال الثانية لبينالي الفن العام

الدورة تهدف إلى توثيق تلك التحولات وفهم كيفية تحول المجتمعات إلى "مجتمعات عامة" تتشارك المساحات والموارد في بيئة حضرية متجددة.
الأربعاء 2025/02/12
لؤلؤة فنية لفرح القاسمي

تم الكشف عن المجموعة الثانية من الأعمال الفنية في "بينالي أبوظبي للفن العام" وتضم أعمالا وتركيبات مبتكرة ليتم عرضها في مواقع إستراتيجية بإمارة أبوظبي مما يمنح الزوار تجربة غنية ومتنوعة.

أبوظبي - أطلقت أبوظبي مؤخرًا المجموعة الثانية من الأعمال الفنية في “بينالي أبوظبي للفن العام”، والتي تشكل جزءًا من دورته الافتتاحية.

وتضم هذه المجموعة 9 أعمال فنية وتركيبات مبتكرة يتم عرضها في مواقع مميزة عبر إمارة أبوظبي. ويمتد الحدث حتى 30 أبريل القادم، ويهدف إلى تحويل مختلف المواقع في المدينة إلى احتفالية حية بالفن والثقافة والمجتمع، لتوفير تجربة غنية وملهمة للجمهور.

ويستمر بينالي أبوظبي للفن العام في تعزيز مكانته كحدث ثقافي مميز، حيث يضم 40 عملاً فنيًا جديدًا تم تكليف الفنانين بها من جميع أنحاء العالم، إضافة إلى الأعمال التي ابتكرها أكثر من 70 فنانًا محليًا ودوليًا. وتتوزع الأعمال الفنية في مواقع إستراتيجية ومرموقة ضمن أبوظبي والعين، لتجسد تفاعلًا حيويًا بين الفن والفضاءات العامة.

ومنذ انطلاقته في نوفمبر الماضي، حقق بينالي أبوظبي نجاحًا كبيرًا من خلال عرض مجموعة متنوعة من الأعمال التي شارك في إنتاجها فنانون عالميون مثل أنغا، وأركيتيكتورا إكسبانديدا، وعائشة حاضر، ولوسيا كوخ، ورند عبدالجبار، وطارق كيسوانسون، وصوفيا بالاجاموالا، ونينا أوكور. كما تم تقديم أعمال جديدة من إبداع أتيليه عزيز القطامي، والذي سيواصل العمل عليها في محطة الباصات الرئيسية في أبوظبي.

حح

وتستمر فعاليات البينالي في الأشهر المقبلة، حيث سيعرض المزيد من التركيبات الفنية الجديدة من فنانين مثل حسين شريف، وإميلي جاسر، ورامي قاشوع، وعلياء فريد، ولطيفة سعيد. كما ستُختتم فعاليات البينالي في أبريل بعرض أدائي تشاركي تقدمه “موبايل أكاديمي برلين”، وهو عرض يضيف بعدًا تفاعليًا وجماعيًا للحدث.

وتوزع التركيبات الفنية عبر 8 دروب رئيسية تشمل كورنيش أبوظبي، وحدائق أبوظبي العامة، ومحطة الباصات الرئيسية، ووسط مدينة أبوظبي، وسوق السجاد، والمسرح الوطني، والمجمّع الثقافي، وواحة العين. ويمكن للزوار استكشاف هذه الأعمال بسهولة سواء سيرًا على الأقدام أو باستخدام وسائل النقل، مما يجعل البينالي تجربة ثقافية مرنة تتناسب مع مختلف اهتمامات الزوار.

ويتضمن برنامج المعرض مجموعة واسعة من الأنشطة المتنوعة في مواقع مختلفة للبينالي، حيث تستضيف محطة الباصات الرئيسية، وهي مبنى حديث ذو طابع تراثي، العديد من الفعاليات التي تشمل الجلسات الحوارية، وورش العمل، والعروض الأدائية، وعروض الأفلام. من أبرز هذه الفعاليات عرض فيلم “دراما 1882” للفنان وائل شوقي، الذي عُرض لأول مرة في بينالي البندقية، بالإضافة إلى عروض أدائية عامة بالتعاون مع الفنان كريستوفر جوشوا بينتون في سوق السجاد.

وتعتبر النسخة الأولى من بينالي أبوظبي للفن العام منصة مهمة لاستكشاف الواقع الثقافي المتنوع والمتغير في المجتمعات الإماراتية، خاصة مع التوسع السكاني الكبير والاختلاط الثقافي الذي شهدته المدينة على مدى العقود الماضية. وتهدف هذه الدورة من البينالي إلى توثيق تلك التحولات وفهم كيفية تحول المجتمعات إلى “مجتمعات عامة” تتشارك المساحات والموارد في بيئة حضرية متجددة.

خحخ

وفي هذا السياق، قالت ريم فضة، مديرة البرامج الثقافية في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي “يمثل بينالي أبوظبي للفن العام نقطة محورية في المشهد الفني للإمارة. وتقدم الأعمال الفنية جزءًا من منظور مختلف حول مفهوم ‘العامة’ وتستكشف التفاعل بين البيئة والمجتمع والحياة الحضرية.” من جانبها، أضافت كليمنس بيرغال، مديرة الفن العام في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: “يعد بينالي أبوظبي أحد الركائز الأساسية لمبادرة أبوظبي للفن العام، وهو يساهم في دمج الفن في الحياة اليومية للمجتمع، كما يعزز من الحفاظ على المساحات المعمارية والثقافية الهامة في المدينة.”

ويُعد بينالي أبوظبي للفن العام أحد الأعمدة الأساسية لمبادرة “أبوظبي للفن العام”، التي أُطلقت في مارس 2023، والتي تشمل أيضًا تكليفات فنية سنوية ومعرض “منار أبوظبي” الفني الضوئي الذي يُعقد كل عامين. ويُقام بينالي أبوظبي كل سنتين بالتناوب مع معرض “منار أبوظبي”، الذي استقطب في نسخته الافتتاحية أكثر من 650 ألف زائر وعرض أعمالًا تركيبية لأكثر من 22 فنانًا عالميًا، نصفهم من الإمارات.

ومن خلال هذه المبادرات، تسعى أبوظبي إلى تعزيز مكانتها كعاصمة ثقافية وفنية عالمية، حيث يساهم البينالي في بناء ذاكرة جماعية مشتركة ويعزز البنية التحتية الثقافية للإمارة. كما يسعى الحدث إلى استخدام الفن العام كأداة لتحفيز الحوار والتفاعل الاجتماعي داخل المجتمع، من خلال خلق مساحات مشتركة تحتفل بالإبداع والابتكار.

حخح

18